Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأسعار تهدد بغياب زيت الزيتون على موائد الأردنيين

يعتمد نحو 20 في المئة من المواطنين على قطف حباته وعصرها كمصدر دخل سنوي

زيت الزيتون الأردني بعد عصره في إحدى المعاصر  (اندبندنت عربية - صلاح ملكاوي)

 يحرص سنوياً على تأمين مؤونتهم السنوية من زيت الزيتون باعتباره صنفاً رئيساً وتقليدياً يتربع على موائدهم، لكنه في الأعوام الأخيرة أضيف إلى قائمة السلع والحاجات التي أصبحت بعيدة المنال بالنسبة إلى كثيرين.

ومع عجز بعضهم عن شراء زيت الزيتون بسب ارتفاع أسعاره اضطر كثيرون إلى العمل في قطفه لتأمين بضع ليترات بالكاد تكفيهم طوال العام، بينما لجأ آخرون إلى حيلة أخرى وهي قطف ثمار أشجار الزيتون في المنازل، وتنتشر بكثافة في العاصمة والمدن الأخرى، حيث يحرص بعضهم على زراعتها على الأرصفة وداخل الحدائق المنزلية بدلاً من أشجار الزينة، على رغم الأخطار الصحية كالتسبب في الحساسية الموسمية وترك مخلفات تؤثر في البيئة.

ولأعوام طويلة كان الأردنيون يطلقون على موسم قطاف الزيتون اسم "العونة"، استناداً إلى تعاون أفراد الأسرة والأقارب والجيران في عمليات القطف وسط أجواء من الفرح والتشارك للحصول على مخزون يكفي العائلات لعام كامل، لكن اليوم لم يعد زيت الزيتون في متناول يد الجميع.

احتفالية عائلية وتقليد لا يندثر

 وفي الأردن حيث توجد بعض أقدم أشجار الزيتون في العالم، ويزيد عمرها على 3000 عام يحافظ طبق الزيت الصباحي إلى جانب الزعتر على مكانته في موائد الأردنيين وبشكل يومي وتعد زراعة الزيتون في المملكة تقليداً له تاريخ طويل تم تناقله عبر الأجيال بفضل مناخ البلد وجغرافيته المناسبين تماماً لزراعة أشجار الزيتون.

 

 

وفي سبتمبر (أيلول) وحتى يناير (كانون الثاني) من كل عام يتحول موسم قطف الزيتون إلى احتفالية عائلية لا تندثر على رغم الحداثة وتراجع الزراعة والمساحات الزراعية، إذ يتحلق أفراد العائلة حول أشجار الزيتون ويفترشون الأرض مع ما يتزودون به من طعام يعينهم على يومهم الطويل في موازاة ترانيم وأغان خاصة بالمناسبة، وينتظر آخرون عند المعصرة للحصول على قطرات الزيت الأولى وتذوقها مع الخبز البلدي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

20 مليون شجرة

 وفقاً لوزير الزراعة خالد الحنيفات تبلغ المساحات المزروعة بالزيتون قرابة 3 ملايين دونم، فيما تغطي أشجار الزيتون قرابة حوالى 2 في المئة من إجمالي المساحة الزراعية بالمملكة ويزيد عددها على نحو 20 مليون شجرة.

ويؤكد أن نحو 20 في المئة من الأردنيين يعتمدون على قطف الزيتون وعصره كمصدر دخل سنوي ويفخر الأردنيون كثيراً بزيت الزيتون الخاص بهم ويستخدمونه بسخاء في الطهي، فضلاً عن تصدير أفخر أنواع زيت الزيتون البكر إلى جميع أنحاء العالم. 

 ومن أجل ضمان جودة زيت الزيتون المنتج في البلاد أسست نقابة أصحاب المعاصر عام 1993، لكن ذلك لا يمنع من وجود كميات مغشوشة يتم ضبطها في الأسواق سنوياً ولذلك يحرص كثير من الأردنيين على زيارة معاصر الزيتون وشراء الزيت الطازج.

 

 

 ويعد الأردن من بين الدول الـ10 الأولى المنتجة للزيتون في العالم، فيما يبلغ متوسط ​​استهلاك المواطن من زيت الزيتون أربعة ليترات سنوياً.

  وثمة 30 نوعاً مميزاً من أشجار الزيتون في الأردن وكلها يمكن أن تنتج زيت زيتون بجودة ممتازة، لكن أصناف الزيتون السائدة هي النبالي والرومي وجرش وعجلون.

أسعار مرتفعة

ووفقاً لوزارة الزراعة الأردنية يبلغ معدل الإنتاج من ثمار الزيتون 200 ألف طن، كما بلغ معدل إنتاج الزيت نحو 22 ألف طن سنوياً، وهي كميات أوصلت الأردن إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير للخارج.

 لكن المواطن الأردني يواجه ارتفاعاً في أسعار زيت الزيتون، إذ تتراوح أسعاره ما بين 100 و120 دولاراً لعبوات سعتها 16 ليتراً، وفقاً لسياسة العرض والطلب.

ويلجأ بعض الأردنيين الذين لديهم أقارب في الأراضي الفلسطينية إلى شحن كميات من زيت الزيتون الفلسطيني، لكن السلطات الأردنية تمنع ذلك في محاولة منها للحفاظ على تنافسية المنتج المحلي ويطالب آخرون يملكون أراضي مزروعة بالزيتون في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بالحصول على حصتهم من أراضيهم، لكن السلطات تسمح بمرور كميات غير تجارية.

ويؤيد تجار ومزارعون منع استيراد زيت الزيتون باعتباره منتجاً وطنياً مميزاً مع وجود كميات كافية تنتج محلياً ومكنت الأردن من الدخول بقوة في الأسواق العالمية.

 ويقول أحد المزارعين إن كلفة الاستعانة بالعمالة لقطف ثمار الزيتون تتراوح ما بين 30 إلى 50 دولاراً يومياً لكل منهم، مما يرفع أسعار الزيت ولذلك يدعو بعضهم إلى إشراك طلاب المدارس في عمليات القطف بأجور رمزية بهدف تخفيض الكلف.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير