Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدل "التعليم في رمضان" بين الدلال وعذر الإجهاد

أثار قرار عودة الدراسة في شهر رمضان بعد 14 عاماً من غيابها جدلاً بين السعوديين

أحد الطلاب أثناء قيامه بمهامه الدراسية في أحد مدارس منطقة عسير (وزارة التعليم السعودية)

على الرغم من مرور قرابة أسبوعين، لا يزال موضوع الدراسة أثناء الصيام في السعودية موضع جدل، على الرغم من تأكيد أطباء الصحة العامة عبر حساباتهم أن الصيام يحسن الذاكرة، بل بالغ أحدهم في وصفه له بأنه تحفيز لأداء أفضل في الامتحانات.

مطالب الطلاب بإيقاف الدراسة في رمضان استبدلت أخيراً بعد أن فقدوا أمل تحقيق ذلك بالمطالبة بإيقافها في الـ 10 الأواخر بحجة "التفرغ للعبادة"، وقابل المستشارين التربويين بجانب الأطباء هذه المطالب بالقول إنها ليست منطقية ووصلوا لحد وصفها بالدلال.

تدني الدرجات في رمضان

إلا أن بعض المعلمين أكدوا تدني درجات الطلاب في رمضان وتعبهم أثناء الدروس، وقال معلم الرياضيات أحمد القرني "تزامن تطبيق الفصل الدراسي الثالث للمرة الأولى مع شهر رمضان الذي تعود فيه الدراسة للمرة الأولى منذ 14 عاماً، مما تسبب في تدني درجات الطلاب حتى المتفوقين والمميزين، والذين كانوا مثالاً للاجتهاد والانضباط بسبب مللهم من الدراسة، مشيراً إلى "انطفاء شعلة الحماسة وقلة رغبتهم في استذكار دروسهم".

ونفى المعلم صالح الشهري تهمة أن الجيل الحالي مدلل عكس الجيل الماضي، وقال "أنا درست في رمضان وكانت الدراسة وقتها محل شكوى، ولكن مع التقنية والسوشيال ميديا ظهرت المطالبات علانية بصوت أعلى".

أجيال هشة لا ترغب في الدراسة

وقالت الكاتبة سلوى العضيدان "مر أسبوعان تقريباً من حلول شهر رمضان، ولأن هذا العام يشهد دراسة الطلاب والطالبات فقد كانت المطالبات والأمنيات تتلاحق لعله يصدر قرار بأن تكون الدراسة من بعد"، مضيفة أن هذا الإيحاء النفسي الذي يمارسه البعض أسهم في ترسيخ مفهوم صعوبة العمل والإنتاجية في رمضان.

وقالت "هذا إيحاء مغلوط وفاشل في الوقت نفسه، ولو طبقناه على سائر القطاعات الأخرى لتوقفت عجلة التقدم والنمو الاقتصادي وتعثرت كثير من الخطط التنموية".

وأوضحت، "لا نريد أجيالاً هشة لا ترغب في الدراسة إلا في المواسم الربيعية والشتوية. هذا الأسلوب الذي يمارسه بعضهم في تضخيم صعوبة الأمر وإشعار الطلاب والطالبات أن كارثة أكبر من طاقتهم تنتظرهم هذا الأسبوع، أمر غير مقبول، كما أن القلق الذي ينتاب بعض الأهالي من هذه التجربة ربما يتسبب بنوع من المخاوف السلبية في نفوس الأبناء وإشعارهم بالتضجر والتذمر والتثبيط وعدم قدرتهم على تخطي التجربة، وبالتالي ستزداد حالات الغياب غير المبررة".

العادات الأسرية جعلت الدراسة في رمضان متعبة

وأكد المستشار التربوي عبدالله الزهراني أن العادات الاجتماعية للأسر السعودية هي من جعلت الدراسة في رمضان متعبة، مشيراً إلى أن الجميع قد ترسخت لديه معتقدات أن ليالي رمضان هي ليال للسهر حتى مطلع الفجر، مما رسخ هذه المفاهيم لدى فئة من الطلاب والطالبات وصغار السن على مدار السنوات الماضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال "لابد أن يعي الجميع أن استمرار الدراسة يعد مطلباً مهماً لاكتمال كثير من المفاهيم التربوية والتعليمية خلال العام الدراسي لدى الطلاب والطالبات عموماً، ولدى طلاب وطالبات المرحلة الإبتدائية خصوصاً، كما يتعين على أولياء الأمور من الآباء والأمهات أن يتعايشوا مع هذا الوضع خلال هذا العام ويعودوا أنفسهم وكافة أفراد الأسرة على النوم خلال ساعات الليل طوال أيام الدراسة في الشهر الفضيل، حتى يصل الطلاب والطالبات إلى مدارسهم وهم في حال نفسية وصحية ملائمة لتلقي الدروس والتفاعل مع المعلمين والمعلمات وتأدية واجباتهم الدراسية على الوجه الأكمل".

الفئران الصائمة أشد ذاكرة

وأشار استشاري الباطنية محمد محمود إلى أن الدراسة عموماً في رمضان تحسن الذاكرة، مشيراً إلى دراسة أجراها باحثون من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في كلية كينغز لندن تشير إلى أن الصيام المتقطع وسيلة فعالة لتحسين الذاكرة على المدى الطويل وتوليد خلايا عصبية جديدة.

وأضاف، "أجريت الدراسة على الفئران وكانت الدراسة التي نشرت في عام 2017 قد وجدت أن خلايا مخ فئران التجارب التي تصوم بانتظام تنمو أكثر من المعتاد بمجرد تناول الطعام مرة أخرى بعد الصيام عكس تلك التي تأكل بانتظام".

الدراسة في السعودية بعد 14 عاماً من الإجازات

وجاءت الدراسة في رمضان بعد قرار قرار وزير التعليم السعودي حمد آل الشيخ بالدوام الحضوري للمرة الأولى منذ 14 عاماً مما أثار جدلاً كبيراً، فبعد انتشار الشائعات على صدور قرار أن تكون الدراسة عن بعد، أبدى وزير التعليم حزمه بعد أن بادر طالب في حفل مدرسي بسؤال وزير التعليم أمام الكاميرات عن إمكان غيابه عن الدراسة في رمضان، حين قال: "لا مو عادي" وهدد الطالب بالرسوب في حال غيابه، و كان الجواب الحاسم سبباً في المطالبة في إيقاف الدراسة عبر إنشاء هاشتاغات في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما نشر الموقع الرسمي لوزارة التعليم السعودية على "تويتر" صوراً ومقاطع مصورة للطلاب أثناء حضورهم صفوفهم الدراسية، تحت وسم "همتنا عالية"

كما قال مدير التعليم في محافظة جدة الدكتور سعد المسعودي إن نسبة حضور الطلاب بالمدارس في شهر رمضان كانت "أعلى من المتوقع"، إذ تجاوزت 97 في المئة.

المزيد من منوعات