ملخص
تحظى #التطبيقات_الطبية باهتمام متزايد في #الجزائر خصوصاً تلك المتعلقة بـ#اللياقة_البدنية التي تقدم خدمات توثيقية مثل متابعة #الأكل_الصحي والوزن والنوم وممارسة الرياضة
تعرض منصات إلكترونية في الجزائر خدمات مجانية للاستشارة الطبية تمنح المرضى إمكانية حجز مواعيد لدى الأطباء عبر تطبيقات الهاتف النقال، وأخرى يتم استعمالها للكشف عن الحالة الصحية مثل قياس ضغط الدم أو حتى توجيه إنذار الشخص بسكتة دماغية محتملة.
وتطرح الرقمنة، التي يمر بها قطاع الصحة في الجزائر، ويرى كثيرون أنها قد تسهم في الاستغناء عن زيارة الطبيب، تساؤلات حول صحة ودقة الفحوصات، التي تقدمها هذه التطبيقات الذكية ومدى قدرتها على تعويض التشخيص المباشر.
اهتمام متزايد
تحظى التطبيقات الطبية باهتمام متزايد لدى الجزائريين، خصوصاً تلك المتعلقة باللياقة البدنية التي تقدم خدمات توثيقية، مثل متابعة الوزن والنوم والأكل الصحي وممارسة الرياضة، وتعد الأكثر تحميلاً وانتشاراً إذ يعتمدون عليها لتنظيم نمط حياتهم، خصوصاً أن استخدامها غير مكلف وبسيط.
ودفع الشغف المخترعة الجزائرية سماح سعد إلى الفوز في المسابقة الأكاديمية العربية للابتكار لعام 2020، بعد ابتكارها الخاص بمرضى السكري، رفقة فريق متكون من مشاركين من دول عدة، يحمل اسم "سلامتك".
وأقنعت سماح التي قادت الفريق الممولين لاختيار ابتكارهم المتعلق بنظام مدمج خاص بمرضى السكري يسمح للطبيب بمراقبة المريض عن بعد بواسطة وسيلة رقمية.
كما صممت شركة ناشئة في الجزائر وصفة طبية ذكية إلكترونية موجهة لممارسي الصحة، تساعد على تجنب الأخطاء عن طريق كشف التداخلات بين الأدوية عند تحرير الطبيب الوصفة وتنبيهه لذلك.
وحسب مصممي هذه الوصفة الرقمية فإنها ستمكن الأطباء من تحرير وصفات رقمية قابلة للطباعة وقابلة للحفظ في السجلات الرقمية للمرضى بطريقة آمنة، وتعتبر الوصفة الأولى من نوعها، وأداة مبتكرة وعملية جداً تسهل وظيفة الأطباء وتضمن وصفات سهلة القراءة وخالية من الأخطاء.
وأبرزت جائحة "كوفيد-19" الحاجة الملحة إلى التطبيقات الطبية لتسهيل عمليات التشخيص واستشارة الطبيب عن بعد، إذ أجرت منصة "إ طبيب" التي تم إطلاقها في الجزائر سنة 2020 آلاف الاستشارات الطبية عن بعد.
ويقول مؤسس هذه المنصة الإلكترونية مصطفى نبيل في تصريحات صحافية إن "الاستشارات الطبية عن بعد عبر هذه المنصة قد استفاد منها المرضى الجزائريون وحتى الأجانب بشكل مجاني، وتسمح بضمان استمرارية علاج المرضى وتجنيبهم عناء التنقل".
وأوضح أن المنصة تعمل بالشراكة مع شبكة من الأطباء في مختلف التخصصات (ما يزيد على 100 طبيب) وتسمح للجزائريين وحتى المقيمين منهم بالخارج بالتواصل سريعاً مع الأطباء بغية الحصول على التوجيه اللازم، مؤكداً أن متجر التطبيقات الطبية الموجه لعمال القطاع الصحي هو الأول من نوعه في أفريقيا.
وأضاف أنه "ثمة أنواع عدة من الوظائف في متجر التطبيقات الطبية هذا، كالوسائل المساعدة على اتخاذ القرار والحواسب والدرجات السريرية المختلفة والتشخيصات ومخططي مسار الرعاية الشخصية والمساعدين في كتابة التقارير المختلفة والتطبيقات الخاصة بتنظيم جداول الأنشطة وتخصيص المواد المطبوعة التي تتيح للأطباء إجراء تشخيص دقيق".
آفاق واعدة
من جهته قال مسؤول التسويق في إحدى المنصات الطبية الجزائرية جميل دواودة لـ"اندبندنت عربية" إن المرضى بدأوا يتأقلمون مع نظام حجز المواعيد عن بعد بواسطة هذه التطبيقات الطبية الجديدة.
وأوضح أن هذه التطبيقات سهلت على الناس عناء التنقل عبر ربطهم مباشرة بالعيادات الطبية أو المستشفيات أو مراكز العلاج لحجز مواعيد لدى الأطباء.
وأضاف أن مالكي هذه التطبيقات هم في الغالب عبارة عن شركات ناشئة تلقى الدعم من السلطات الحكومية في إطار رقمنة قطاع الصحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار دواودة إلى نوع ثانٍ من التطبيقات وهي المتخصصة في قياس ضغط الدم أو الحمى وغيرها، وترتبط مدى دقة القياسات والنتائج التي تقدمها بهوية الشركات التي ابتكرتها، فكلما كانت الشركة معروفة عالمياً كانت نتائج التطبيقات أكثر دقة والعكس صحيح.
وتوقع المتحدث أن يعرف مجال ابتكار التطبيقات الطبية تطوراً أكثر خلال السنوات المقبلة بالنظر إلى ما يقدمه التطور التكنولوجي في العالم.
أما رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي فيرى أن بعض هذه التطبيقات مجدية وفعالة، كالتي يستعين بها مرضى السكري فتذكرهم بمواعيد الدواء وحقن الأنسولين والتمارين الرياضية، وقد عرفت طريقها إلى الانتشار في المجتمع الجزائري منذ سنين، وهو ما يجعل بعض المرضى يستشيرون أطباءهم المعالجين حولها، وفي بعض الأحيان يكون الطبيب على اطلاع عليها فينصح مريضه بها ويتابع تقدمه ووضعيته الصحية من خلالها.
ويقول خياطي في تصريحات صحافية إن بعض التطبيقات تحمل أحياناً معلومات قد يتعامل معها شخص ما بطريقة خاطئة مما يؤدي إلى فقدان المعلومات الأساسية، ولذا من الضروري جداً أن يكون المريض يمتلك ثقافة صحية متعلقة بمرضه.
إشكالات قانونية
يرى الخبير الجزائري في تكنولوجيا المعلومات يزيد أقدال أن هذا النوع من التطبيقات انتشر بشكل خاص تزامناً مع جائحة "كوفيد-19"، ومنحت فرصة لتلبية حاجات المواطنين لعمليات تشخيص طبي.
وأوضح أقدال في تصريح خاص أن ثقافة المواطن الجزائري لا تزال غير ناضجة بشكل كافٍ للتعامل مع هذا النوع من التطبيقات، وهو ما يبرر عدم نجاحها بالشكل الذي كان متوقعاً.
وقال إن هذه التطبيقات لم تحقق المرجو منها سواء على مستوى الأطباء أو المواطن، إذ لم تقدم حلولاً للأطباء بزيادة مداخيلهم، لأن مواعيدهم محجوزة حتى من دون هذه التطبيقات، فيما يبقى الأطباء المتخصصون غير متاحين للمواطنين بالشكل اللازم بسبب نقصهم في الميدان.
ويطرح أقدال إشكالية غياب الإطار القانوني الذي يضبط نشاط أصحاب هذه التطبيقات، خصوصاً أنها تستخدم معلومات شخصية مما يجعلها ملزمة بإيجاد حلول لحماية هذه البيانات ويحملها مسؤولية جزائية عن فقدانها أو تسريبها إلى أطراف أخرى.