Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرلمان الباكستاني يحجب الثقة عن رئيس الحكومة

يلتئم مجلس النواب الإثنين لانتخاب خلف لعمران خان

أقيل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من منصبه السبت 9 أبريل (نيسان) بعدما خسر تصويتاً في البرلمان على حجب الثقة عقب أزمة سياسية استمرّت أسابيع عدة، وبعد أن تخلى عنه شركاء الائتلاف الحاكم محملين إياه مسؤولية تدهور اقتصاد البلاد وعدم الوفاء بوعوده الانتخابية.

وأعلن رئيس مجلس النواب أياز صادق نتيجة التصويت قبل الساعة 01:00 (20:00 بتوقيت غرينتش) بعد جلسة استغرقت 13 ساعة وتوقفت مرات عدة.

وأطيح بخان (69 عاماً) بعد ثلاثة أعوام ونصف العام على توليه رئاسة وزراء الدولة المسلحة نووياًن البالغ عدد سكانها 220 مليون نسمة والتي حكمها الجيش لما يقرب من نصف تاريخها الممتد 75 عاماً بعد الاستقلال.

"مؤامرة أجنبية"

وكان أعضاء حزب خان قد عرقلوا التصويت مرات عدة، قائلين إن "هناك مؤامرة أجنبية" للإطاحة بنجم الكريكيت الذي تحول إلى سياسي.

وقال رئيس مجلس النواب إن أحزاب المعارضة تمكنت من جمع 174 صوتاً في مجلس النواب المؤلف من 342 عضواً، لدعم اقتراح سحب الثقة، ما جعل لها الأغلبية في التصويت.

وأضاف "نتيجة لذلك تم إقرار الاقتراح ضد رئيس الوزراء عمران خان". ولم يحضر عملية الاقتراع سوى عدد قليل من النواب من حزب خان الحاكم.

وكان مصدران قد ذكرا أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا التقى في وقت سابق يوم السبت مع خان بعد تصاعد الانتقادات جراء التأخر في إجراء الاقتراع في البرلمان.

انتخابات مبكرة

ومن المقرر أن يجتمع البرلمان يوم الإثنين لانتخاب رئيس جديد للوزراء.

وقال زعيم المعارضة شهباز شريف المرشح الأبرز لقيادة باكستان إن "الإطاحة بخان تعد فرصة لبداية جديدة".

وأضاف شهباز (70 عاماً) في البرلمان "بدأ فجر جديد... هذا التحالف سيعيد بناء باكستان".

وشهباز هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي تولى المنصب ثلاث مرات، وهو معروف بمهاراته الإدارية.

وليس من المقرر إجراء انتخابات قبل أغسطس (آب) 2023. بيد أن المعارضة قالت في السابق إنها تريد إجراء انتخابات مبكرة ولكن بعد إلحاق هزيمة سياسية بخان وإقرار تشريع تقول إنه ضروري لضمان أن تكون الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صعد خان (69 عاماً) إلى السلطة في عام 2018 بدعم من الجيش. لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية.

وتقول أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كوفيد-19، ولم يف بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد وبجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية.

وتضيف الإطاحة بخان إلى سجل باكستان فصلاً جديداً من عدم الاستقرار السياسي، إذ لم يكمل أي رئيس وزراء فترته الكاملة في المنصب منذ الاستقلال في عام 1947، لكن خان هو أول من تتم الإطاحة به من خلال تصويت بحجب الثقة.

احتفالات ليلية

وبعيد منتصف الليل نزل مناصرو المعارضة إلى الشوارع للاحتفال بحجب الثقة عن خان ملوّحين بالأعلام الباكستانية والحزبية.

وتشهد العاصمة إسلام أباد انتشاراً أمنياً كثيفاً، لكن لم يفد عن وقوع أي حادث.

وبقي التوتر سائدا حتى منتصف الليل مع انتهاء المهلة التي حدّدته المحكمة العليا لإجراء تصويت على حجب الثقة، وقد استقال رئيس المجلس المقرب من خان في اللحظات الأخيرة.

إلا أن الجلسة استمرت حتى الأحد وقد ترأسها بالوكالة سردار أياز صادق.

وبعيد إعلان نتيجة التصويت قال شريف "سنبلسم جراح هذه الأمة".

ولم يحضر خان الجلسة، وهو خسر الأغلبية في المجلس المؤلف من 342 عضواً بعد انشقاق بعض حلفائه في الائتلاف الحاكم، كما أعلن أعضاء في حزبه "حركة انصاف" انهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه.

وأياً تكن هوية خلف خان، فإن المهمة التي تنتظره ضخمة. والتحديات كثيرة بدءاً بتصحيح مسار الاقتصاد الذي يعاني معدل تضخم مرتفع وتراجعاً متواصلاً لسعر صرف الروبية وعبء مديونية مقلق.

تراجع أمني

ويشهد الوضع الأمني تراجعاً أيضاً. فحركة "طالبان" الباكستانية كثفت هجماتها في الأشهر الأخيرة مدعومة بعودة الحركة إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي.

وتصاعد التوتر منذ الصباح بعدما طلب زعيم المعارضة شهباز شريف إجراء التصويت بلا تأخير، قائلاً "يجب أن تجرى العملية في الجمعية الوطنية بموجب قرار المحكمة العليا".

ورد وزير الخارجية شاه محمود قريشي باتّهام المعارضة بجر البلاد إلى مسار خطير، قائلا إن "التاريخ سيكشف كل من مهدوا للإطاحة بهذه الحكومة"، وسط صيحات استهجان من المعارضين الذين هتفوا "تصويت، تصويت".

وانتُخب عمران خان في 2018 مستفيداً من نفور الناخبين من "حزب الشعب الباكستاني" و"حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" المؤسسين حول سلالات عائلية كبيرة هيمنت على الحياة السياسية الوطنية لعقود قبل أن تصبح رمزاً لفساد النخبة.

وحمل خان بقوة على هذين الحزبين.

واتهم خان الحزبين بالتواطؤ مع الولايات المتحدة للإطاحة به. ونفت واشنطن أن تكون ضالعة في ذلك.

ويرى عمران خان أن الولايات المتحدة انزعجت من انتقاداته المتكررة حيال السياسة الأميركية في العراق وأفغانستان، وغضبت من زيارته لموسكو في اليوم الأول من بدء الحرب على أوكرانيا.

ولم يتدخل الجيش الباكستاني المتهم بدعم خان في 2018، في مجريات الأمور في الأيام الأخيرة.

المزيد من دوليات