Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حملة الصين على شينجيانغ... مواجهة للإرهاب أم اضطهاد للمسلمين؟

أقلية "الإيغور" تشكو إلى واشنطن "معسكرات الاعتقال"... وبكين ترد: مراكز للقضاء على التطرف

رجل شرطة مسلح في إقليم شينجيانغ الصيني (رويترز)

في مارس (آذار) الماضي التقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مسلمين من أقلية الإيغور، التي تعيش في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم الواقعة أقصى غرب الصين، معربا عن دعم الولايات المتحدة لهذه الأقلية المتحدثة بالتركية وغيرهم من الأقليات الدينية التي تشكو الاضطهاد من قبل السلطات الشيوعية الصينية.

 وغردت الخارجية الأميركية، وقتها على حسابها على تويتر، مشيرة إلى ظروف مروعة وانتهاكات يتعرض لها المسلمون داخل معسكر اعتقال صيني في هذه المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتنفي الصين اضطهادها للمسلمين أو غيرهم، وتقول "إن ما لديها هي (مراكز تدريب وتعليم) للقضاء على التطرف ومنح الناس مهارات جديدة". وفي المقابل هناك تقارير إعلامية أميركية متزايدة بشأن ما يواجهه الإيغور من انتهاكات من قِبل السلطات الصينية وإدانة دولية لمراكز الاعتقال.

وفي مطلع يونيو (حزيران) الحالي، زار 30 ناشطا من الإيغور، واشنطن لدفع مسؤولي الولايات المتحدة لمساعدة ما يصل إلى مليوني من سكان منطقة شينجيانغ.

شكاوى وتقارير حول القمع

وبحسب تقرير سابق لإذاعة صوت أميركا "فإن الجماعة الناشطة طالبت الكونغرس بالتصديق على قانون سياسة حقوق الإنسان للإيغور لعام 2019، وهو مشروع القانون الذي قدمه السيناتور الجمهوري ماركو روبيو والسيناتور الديموقراطي روبرت مينينديز، ويهدف إلى محاسبة المسؤولين الصينيين عن الانتهاكات المزعومة ضد الأقلية" وينص أيضا على "استحداث وظائف داخل وزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات الأميركية لمراقبة ما يصفونه ببرامج الاعتقال المستمرة في الصين ومراقبة الإيغور".

وتحدث بعض النشطاء عن احتجاز ذويهم في هذه المعسكرات، بينهم مؤسس المجموعة باهران سنتاش، الذي تم احتجاز والده في 2018 وكان وقتها رئيس تحرير مجلة حضارة شينجيانغ.

وبحسب موقع منظمة السلام العالمي، "فإن جماعة الإيغور الإثنية تواجه الاعتقال التعسفي في معسكرات (إعادة التأهيل)". وتختلف التقديرات، "لكن يعتقد أن هناك ما بين مليون وثلاثة ملايين داخل هذه المعسكرات التعليمية"، وتشير التقارير الواردة من شينجيانغ إلى "أن هذه المرافق في الواقع مراكز احتجاز"، فيما وصفتها المنظمة بـ"مراكز غسيل دماغ".

وبحسب تقرير صادر عن المنظمة الحقوقية، هيومن رايتس ووتش، في مطلع مايو (أيار) الماضي، "فإن السلطات الصينية تراقب سجلات هواتف المستخدمين في شينجيانغ، وأماكنهم وكافة تحركاتهم وأنشطتهم، بما في ذلك عدد المرات التي يترددون فيها على المساجد".

 وأشار التقرير إلى "أن العديد من ممارسات المراقبة الجماعية التي تم رصدها تتعارض مع القانون الصيني نفسه، فضلا عن أنها تنتهك حقوق الخصوصية، المنصوص عليها دوليا، فضلا عن تقويض حرية تكوين الجمعيات والتنقل وتأثير ذلك على الحقوق الأخرى مثل حرية التعبير والدين".

 

 

الصين ومكافحة الإرهاب

ومع ذلك تصر الحكومة الصينية على أن هذه الجهود تأتي في إطار مكافحة الإرهاب، وتقول "إنها تحاول محاربة قوى الشر الثلاث المتمثلة في الإرهاب والتطرف والانفصالية في المنطقة".

 من ناحية أخرى، يقول الإيغور "إن الحكومة ليست على استعداد لمنح منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم سلطاتها على النحو المحدد في الدستور الصيني".

وفي مقابلة صحفية مع شُهرات ذاكر، رئيس حكومة شينجيانغ، منشورة على الموقع الإلكتروني لسفارة الصين في القاهرة بتاريخ أكتوبر (تشرين الأول) 2018، قال "إنه منذ تسعينيات القرن الماضي، عمدت قوى الشر الثلاث (الإرهاب والتطرف والانفصالية) في الصين وخارجها إلى تدبير وتنظيم وشن الآلاف من الهجمات الإرهابية العنيفة، التي شملت التفجيرات وعمليات الاغتيال والتسميم والحرق العمد والاعتداءات والاضطرابات وأعمال الشغب، ما أودى بحياة عدد كبير من الأبرياء، ومئات من ضباط الشرطة فضلا عن خسائر بالممتلكات لا يمكن حصرها".

وأشار إلى أنه في هذا الصدد "أطلقت شينجيانغ برنامجا للتعليم والتدريب المهني بما يتوافق مع القانون، يهدف إلى التخلص من البيئة والتربة التي تغذي الإرهاب والتطرف الديني، ومنع الأنشطة الإرهابية العنيفة". موضحا "أن الولايات الأربع في جنوبي شينجيانغ على وجه الخصوص، واجهت تهديدا من قبل الإرهاب وتأثرت كثيرا بانتشار التطرف الديني في الماضي. فبعض سكان هذه الولايات لا يعرفون إلا القليل عن اللغة المشتركة للبلاد، كما أن شعورهم بالقانون ومعلوماتهم عنه محدودة للغاية، وغالبا ما يواجهون صعوبات في الحصول على وظيفة نظرا للمهارات التدريبية المحدودة".

 وتابع ذاكر، الذي ينتمي للحزب الشيوعي الصيني، "أن هذه الظروف أرست أساسا ماديا ضعيفا للسكان للعيش والعمل هناك، ما جعلهم عرضة للتحريض والإكراه من جانب الإرهاب والتطرف، ومن ثمّ هناك جهود تستهدف بيئة وتربة الإرهاب والتطرف الديني". وخلال العام الماضي، ذهب الإعلام الصيني للقول "بأنه يجب إنقاذ مقاطعة شينجيانغ من أن تتحول إلى سوريا أو ليبيا الصين".

ويشير جيروم دويون، الزميل لدى المركز الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى "أنه بعد سلسلة من الهجمات العنيفة في أورومتشي عام 2009، وفي بكين عام 2013، وفي كونمينج وأورومتشي عام 2014، تحول الحزب الشيوعي الصيني إلى تدابير متطرفة لتحقيق الاستقرار والسيطرة على شينجيانغ".

استعداء الأديان

لكن تاريخ الصين من استعداء أصحاب الديانات لم يتوقف على المسلمين، فبحسب منظمة الأبواب المفتوحة، وهي منظمة حقوقية وبحثية، "فإن المسيحيين الصينيين واجهوا قمعا متزايدا في السنوات الأخيرة، وعلى مدار الـ25 عاما الماضية احتلت الصين المرتبة العاشرة بين الدول الأكثر خطرا وصعوبة لممارسة المسيحية".

وتضمنت ممارسات القمع الحكومية الأخيرة "كنائس المنازل، وتلك التي فرضت عليها الدولة القيود من خلال مضايقة واحتجاز المسيحيين، ومنع دخول أماكن العبادة، ووقف التجمعات، وإزالة الصلبان من أعلى الكنائس، وهدم عشرات الكنائس وحل الجماعات الدينية".

وبحسب مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، "فإن مسؤولي الحزب الشيوعي في مدينة ونتشو في إقليم تشجيانغ، المعروفة بأعداد كبيرة من المسيحيين، أُمروا بإزالة مئات الصلبان وهدم عشرات الكنائس". علاوة على ذلك، أعلن مسؤولو تشجيانغ "أن الحزب سوف يفرض حظراً على الاعتقاد الديني بين أعضاء الحزب لمنع (اختراق القوات المعادية الغربية). وفي مقاطعة هينان الوسطى، اتخذ مسؤولو الحكومة المحلية والشرطة إجراءات مماثلة، وداهموا بعض الكنائس دون مذكرات تفتيش رسمية ودمروا أخرى. وخضعت المقاطعات الأخرى التي تضم عدداً كبيراً من السكان المسيحيين، بما في ذلك آنهوي وجيانجسو، إلى حملات مشددة".

ومع زيادة الانتقادات العالمية عن ممارسات الصين في إقليم شينجيانغ، سعت بكين لتحسين صورتها وأعدت الأسبوع الماضي جولة لفلاديمير فورونكوف، الدبلوماسي الروسي المحنك، الذي يرأس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الإقليم المضطرب، ما أثار انتقادات واسعة.

 وأعرب جون سوليفان، نائب وزير الخارجية الأميركي، في حديثه لأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن "القلق العميق" بشأن زيارة فورنونكوف قائلا "إن بكين تواصل تصوير حملة القمع التي تشنها على الإيغور والمسلمين الآخرين على أنها جهود مشروعة لمكافحة الإرهاب في حين أنها ليست كذلك".

وقال دبلوماسيون إن الدول الغربية تشعر بقلق من أن تؤدي زيارة فورونكوف إلى إقرار تبرير الصين لهذه المراكز.

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة