Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا: تسريب الوثائق الأميركية ينطوي على مستوى خطير من عدم الدقة

تحقيق في أمر الكشف عن العشرات منها لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي والعلاقات مع الحلفاء ودول أخرى تشمل أوكرانيا

تشير الترجيحات إلى أن بعض المعلومات الأكثر حساسية تتعلق بالقدرات العسكرية لأوكرانيا وأوجه القصور فيها (رويترز)

ملخص

وكالات #الأمن_القومي الأميركية تبحث في سبل مشاركة المعلومات الأكثر حساسية داخل الحكومة والتعامل مع التداعيات الناجمة عن تسريب #الوثائق_السرية

قالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الثلاثاء، إن تسريب المعلومات الأميركية السرية، الذي تناقلته التقارير الإعلامية على نطاق واسع، ينطوي على "مستوى خطير من عدم الدقة".

وتحقق أجهزة الأمن القومي ووزارة العدل الأميركية في أمر الكشف عن عشرات الوثائق السرية لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي والعلاقات مع الحلفاء ودول أخرى تشمل أوكرانيا.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية في بيان نُشر على "تويتر" "تسريب المعلومات الأميركية السرية الذي تنقله التقارير على نطاق واسع يظهر مستوى خطيراً من عدم الدقة".

وأضاف "يتعين على القُراء توخي الحذر قبل تصديق مزاعم من المحتمل أن تنشر معلومات مضللة".

وتكشف الوثائق كما يبدو تفاصيل عن نقاط ضعف الجيش الأوكراني ومعلومات عن حلفاء للولايات المتحدة من بينهم إسرائيل وكوريا الجنوبية وتركيا.

وقد يكون الكشف عنها هو أكثر تسريب لمعلومات تخص الحكومة الأميركية ضرراً منذ نشر موقع "ويكيليكس" آلاف الوثائق في عام 2013.

تشكيك في قدرات أوكرانيا

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" استناداً إلى وثيقة أميركية سرية مسربة بأن الاستخبارات الأميركية تشكك في جدوى هجوم أوكراني مضاد بمواجهة القوات الروسية لأسباب تتعلق بالتدريب والإمدادات.

والوثيقة تندرج في إطار مجموعة من المواد البالغة الحساسية التي نشرت على الإنترنت واستدعت فتح تحقيق جنائي أميركي في خرق يقول البنتاغون، إنه يشكل "خطراً جسيماً" على الأمن القومي.

وتفيد توقعات بأن أوكرانيا ستشن هجوماً مضاداً على القوات الروسية في الربيع، في أول حملة عسكرية كبرى لكييف هذا العام.

لكن الوثيقة المصنفة "سرية للغاية" تشير إلى أن الدفاعات الروسية الحصينة "وأوجه القصور التي يعانيها الأوكرانيون على صعيد التدريبات وإمدادات الذخيرة يرجح أن تضعف التقدم وأن تفاقم الخسائر البشرية خلال الهجوم".

وتورد وثيقة أخرى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمر بإنتاج 40 ألف صاروخ بهدف شحنها إلى روسيا، وأعطى توجيهاته إلى المسؤولين بإبقاء الأمر طي الكتمان "لتجنب أي مشكلات مع الغرب"، وفق ما أفادت الصحيفة الأميركية في مقالة منفصلة.

لكن واشنطن نفت المعلومات الواردة في التقرير. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية "لا مؤشرات لدينا تدل على أن خطة كهذه قيد التنفيذ".

وشدد المسؤول على أن "مصر شريك وثيق ونحن ملتزمون بانتظام مع قيادتها بمجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية".

وسربت عشرات الوثائق والصور على منصات "تويتر" و"تيليغرام" و"ديسكورد" وغيرها من المواقع خلال الأيام الأخيرة، وربما يكون بعضها متداولاً على الإنترنت منذ أسابيع إن لم يكن منذ أشهر قبل أن تستقطب هذه الوثائق اهتمام وسائل الإعلام، الأسبوع الماضي.

وكثير من هذه الوثائق على صلة بأوكرانيا، كما يفيد بعضها بمراقبة الولايات المتحدة لحلفائها، في حين يسعى مسؤولون أميركيون إلى طمأنة هؤلاء بعد التسريبات.

وعدد كبير من هذه الملفات السرية لم يعد متاحاً على المواقع التي نشرت فيها للمرة الأولى، وسط تقارير تفيد بأن واشنطن تعمل على حذفها.

وربما تكون تداعيات التسريب كبيرة وحتى مدمرة، إذ يمكن أن تعرض للخطر مصادر استخبارية للولايات المتحدة وأن تمنح أعداء البلاد معلومات قيمة.

وقال ميغر إن "كشف مواد حساسة مصنفة يمكن أن تكون له تداعيات كبرى، ليس فقط على أمننا القومي، بل قد يؤدي إلى خسارة أرواح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مسؤولون يبحثون سبل مشاركة المعلومات

قال ثلاثة مسؤولين أميركيين، إن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث حالياً في سبل مشاركة المعلومات الأكثر حساسية داخل الحكومة الأميركية والتعامل مع التداعيات الدبلوماسية الناجمة عن تسريب عشرات الوثائق السرية.

وأشار أحد المسؤولين إلى أن محققين يعملون حالياً على تحديد الشخص أو المجموعة التي قد تكون لديها القدرة أو الدافع لنشر هذه الوثائق السرية. وقد تكون الوثائق الأخيرة المسربة هي الأكثر تأثيراً منذ نشر آلاف الوثائق على موقع "ويكيليكس" في عام 2013.

وقال مسؤولون أميركيون، إن بعض الوثائق التي تقيم حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا في ساحة المعركة يبدو أن تعديلات أجريت عليها بما يشير إلى تكبد روسيا خسائر أقل.

وأكد مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) انتهزت الفرصة لمراجعة نطاق مشاركة المعلومات السرية داخلياً والتأكد من عدم وصولها سوى للأشخاص المخول لهم ذلك.

وقال مسؤول آخر، إن بعض الوثائق كانت على الأرجح متاحة لآلاف الأشخاص من حاملي التصاريح الأمنية الصادرة من الولايات المتحدة وحلفائها على الرغم من كونها شديدة الحساسية.

وقال المسؤول الأول، إن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى الوثائق يؤكد أن المعلومات الحساسة ربما تمت مشاركتها على نطاق واسع مع أفراد غير مخول لهم الوصول إلى هذا المستوى من الوثائق السرية.

وأضاف "تطلب الأمر من البنتاغون تقليل الوصول إلى بعض أكثر المعلومات حساسية عندما لا يكون هناك سبب معقول للوصول إليها".

وقال المسؤولان، إنه على رغم أن التسريبات كانت مقلقة للغاية، فإن عديداً منها لم يقدم سوى معلومات قليلة عن الوضع في فبراير (شباط) ومارس (آذار)، ويبدو أنها لم تكشف أي شيء عن العمليات المستقبلية.

وتشير الترجيحات إلى أن بعض المعلومات الأكثر حساسية تتعلق بالقدرات العسكرية لأوكرانيا وأوجه القصور فيها.

تعاون مع كوريا الجنوبية

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إن وزير الدفاع الأميركي أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الكوري الجنوبي، أمس الثلاثاء، تناولا خلالها التقارير الإعلامية التي أفادت بتسريب وثائق سرية أميركية في الآونة الأخيرة.

وكان بعض الوثائق في ما يبدو يستند إلى مناقشات داخلية بين مسؤولين أمنيين كبار في كوريا الجنوبية. وقالت الوزارة، إن الوزير الأميركي تعهد خلال المحادثات الهاتفية التواصل والتعاون الوثيق مع كوريا الجنوبية.

وقال مسؤول أمني كبير في كوريا الجنوبية، إن المعلومات التي تضمنتها الوثائق السرية الأميركية المزعوم تسريبها، التي استندت في ما يبدو إلى مناقشات داخلية بين مسؤولين كبار في بلاده "غير حقيقية" و"محرفة"، وأدلى نائب مستشار الأمن القومي كيم تاي هيو بتصريحاته لدى مغادرته إلى واشنطن قبل زيارة رسمية يقوم بها الرئيس يون سوك يول إلى الولايات المتحدة في 26 أبريل (نيسان)، وشدد على أن تحالف الدولتين لا يزال قوياً.

وقال كيم للصحافيين "يتفق البلدان في الرأي بأن كثيراً من المعلومات المنشورة محرفة"، مضيفاً أن التقرير المتعلق بكوريا الجنوبية "غير صحيح"، ولم يذكر مزيداً من التفاصيل حول الجزء غير الصحيح من الوثيقة.

وقالت الوثيقة، التي لا تحمل تاريخاً، إن كوريا الجنوبية وافقت على بيع قذائف مدفعية لمساعدة الولايات المتحدة في إعادة تكوين مخزوناتها، مؤكدة أن "المستخدم النهائي" يجب أن يكون الجيش الأميركي، لكن على المستوى الداخلي كان كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين يخشون من أن تحول الولايات المتحدة وجهة تلك القذائف إلى أوكرانيا.

وقالت كوريا الجنوبية، إن قوانينها تمنع تزويد الدول المنخرطة في صراعات بالأسلحة، وهو ما يعني عدم قدرتها على إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.

المزيد من متابعات