Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كمية صاعقة من زيت الطهي توضع في خزانات السيارات يوميا

طالب واضعو السياسات بوقف هذه الممارسات بهدف تفادي "كارثة الغذاء العالمية المتعاظمة"

وجدت المجموعة أن الأوروبيين يحرقون عشرة آلاف طن من القمح أي ما يعادل 15 مليون رغيف خبز (غيتي)  

على الرغم من ارتفاع تكلفته وتأثيره الضار على البيئة، يستمر السكان في المملكة المتحدة وأوروبا في تزويد مركباتهم الآلية وسياراتهم بزيت الطهي بمقدار ملايين العبوات يومياً، بحسب ما كشفت عنه دراسة جديدة.

ومع دفع التضخم في أسعار الطعام بملايين الأشخاص حول العالم نحو خط الفقر، قدر سعر زيوت الطهي بأنه أصبح أغلى بمرتين ونصف مما كان عليه في عام 2020، بعد أن أسهمت حرب روسيا على أوكرانيا في تقييد الإمدادات العالمية.

ولكن، على الرغم من ذلك، أفاد تقرير جديد صادر عن مجموعة "النقل والبيئة" Transport & Environment الناشطة بيئياً بأن ما يناهز 18 في المئة من الزيت النباتي في العالم، والمخصص بالكامل تقريباً للاستهلاك البشري، يستخدم لوقود الديزل الحيوي.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، أحرقت أوروبا وحدها ما يفوق 17 ألف طن من زيت بذور اللفت وبذور دوار الشمس للنقل البري يومياً أي ما يعادل 19 مليون قارورة.

ووجدت الدراسة بأن هذا الأمر يشير إلى أن 58 في المئة من إجمالي زيت بذور اللفت وتسعة في المئة من زيت بذور دوار الشمس الذي تم استهلاكه في القارة حرق في السيارات والشاحنات، فضلاً عن 50 في المئة من زيت النخيل و32 في المئة من زيت الصويا المستهلك ضمن الاتحاد الأوروبي.

وبحسب مجموعة النقل والبيئة، فإنه حتى قبل شن فلاديمير بوتين حرباً على أوكرانيا، التي توصف بأنها "السلة الغذائية لأوروبا"، وفرضه حصاراً في البحر الأسود، أسهم هذا الاستخدام للزيوت المغذية كوقود في إحداث حالة ارتفاع ملحوظة في أسعار الزيوت النباتية هي الأعلى بين جميع المنتجات الغذائية عالمياً.

وفي مارس (آذار)، وجدت المجموعة بأن الأوروبيين يحرقون عشرة آلاف طن من القمح أي ما يعادل 15 مليون رغيف خبز، في السيارات والمركبات البرية يومياً، مما زاد الضغط على بلدان كمصر تعتمد بشكل كبير على الواردات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتفاقم الوضع خلال الأسابيع القليلة الماضية مع قيام الحكومات في أنحاء العالم بفرض قيود تصدير على المحاصيل الغذائية الرئيسة كما حذرت المجموعة، مشيرة إلى الحظر المؤقت الذي فرضته إندونيسيا على صادرات زيت النخيل، ما من شأنه تحقيق استقرار في الأسعار المحلية.

مايك ماراهرينس وهو أحد النشطاء ضمن المجموعة، قال "كل سنة نقوم بإحراق ملايين الأطنان من القمح والحبوب المهمة الأخرى لتزويد سياراتنا بالطاقة، هذا الأمر غير مقبول في ظل أزمة الغذاء العالمية".

وأضاف قائلاً، "استخدمت الحكومات الأوروبية قوانين الوقود (الخضراء) لزيادة الطلب بشكل مصطنع على الوقود الحيوي الناتج عن المحاصيل، بالتالي تملك الحكومات الأدوات لوقف هذا الأمر. يتوجب على صناع السياسات وقف دعم الوقود الحيوي المشتق من المحاصيل الغذائية فوراً والمساعدة على تفادي كارثة الغذاء العالمي المتنامية".

ويقوم الاتحاد الأوروبي حالياً بالترويج للوقود الحيوي المشتق من المحاصيل في إطار قانون الوقود الأخضر الذي وضعه والذي يحمل اسم "توجيهات الطاقة المتجددة"، وهي سياسة وصفتها مجموعة "النقل والبيئة" بـ"أغبى أمر قام به الاتحاد الأوروبي باسم البيئة".

وأرسي السقف الحالي للاتحاد الأوروبي للوقود الحيوي المشتق من المحاصيل عند مستويات عام 2020 مع نسبة سبعة في المئة حداً أقصى. ومن المتوقع أن يتوقف الدعم للوقود الحيوي المرتكز على النخيل بحلول عام 2030، بيد أن المجموعة البيئية طالبت واضعي السياسات بوقف دعم جميع أنواع الوقود الحيوي المشتق من المحاصيل فوراً.

وأفضت دراسة منفصلة أجرتها مجموعة "التحالف الأخضر" (غرين أليانس) هذا الأسبوع إلى أنه لو استخدمت الأراضي الخارجية التي تستعمل لإنتاج الإيثانول الحيوي للمملكة المتحدة في زراعة المحاصيل الغذائية عوضاً عن ذلك، لكانت كافية لمد 3.5 مليون شخص إضافي بالطعام سنوياً.

وفيما قدرت الدراسة أن من شأن هذا الأمر وحده أن يخفض من تأثير الحرب في أوكرانيا في نقص التغذية العالمية بنسبة تتراوح بين 25 و40 في المئة، وجد التحالف الأخضر أنه لو خفضت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة استخدامها المشترك للوقود الحيوي المرتكز على المحاصيل بمقدار النصف، سيؤدي هذا الأمر إلى تحرير كمية كافية من الحبوب لتحل محل مجمل الحبوب التي سبق تصديرها من أوكرانيا والتي غذت ما يقارب 125 مليون شخص في أنحاء العالم.

كما وجد تقرير عام 2017 لدراسة أجريت بتفويض من الحكومة البريطانية أنه بوسع الانبعاثات الناجمة من دورة حياة بعض الوقود الحيوي أن تكون أسوأ من الوقود الأحفوري، إذ يؤدي إنتاجها في بعض الأحيان إلى إزالة الغابات (التصحر) أو إلى جفاف المستنقعات.

بدءاً من يوم الأحد المقبل، سيعقد قادة مجموعة الدول الصناعية السبع اجتماعاً في ألمانيا لمناقشة الأمن الغذائي العالمي من بين أمور أخرى أيضاً.

© The Independent

المزيد من تقارير