Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

داء السكري يفتك بنصف الأردنيين

طبيب يتحدث عن إصابة أكثر من مليوني شخص بهذا المرض 

"باص السكري" مبادرة اجتماعية لعلاج المرضى والوصول إليهم في أماكن سكنهم (جمعية السكري الأردنية)

ينتشر مرض السكري في الأردن بشكل مرتفع ومثير للقلق، إذ يعاني 31 في المئة من السكان من هذا المرض، وفقاً لجمعية السكري الأردنية. فيما يدعو متخصصون للتعامل بشكل عاجل مع هذه المشكلة الصحية العامة والخطيرة بموازاة ارتفاع معدل السمنة، التي يعاني منها نحو ثلث السكان، بفعل عوامل عدة مثل نمط الحياة الخامل والعادات الغذائية السيئة.

ولم يكن الأردن بمنأى عن استفحال انتشار وتضاعف عدد مرضى السكري عالمياً، اذ اتسعت رقعة انتشار المرض أردنياً على نحو غير مسبوق، ويدور الحديث عن إصابة 45 في المئة من الأردنيين بالسكري، وفق المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة، فيما بلغت نسبة المصابين بالسمنة وزيادة الوزن نحو 80 في المئة.
بمواجهة هذه الأرقام، تحاول الحكومة الأردنية وضع سياسات وطنية للوقاية من مرض السكري، وعلاج المصابين عبر تعزيز ثقافة الفحص المبكر لهذا المرض، الذي يقول متخصصون إنه السبب الرئيسي للإصابة بالعمى، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، والفشل الكلوي، بالإضافة إلى بتر الساق والقدم.
 
2 مليون مصاب  
 
يتحدث رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم كامل العجلوني عن وصول عدد مصابي مرض السكري في الأردن إلى مليونين، فيما وصل عدد الأشخاص المصابين بالسمنة والبدانة إلى 4 ملايين.
ويحتل الأردن المرتبة 26 من أصل 195 دولة بنسبة انتشار مرض السكري، ما يفاقم الحاجة إلى مراقبة وعناية للمرضى من قبل متخصصين. وهنا تقول منظمة الصحة العالمية إنه يجب زيادة عدد الممرضين بمقدار 8 في المئة سنوياً للتغلب على أوجه القصور المقلقة، والتي تجلت بوضوح خلال جائحة فيروس كورونا، حين عانى مرضى السكري أكثر من غيرهم، بسبب ضعف جهازهم المناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

من جهته، يؤكد رئيس الجمعية الأردنية للعناية بالسكري محمد الزواهرة، الكلفة العالية لمواجهة هذا المرض والتي ستقارب ملياري دولار، موضحاً أن نسبة انتشار مرض السكري في الأردن زادت على 30 في المئة.
ويدعو الزواهرة إلى تطبيق استراتيجية للحد من انتشار السكري محلياً، خلال السنوات العشر المقبلة، بخاصة مع التكلفة العالية لهذا المرض، والتي تصل إلى 22 في المئة من الموازنة العامة.
حافلة "السكري" تجوب المدن 
يوصف أغلب مرضى السكري في الأردن بأنهم متثاقلون، ومقصرون في متابعة مرضهم وتطوراته، كما أن المركز الوحيد الذي يُعنى بمرض السكري يقع في العاصمة، ما يعني حرمان المرضى في المحافظات من العلاج بسبب بُعد المسافة.
في هذا الصدد، أطلقت الجمعية الأردنية للعناية بالسكري، حافلة خاصة بمرضى السكري لتجوب المدن والأحياء الأردنية، استفاد من خدماتها أكثر من 500 شخص.
ويهدف القائمون على هذه الفكرة إلى توعية الأردنيين بطرق الوقاية والكشف المبكر عن مرض السكري، ومخاطره وتبعاته. ويشدد متخصصون على ضرورة إجراء فحص السكر لكل شخص تجاوز الـ 35 عاماً.
قاتل صامت
يقول أطباء أردنيون إن نصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون به، ما يؤكد أهمية الفحص المبكر، ويلقي آخرون باللوم على العادات الغذائية للمجتمع الأردني، والتي تعتمد بشكل أساسي على تناول الخبز والكربوهيدرات، فضلاً عن الإفراط في تناول الحلويات. يرسم موفق الحيارى رئيس مركز السكري في إحدى المستشفيات، صورة قاتمة عن مستقبل هذا المرض في البلاد، بقوله إن واحداً من بين اثنين من الأردنيين مصاب بالسكري تقريباً.
ويتوقع الحيارى أن يصاب حوالى 90 في المئة من الأردنيين بالسكري، بعد عقدين من الزمن، ما لم يتم تدارك الأمر.

المزيد من صحة