للمرة الـ11، يكرر مجلس النواب اللبناني السيناريو نفسه في جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذ رفعت الجلسة من دون فائز بعد أن فقد النصاب عقب جولة التصويت الأولى، فيما أعلن النائبان ملحم خلف ونجاة صليبا اعتصامهما داخل المجلس إلى حين إبقاء الجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس جديد.
وأعلن خلف أنه سيبقى داخل قاعة المجلس مع صليبا قائلاً "لن نخرج منها لحين إبقاء الجلسة مفتوحة لدورات متتالية لانتخاب رئيس جمهورية إنقاذاً للديمقراطية".
"كسر الجمود"
وقال خلف، إن هذه الخطوة تأتي لـ"كسر الجمود" في عملية انتخاب الرئيس، مؤكداً أن الدستور اللبناني يوجب على النواب المشاركة في جلسات متتالية إلى حين تحقيق الانتخاب، مشيراً إلى المادتين 75 التي تنص على أن "المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة أو أي عمل آخر"، و49 التي تنص على أن رئيس الجمهورية ينتخب بغالبية الثلثين في الدورة الأولى وبالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التالية، من دون تحديد نصاب الجلسات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف النائب المعارض أن "جميع النواب مسؤولون عن التعطيل ومن واجبهم وقف هذا النهج، وإذا لم نقم بحل مشكلاتنا فلن يساعدنا أحد، وسننام داخل المجلس".
صليبا أكدت بدورها أنهما باقيان على اعتصامهما في المجلس، داعية جميع النواب للانضمام إليهما إلى حين عودة الجلسات.
وفيما نالت خطوة خلف وعون تأييد عدد من النواب، أعلن رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، في وقت لاحق، أن كتلته قد تنضم إليهما قائلاً "لا ينقصنا شيء" لعقد جلسات متتالية للوصول إلى انتخاب رئيس "إلا إذا أرادوا الخضوع للقرارات الخارجية".
وبحسب النائبة سينتيا زرازير، أبلغ النواب بأن أبواب المجلس ستغلق في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر وستقطع الكهرباء. لكن نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، أكد أن الباب الجانبي للمجلس سيكون مفتوحاً أمام النواب فقط على أن يُفتح الباب الرئيسي صباح الجمعة.
توزيع الأصوات
وكان رئيس البرلمان نبيه بري استهل الجلسة بدقيقة صمت عن نية سلفه الراحل حسين الحسيني، الذي توفي في 11 يناير (كانون الثاني) إثر أزمة صحية.
وكالعادة، نالت الورقة البيضاء النصيب الأكبر من الأصوات مع 37 صوتاً، مقابل 34 للنائب المعارض ميشال معوض، وسبعة أصوات للدكتور عصام خليفة وصوتين للوزير السابق زياد بارود وصوت واحد لإدوار حنين.
واعتبرت 29 ورقة ملغاة، وحملت 14 منها عبارة "لبنان الجديد"، وأخرى "العدالة لضحايا 4 آب" في إشارة إلى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020، فيما برزت ورقة تحمل اسم المرشح الديمقراطي السابق للانتخابات الأميركية بيرني ساندرز.
وعقب انتهاء الجلسة، أكد رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض، أن الفريق الذي ينتمي إليه لن يذهب إلى تسوية مع الفريق الموالي لميليشيات "حزب الله"، مؤكداً أنها "معركة ضد الإخضاع". وأضاف "يمكن أن نربح ويمكن أن نخسر في معركة الرئاسة، ولكن لن نخضع ولن نساوم".