Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا "مرتبط بزيادة حالات داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال"

يشير الباحثون إلى أنه من غير الواضح بعد لماذا تبدو الإصابة بداء السكري من النوع الأول أكثر شيوعاً بعد الإصابة بفيروس كورونا

ليس واضحاً لماذا يبدو داء السكري من النوع الأول أكثر شيوعاً بعد الإصابة بكوفيد (رويترز)

تشير دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19" قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الأول من أولئك الذين لم يصابوا به.

وقد وجد البحث الذي درس السجلات الصحية لأكثر من مليون طفل يبلغون من العمر 18 عاماً أو أقل زيادة بنسبة 72 في المئة في حالات التشخيص الجديدة بداء السكري من النوع الأول لدى مرضى فيروس كورونا.

إلا أن الباحثين يقولون إنه ليس من الواضح لماذا يبدو داء السكري من النوع الأول أكثر شيوعاً بعد الإصابة بكوفيد. ويقول الخبراء إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

ومع ذلك لا يزال هناك بعض عدم اليقين في شأن ما إذا كان "كوفيد-19" سبب داء السكري من النوع الأول، أو ما إذا كان هناك شيء آخر يربط بين الاثنين.      جيمي هارتمان بويس، جامعة أكسفورد

قالت الأستاذة الجامعية البارزة في كلية طب كايس ويسترن ريزيرف، باميلا ديفيس – وهي كانت أشرفت على الدراسة، "يعتبر داء السكري من النوع الأول مرض مناعة ذاتية"، مضيفة "يحدث ذلك في الغالب لأن دفاعات الجسم المناعية تهاجم الخلايا التي تنتج الأنسولين، بالتالي توقف إنتاج الأنسولين وتسبب المرض".

وأوضحت "كانت هناك بعض المؤشرات على أن (كوفيد) يسبب زيادة استجابات المناعة الذاتية، واكتشافاتنا الحالية تعزز هذه الفرضية".

وقال الأستاذ المساعد في قسم نافيلد لعلوم الرعاية الصحية الأولية في جامعة أكسفورد جيمي هارتمان بويس، "يستخدم الفريق نهج دراسة محكماً للبحث في هذا الرابط من خلال مقارنة الأشخاص المصابين بفيروس (سارس كوف-2) [كوفيد-19] بمجموعة مقابلة ممن أصيبوا بفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى خلال الفترة نفسها".

وأضاف "إلا أنه لا يزال هناك بعض عدم اليقين في شأن ما إذا كان (كوفيد-19) سبب داء السكري من النوع الأول، أو ما إذا كان هناك شيء آخر يربط بين الاثنين".

وتابع "لم يكن اختبار (كوفيد)، بخاصة في بداية الوباء، واسع الانتشار بين الشباب، كما لا يجرى اختبار داء السكري من النوع الأول بانتظام، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان أحدهما يمكن أن يسبب الآخر"، لافتاً "يجب إجراء مزيد من الدراسات مثل تلك المعروضة هنا لمعرفة ما إذا سيجري التوصل للنتائج ذاتها باستخدام طرق مختلفة وفي مجموعات مختلفة من الناس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غاريث ناي، وهو مدير برنامج العلوم الطبية والمحاضر في علم وظائف الأعضاء في جامعة تشيستر، "هناك عديد من العوامل التي يجب أخذها بهين الاعتبار في هذا الاستنتاج ولا تحاول هذه الدراسة إثبات الروابط الميكانيكية بين الاثنين ببساطة، لذا يجب أن نتأنى في التعامل مع النتائج".

وأوضح "قد نرى على سبيل المثال داء السكري من النوع الأول غير المشخص يبرز بسبب العدوى الإضافية أو لمجرد أنه بعد الإصابة بالعدوى من المرجح أن تتم مراقبته عن كثب".

وأضاف "من الجدير بالتأكيد تذكير الجمهور للتنبه للأعراض الأربعة الرئيسة للسكري من النوع الأول من أجل التشخيص المبكر والعلاج الفوري وهي: الزيادة في الرغبة بقضاء الحاجة وزيادة الشعور بالعطش وزيادة النحافة وزيادة الإحساس بالتعب لأن هذا من شأنه أن ينقذ الأرواح بلا شك".

وقد حلل الباحثون السجلات الصحية لما يقرب من 1.1 مليون مريض في أميركا و13 دولة أخرى ممن جرى تشخيص إصابتهم بفيروس "كوفيد" بين مارس (آذار) 2020 وديسمبر (كانون الأول) 2021 وكذلك أولئك الذين تم شخصوا بالإصابة بعدوى الجهاز التنفسي غير "كوفيد".

كما جرى تقسيم المرضى إلى مجموعتين – أولئك الذين تصل أعمارهم إلى تسع سنوات وأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10-18 سنة.

ووجدت الدراسة أنه من بين أكثر من 571 ألف مريض تقل أعمارهم عن 18 عاماً، في غضون ستة أشهر من عدوى "كوفيد"، تلقى 123 مريضاً (0.043 في المئة) تشخيصاً جديداً لداء السكري من النوع الأول، مقارنة بـ 72 مريضاً (0.025 في المئة) تلقوا تشخيصاً جديداً بعد عدوى الجهاز التنفسي غير "كوفيد"، أي بزيادة قدرها 72 في المئة في التشخيصات الجديدة.

وقد وجد الباحثون أنه بعد مرور شهر وثلاثة وستة أشهر على الإصابة، كان خطر تشخيص داء السكري من النوع الأول أعلى بكثير بالنسبة إلى المصابين بـ"كوفيد" مقارنة بالمصابين بعدوى الجهاز التنفسي غير "كوفيد".

وأبلغ عن نتائج مماثلة فيما يتعلق بالمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين عدة أشهر إلى 9 سنوات ومن 10 سنوات إلى 18 سنة.

وقال البروفيسور دايفيس "يجب أن تكون العائلات ذات الأطفال الأكثر عرضة لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول متيقظة بشكل خاص لأعراض الداء بعد كوفيد، ويجب أن يكون أطباء الأطفال متأهبين لموجة من الحالات الجديدة لداء السكري من النوع الأول، بخاصة أن متحورة (أوميكرون) لـ(كوفيد) ينتشر بسرعة كبيرة بين الأطفال".

وأضاف "قد نشهد زيادة كبيرة في هذا المرض في الأشهر المقبلة"، لافتاً "يعد داء السكري من النوع الأول تحدياً يستمر مدى الحياة لأولئك الذين يعانونه، وزيادة الإصابة به تعني وجود أعداد كبيرة من المصابين به".

ونشرت النتائج في مجلة "ياما نتوورك أوبين" JAMA Network Open.

وقالت الدكتورة فاي رايلي مديرة الاتصالات البحثية في داء السكري في المملكة المتحدة "حددت الأبحاث في جميع أنحاء العالم أعداداً أعلى من المتوقع من داء السكري الجديد من النوع الأول في الأشخاص الذين أصيبوا بـ(كوفيد-19)، ولكن لا تزال هناك علامات استفهام تحيط بكيفية ارتباطهما وما إذا كانت هناك عوامل أخرى".

وأضافت "في حين أن هذه النتائج تضيف إلى الأدلة على وجود صلة محتملة بين (كوفيد-19) وداء السكري من النوع الأول، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان (كوفيد-19) يمكن أن يزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول".

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 24 سبتمبر 2022

اقرأ المزيد

المزيد من صحة