Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

8 مليارات نسمة في العالم... نعمة أم نقمة؟

تراجع النمو السنوي من ذروة 2.1 في المئة بين عامي 1962 و1965 إلى أقل من 1 في المئة عام 2020

يخشى البعض من أن يتجاوز عدد ثمانية مليارات نسمة إمكانات الكوكب، فيما يشير معظم الخبراء إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في الاستهلاك (إي بي إيه)

تجاوز عدد سكان العالم عتبة ثمانية مليارات نسمة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن "هذه العتبة فرصة للاحتفال بالتنوع والتطور مع مراعاة المسؤولية المشتركة للبشرية تجاه الكوكب".
وترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية، إذ إن الناس باتوا يعمرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية.
كما أن الأمر يأتي ثمرة لارتفاع معدلات الخصوبة، خصوصاً في بلدان العالم الأكثر فقراً، ومعظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، مما يعرض أهداف التنمية للخطر.

الاستهلاك وإمكانات الكوكب

إلا أن النمو السكاني فاقم التداعيات البيئية للتنمية الاقتصادية.
وفيما يخشى بعض المهتمين من أن يتجاوز عدد ثمانية مليارات نسمة إمكانات الكوكب، يشير معظم الخبراء إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في الاستهلاك المفرط للموارد من قبل الأشخاص الأكثر ثراء.
وقالت الرئيسة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان نتاليا كانيم "يعبر بعضهم عن قلقهم من أن عالمنا يعاني الاكتظاظ السكاني... أنا هنا لأقول بوضوح إن عدد البشر بحد ذاته لا يشكل مدعاة للقلق".
بدوره قال جويل كوهين من "مختبر جامعة روكفيلر للسكان" لوكالة الصحافة الفرنسية إن السؤال بشأن عدد السكان الذين يمكن للأرض تحملهم يحمل جانبين: الحدود الطبيعية والخيارات البشرية.
وتؤدي خياراتنا إلى استهلاك البشر موارد حيوية تتجاوز بأشواط إمكانات إنتاج الكوكب كل عام، مثل الغابات والأراضي.
على سبيل المثال يؤدي الاستهلاك المفرط للوقود الأحفوري إلى مزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسؤول عن الاحترار العالمي.
وقال كوهين "نحن أغبياء ونفتقر إلى بعد النظر. نتسم بالأنانية. لا نستخدم المعلومات المتوافرة لدينا. هنا تكمن الخيارات والمشكلات".
لكنه رفض فكرة أن يكون البشر بمثابة لعنة حلت على الكوكب، مشيراً إلى ضرورة إتاحة خيارات أفضل أمامهم.

النمو السكاني

يعد عدد السكان حالياً أعلى بثلاث مرات عن ذاك المسجل عام 1950 الذي بلغ 2.5 مليار نسمة.
لكن بعدما بلغ ذروته مطلع ستينات القرن الماضي، تباطأ معدل النمو السكاني بشكل كبير، وفق ما أفادت ريتشل سنو من صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وتراجع النمو السنوي من ذروة 2.1 في المئة بين عامي 1962 و1965 إلى أقل من 1 في المئة عام 2020.
ويمكن أن يتراجع أكثر إلى نحو 0.5 في المئة بحلول العام 2050 نتيجة تراجع معدلات الخصوبة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تقديرات متضاربة

وتتوقع الأمم المتحدة أن يواصل عدد السكان النمو ليصل إلى حوالى 8.5 مليار في عام 2030 و9.7 مليار في 2050، ليبلغ ذروته مع حوالى 10.4 مليار نسمة في ثمانينيات الألفية الحالية.
لكن حسابات مجموعات أخرى أفضت إلى أرقام مختلفة.
وقدر معهد المقاسات الصحية والتقييم في دراسة عام 2020 بأن العدد الإجمالي لسكان العالم سيبلغ ذروته بحلول عام 2064، من دون أن يصل إطلاقاً إلى عشرة مليارات، ليتراجع لاحقاً إلى 8,8 مليار بحلول 2100.
وارتفع عدد سكان العالم بشكل هائل منذ ظهور أوائل البشر في أفريقيا قبل مليوني عام، إذ لم يتوقف ازدياد عدد الأشخاص الذين يتشاركون موارد الأرض إلا لفترات خاطفة.

لمحة تاريخية

كان أجدادنا يعتمدون على البحث عن الطعام إما عبر الصيد أو وسط النباتات، وكانوا لا ينجبون كثيراً مقارنة بالسكان الذين استوطنوا لاحقاً سعياً للحفاظ على نمط حياتهم القائم على التنقل.
وجلب إدخال الزراعة في العصر الحجري الحديث، أي قرابة عام 10 آلاف قبل الميلاد، أول تقدم كبير عرفته البشرية.
وحملت الزراعة معها التوطين والقدرة على تخزين الغذاء، وهو أمر أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات الولادات.
وقفز عدد سكان العالم من حوالى ستة ملايين نسمة في عام 10 آلاف قبل الميلاد، إلى 100 مليون نسمة في عام 2000 قبل الميلاد ومن ثم إلى 250 مليوناً في القرن الأول ميلادي، بحسب المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية.
ونتيجة الطاعون الذي يعرف بـ"الموت الأسود"، تراجع عدد سكان العالم بين عامي 1300 و1400 من 429 إلى 374 مليوناً.
كما تسببت أحداث أخرى على غرار "طاعون جستنيان" الذي ضرب منطقة البحر الأبيض المتوسط على مدى قرنين من 541 إلى 767، والحروب مطلع العصور الوسطى في أوروبا الغربية، بانخفاض موقت في أعداد البشر على الأرض.
ومنذ القرن الـ19، بدأ عدد السكان الارتفاع بمستويات هائلة، وهو أمر ارتبط إلى حد كبير بتطور الطب الحديث والتصنيع الزراعي، مما عزز الإمدادات الغذائية العالمية.
ومنذ عام 1800 قفز عدد سكان العالم ثماني مرات، من قرابة مليار إلى ثمانية مليارات نسمة.
وكان تطوير اللقاحات السبب الأساسي وراء ذلك، إذ ساعد لقاح الجدري خصوصاً في التخلص من أحد الأمراض الأكثر فتكاً في التاريخ.

المزيد من الأخبار