أُفيد أن الحكومة البريطانية ستُقدم لأساتذة مادتي الرياضيات والفيزياء في بعض أنحاء البلاد حوافز إضافية بقيمة آلاف الجنيهات، وذلك في مشروع تجريبي يرمي إلى إقناعهم بالبقاء على رأس عملهم.
هكذا سيتلقى الأساتذة في بداية مزاولتهم لهذه المهنة في مدارس شمال شرقي انجلترا ويوركشاير وهامبر، وكذلك في المناطق الأكثر فقراً في انجلترا، 2000 جنيه إضافية لتشجيعهم على الاستمرار بالتدريس، وبالتالي المساهمة في التخفيف من مشكلة النقص في معلمي هاتين المادتين.
غير أن نقابات انتقدت هذه الخطط لأن تقديم الحوافز لبعض المعلمين لايكفي برأيها لمعالجة جذور أزمة توظيف المدرسين والاحتفاظ بهم والمتمثلة في قضايا الأجور واعباء العمل والتمويل.
يُشار إلى أن المؤهلين لنيل الحوافز المالية الإضافية هذه، يقتصرون على معلمي المادتين الآنفتي الذكر ممن يزاولون المهنة في مدارس مناطق معينة خلال السنوات الخمس الأولى من عملهم.
ويأتي هذا المشروع التجريبي بعد أشهر من إعلان داميان هيندز وزير التعليم عن التخطيط لتقديم تعويضات إضافية بعض المعلمين الجدد في إطار استراتيجية الحكومة لاستقطاب المدرسين والاحتفاظ بهم على راس عملهم.
إلا أن كيفن كورتني، وهو الأمين العام المشترك للاتحاد الوطني للتعليم، اتّهم الوزير بتجنّب "حل جذري شامل لأزمة التوظيف والاحتفاظ". وأضاف أنّ الإعلان يركّز على بعض مناطق البلاد فحسب، ما يعني أنّ "النقص العام سيؤثر بشكل أكبر في مناطق أخرى". وتابع "يواصل داميان هيندز انشغاله بأمور ثانوية، في حين أنّ الأسباب الحقيقية بادية تماماً للعيان. فهناك مسائل جوهرية تتعلق بالأجور وأعباء العمل والتمويل التي تتطلّب معالجة عاجلة وشاملة إذا أردنا أن نقترب من حلّ مشكلة نقص المعلمين بطريقة مستدامة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن ناحيته، اعرب جيف بارتون، وهو الأمين العام لجمعية قادة المدارس والكليات، عن ارتياحه "لرؤية الحكومة تتخذ إجراءات إيجابية". لكنّه أضاف "علينا أن نتوخى الحذر حتى لا يؤثّر المزيد من التمييز، في دفع الحوافز المالية لمجموعة من معلمي بعض المواد، على معنويات المعلمين الآخرين في نهاية المطاف". وتابع "ما يتوجب حقاً على الحكومة أن تقوم به هو توفير تمويل كامل لتحسين مستوى أجور المعلمين عموماً من أجل المساعدة في استقطاب معلمي كافة المواد الدراسية والاحتفاظ بهم".
يُذكر أنه يحق لمعلمي "مناطق الفرص الـ 12" ، حسبما حددتها الحكومة عام 2017 ، الترشح لنيل الحوافز الإضافية كزملائهم العاملين في يوركشاير وهامبر وشمال شرقي انجلترا. وتُعتبر "مناطق الفرص" التي تتابع وزارة التعليم مواردها باهتمام، عبارة عن "بقع باردة " لما يوصف بـ "الحركية الاجتماعية"، إذ يصعب فيها على الفرد أن يُحسّن من أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية.
وتأتي المبادرة التحفيزية بعدما كشفت دراسة في العام الماضي أنّ تلاميذ الرياضيات في المستويات المتقدّمة (A-Level) في مدارس المناطق الأكثر حرماناً هم عرضة أكثر ، بنسبة الضعف تقريباً، من أقرانهم في مدارس المناطق الاقل حرمانا، لأن يحظوا بمعلمين قليلي الخبرة.
وقال مايك باركر، مدير مدارس الشمال الشرقي، وهي شبكة تديرها المدارس، إن "عوامل متعددة تفسّر التباين في نتائج التلاميذ في المناطق الفقيرة المحرومة اقتصاديًا مقارنة بالمناطق الأكثر ثراءً، ولكن توفر المواهب التعليمية والاحتفاظ بها يُعتبر من أهم هذه العوامل". وأضاف "من الضروري الاستثمار في توظيف المعلمين والاحتفاظ بهم ليس فقط لنجاح التلاميذ مستقبلاً في هذه المنطقة ولكن أيضًا من أجل الآفاق الاقتصادية للمنطقة على المدى الطويل".
إلى ذلك أوضح نيك جيب، وزير المعايير المدرسية، "لا يزال التدريس مهنة مرغوبة، لكنّنا نريد ضمان الاستمرارفي اجتذاب ألمع الخريجين وأفضلهم والاحتفاظ بهم أيضاً، خصوصًا في المواد التي تكون فيها المعرفة والخبرة التخصصية ذات أهمية حيوية لنجاح الاقتصاد في المستقبل".
وتابع: "ازداد عدد الشباب الذين يدرسون العلوم والرياضيات منذ عام 2010، وقد تعهدنا اليوم باستثمار 10 ملايين جنيه إسترليني لضمان بقاء التعليم اقتراحاً جذّاباً ومُرضياً ، وحتى يحظى كل طفل بفرصة توظيف إمكاناته الكامنة".
© The Independent