تأتي قمة #الاتحاد_الأفريقي في دورتها الـ36 ضمن مناخ إقليمي متجدد، وتحولات في الأوضاع السياسية التي تشهدها القارة إلى جانب ظروف جديدة في دولة المقر #إثيوبيا وسط أجواء السلام التي تعيشها بعد #اتفاق بريتوريا بين الحكومة وجبهة تيغراي.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت أنها أنهت استعداداتها لاستضافة القمة الأفريقية التي ستنعقد في الفترة من 15 إلى 19 فبراير (شباط) الحالي بأديس أبابا.
استعدادات إثيوبية
وزيرة الخارجية الإثيوبية ورئيسة اللجنة الوطنية برتوكان أيانو، قالت "إن الضيوف القادمين يصلون إلى العاصمة اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وبناء عليه تم إجراء استعدادات خاصة وعالية المستوى للترحيب، والاستقبال بالشكل اللائق في انعكاس لافت للصورة الإيجابية للبلاد بعد توقف الحرب".
من جانبها أشارت وزيرة السياحة سلاماويت داويت إلى أنه تم اتخاذ الاستعدادات، حتى تتمكن الفنادق من استيعاب الضيوف بشكل أفضل من ذي قبل. وبما أن إثيوبيا لا تستفيد بالكامل من القطاع المحتمل، فقد تم إجراء الاستعدادات للاستفادة الجيدة من فرصة القمة.
وأمنياً أعلنت قوة المهمات الإثيوبية المشتركة المكونة من الأمن والمخابرات والجيش والشرطة الفيدرالية والأجهزة الأمنية الأخرى، اختتام تدريبات عسكرية بنجاح على الطرق الرئيسة بأديس أبابا، في إطار استعدادات الأجهزة الأمنية المختلفة لتأمين القمة.
يجمع الانعقاد المرتقب للقمة الأفريقية الـ36 بين تسريع العمل على منطقة التجارة الأفريقية الحرة" وبين السلام الذي تشهده إثيوبيا ضمن الحوار الوطني الذي كان قد صرح بإطلاقه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إبان مخاطبته القمة الأفريقية الـ35 في فبراير من العام الماضي.
توقف الحرب وحلول السلام
في السياق يقول رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية يس أحمد، "تحرص إثيوبيا عبر اهتمامها بالاستعداد للقمة على التعبير عن حقيقة السلام الذي تعيشه حالياً، وهو ما يظهر جلياً في الاستعدادات الحالية ضمن مستجدات التحديات".
وكان الاتحاد الأفريقي دعا الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي أول من أمس الأحد، إلى استئناف المفاوضات السياسية بينهما لاستكمال عملية السلام الشاملة وفق "اتفاق بريتوريا" الموقع في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تحت رعاية المنظمة. وعبر بنوده المتفق عليها من طرفي النزاع توقف عامان من الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يضيف أحمد "تحرص القمة الحالية إضافة إلى برامجها البروتوكولية على تقييم الجهود التي قامت بها دول القارة تجاه الخطط الأفريقية طويلة المدى كأجندة 2063، وهي خطة التنمية الأفريقية الشاملة، اجتماعياً واقتصادياً على نحو مستدام".
يضيف، "تتناول أيضاً الإصلاحات الجارية داخل الاتحاد الأفريقي للتمكن من تحقيق أولوياته، ولعلنا لا نستطيع إغفال إنجازاته بينها، الإسهام بفعالية في تحقيق مبدأ الحلول الأفريقية نسبياً لمشكلات القارة".
مسؤوليات جسيمة
من جانبه يرى الباحث المتخصص في الشؤن الأفريقية عباس محمد صالح، أن "انعقاد القمة يأتي مع استحكام التحديات التي تواجه الاتحاد الأفريقي، لا سيما على صعيد الأمن والسلم والاستقرار السياسي، فتصاعد الانقلابات العسكرية على السلطة والتغيير غير الدستوري للأنظمة والحكومات بجانب تصاعد تهديدات الإرهاب وتفشي النزاعات كما هو في الساحل الكبير والبحيرات العظمى وغيرهما، تضع على عاتق الاتحاد مسؤوليات جسيمة يكاد ينوء بحملها. كما أن القمة السابقة تزامنت مع تصاعد وتيرة الحرب في شمال إثيوبيا (البلد المضيف) والانتقادات التي وجهت لموقف المنظمة القارية من هذا النزاع".
يضيف "جرت العادة أن يكون الإنجاز بين الدورة والأخرى متواضعاً خصوصاً على صعيد أجندة السلم والأمن وهي الأكثر إلحاحاً وأهمية. وفي بعض الأحيان تكون الأجندة متكررة. ربما بسبب ضعف الروح المؤسسية لصالح الشخصانية وشبكات المصالح وتقاطعاتها بخاصة مع انقشاع زخم الإصلاح، وطغيان النزعات القطرية على حساب سيلدية الاتحاد وقرارات وأجندتة كمؤسسة قارية، مما يضعف من قيم ومبادئ التضامن بين الدول الأفريقية".
يوضح "بالنسبة إلى إثيوبيا، فإن انعقاد الدورة الـ36 في أديس أبابا يبدد الصورة السلبية التي رسمت عنها خلال العامين الماضين، كبلد غير مستقر نتيجة نزاع تيغراي شمال البلاد، بالتالي تجتهد أديس أبابا لتوفير بيئة آمنة لضمان قيام هذه القمة في موعدها ومكانها، وتحدوها رغبة في مشاركة أكبر عدد من زعماء الدول والحكومات في إطار رهانها على الاتحاد الأفريقي وقيادته الحالية من منطلق حاجتها لدعم وتأييده في إطار الحلول الأفريقية لمشكلات القارة".
يتابع، "إضافة إلى ذلك، فإن النجاح النسبي للاتحاد الأفريقي في التوصل إلى تسوية (اتفاق بريتوريا) سيساعد قيادة ومؤسسات المنظمة خلال هذه الدورة الحالية في تقديم هذا الاتفاق على أنه إنجاز على رغم عجزها عن التعاطي بفاعلية أكبر في عديد من الملفات المشابهة داخل القارة".