أثارت استقالة الحكم الدولي الإنجليزي السابق مارك كلاتنبيرغ من منصبه كرئيس للجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم أزمة كبرى بدأ يتردد صداها في الصحف ووسائل الإعلام الإنجليزية والعالمية، مسببة حرجاً شديداً للرياضة المصرية.
وأرجع كلاتنبيرغ قراره بالرحيل عن منصبه إلى مخاوف تتعلق بالسلامة بعد تلقيه تهديدات من بعض الجماهير وتعرضه لانتقادات علنية من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، بحسب قوله.
وتولى كلاتنبيرغ الحكم السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز، مهمة تطوير المستوى التحكيمي في مصر قبل فترة قصيرة من إعلان رئاسته للجنة الحكام في أغسطس (آب) الماضي، لكن سرعان ما دخل في أزمات مع مسؤولي الاتحاد والأندية.
وذكر موقع "ذا صن" البريطاني أن الحكم البالغ 47 سنة شكا تعرضه لانتقادات حادة من رئيس نادي الزمالك على خلفية النتائج المتذبذبة الأخيرة للنادي الأبيض في مسابقة الدوري المصري، وأن منصور وجه له بعض الاتهامات الشخصية.
وكشف كلاتنبيرغ عن مخاوفه المستمرة من تغيير اختياراته للحكام في مباريات الكرة المصرية، وأنه لم يتقاض أجر شهرين من راتبه الشهري البالغ 32 ألف جنيه استرليني.
وكان اتحاد الكرة المصري أعلن، أمس الثلاثاء، في بيان رسمي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم كلاتنبيرغ باستقالته، التي تم قبولها في اجتماع طارئ عقد اليوم.
وأضاف الاتحاد في بيانه، "يؤكد الاتحاد المصري لكرة القدم أن مارك كلاتنبيرغ رئيس لجنة الحكام هو المسؤول عن تعيينات الحكام بمختلف المسابقات، بالتشاور مع اللجنة، وعلى رغم ذلك فوجىء أعضاء اللجنة بخروجه من ’القروب‘ الخاص بالتنسيق لعمل اللجنة، ولم يقم بالتواصل خلال الأيام الأربعة الماضية، كما جرت محاولات للتواصل معه عبر الهاتف، لكنه لم يرد على تلك المكالمات".
وأضاف "أما بخصوص مستحقاته المالية، فقد حصل كلاتنبيرغ على جميع المستحقات، التي تشمل مقدم لمدة شهرين، يتم خصمها طوال مدة التعاقد، وقد تم خصم ثلاث دفعات لمدة ثلاثة شهور حتى تاريخه، أما راتب شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) فإن التعاقد ينص على حصوله على إجازة من دون أجر لمدة شهر، خلال منافسات كأس العالم، التي تداخلت بين الشهرين، وعليه ستتم تسوية مستحقات الشهرين، وصرف القيمة المتبقية حال عودته، وفي حاله عدم عودته سيقوم الاتحاد بمطالبته بمستحقات الاتحاد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على مخاوف كلاتنبيرغ بشأن أمانه في مصر، أكمل بيان اتحاد الكرة، "أما بخصوص عدم حمايته فإن وجوده في جمهورية مصر العربية أكثر الدول أماناً في العالم، فهذا أمر مبالغ فيه، حيث إنه يتحرك بمفرده من دون مضايقات وبحرية تامة أسوة بزملائه المدربين الأجانب للمنتخبين الأول والأوليمبي".
وأعلن اتحاد الكرة في بيان، اليوم الأربعاء، أنه تقرر سرعة التفاوض مع خبير تحكيم أجنبي للعمل كرئيس للجنة الحكام ومطور لمنظومة التحكيم.
وكان كلاتنبيرغ قد عمل في منصب رئيس لجنة الحكام بالدوري السعودي ثم انتقل لشغل المنصب نفسه في الصين واليونان قبل العمل في مصر.
وشهدت الأشهر الأخيرة دخول اتحاد الكرة المصري في أزمة مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني الأسبق للمنتخب المصري بسبب مطالبة المدرب ببعض المستحقات المالية المتبقية له من فترة تدريبه الفراعنة.
وكان الاتحاد المصري قد قرر خصم 25 ألف دولار أميركي من مستحقات كيروش بعد إقالته من منصبه عقب الإخفاق في الوصول إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022.
وقال كيروش إن اتحاد الكرة خصم من مستحقاته قيمة العقوبة التي وقعها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) على المنتخب المصري بسبب التغيب عن أحد المؤتمرات الصحافية.
وتسبب الجدل حول القيمة المالية المتبقية في نشوب أزمة حادة بين كيروش واتحاد الكرة دفعت المدرب السابق لمنتخب إيران لمهاجمة مسؤولي الكرة المصرية عبر وسائل الإعلام الدولية.
وأضاف المدرب البرتغالي، "خصم هذا المبلغ من مستحقاتي أمر غير أخلاقي، وأعدكم أنني سأقاتل ضد هذا القرار المسيء وغير العادل".
وأوضح اتحاد الكرة أن جميع قيم المكافآت المصروفة جاءت وفقاً للائحة الموضوعة من قبل اللجنة السابقة التي كانت تدير الاتحاد.
كما أشار الاتحاد إلى أن كيروش حصل على رواتبه الشهرية بالكامل حتى رحيله.
