Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تجبر آباء وأمهات القدس على سجن أبنائهم

الحبس المنزلي عقوبة تل أبيب لـ "أطفال الحجارة" بدلاً من الاعتقال ونادي الأسير: "لن يشكل رادعاً"

إسرائيل اعتقلت أكثر 1149 طفلاً فلسطينياً خلال عام 2021 (وكالة وفا)

تحوّل الشرطة الإسرائيلية الآباء والأمهات في القدس إلى سجانين لأبنائهم بدل اعتقالهم من جانب سلطات تل أبيب، كعقوبة على إلقائهم الحجارة باتجاه قواتها والمستوطنين اليهود. وتنفذ إسرائيل هذه الخطوة لتفادي الانتقادات الدولية حول اعتقالها للأطفال تحت سن الـ 14 سنة، وكذلك بهدف ردع الفلسطينيين.

وتفرض إسرائيل حالياً الحبس المنزلي على 15 طفلاً في القدس التزاماً بالقانون المدني الإسرائيلي. وارتفع عدد الأطفال الذي خضعوا للحبس المنزلي خلال السنوات الماضية، إذ حبست إسرائيل 130 طفلاً عام 2020، و120 العام 2019، و90 في 2018، و60 خلال 2015.

وقالت لجنة أهالي أسرى القدس إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت خلال 2021 نحو 850 طفلاً، وحبست منزلياً عدداً كبيراً منهم.

الخروج للعب أو الدراسة ممنوع

ولا يقتصر الحبس المنزلي على الأطفال الفلسطينيين والقيادات الوطنية السياسية والميدانية الفلسطينية، بل يشمل الإسرائيليين كعقوبة مخففة عليهم بدل سجنهم. وتحذر الشرطة الإسرائيلية أولياء أمور الأطفال من دفع غرامة مالية أو الحبس الفعلي للأطفال إذا خرقوا الحبس المنزلي وغادروا بيوتهم للعب أو الدراسة.

ومنذ أربعة أشهر يخضع الطفل "ع. ق" للحبس المنزلي بعد إدانته من محكمة إسرائيلية بالاعتداء على سيارة مستوطن في حي الشيخ جراح بالقدس، وذلك إثر اعتقاله أياماً عدة في السجن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 لكن الشرطة الإسرائيلية تسمح لعلي بالذهاب إلى مدرسته يومياً، شرط مرافقة أحد أفراد عائلته خلال رحلة الذهاب والعودة. أما الطفل "د.ح" من بلدية العيسوية شمال شرقي القدس، فأمضى عقوبة الحبس المنزلي لمدة أسبوع بعد اتهامه بإلقاء الحجارة على الشرطة الإسرائيلية. وقال والده إن نجله عانى خلال فترة حبسه المنزلي التبول اللاإرادي خلال الليل والخوف الذي لازمه مع إخوته طوال هذه الفترة.

آثار نفسية ومشكلات داخل العائلة

وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين عايد قطيش، إن الحبس المنزلي "يمكن أن يشكل بديلاً جيداً عن الاعتقال"، لكنه أشار إلى أن "إسرائيل تسيء استخدامه عبر حرمان الأطفال من اللعب والتعليم وحبسهم فترات زمنية طويلة".

وأضاف قطيش أن "اتفاق حقوق الطفل في مادته الـ (37) يعتبر الحبس المنزلي الملاذ الأخير للعقوبة، شرط أن يكون لأقصر فترة زمنية ممكنة".

واعتبر مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس أن إسرائيل تسعى من وراء الحبس المنزلي إلى "الحد من الهجمات ضد قواتها ومستوطنيها عبر ردع الأطفال وذويهم"، لكنه قال إن ذلك "لا يشكل رادعاً للأطفال".

الحبس المنزلي

وأضاف قوس أن "الحبس المنزلي له آثار على الصحة النفسية للأطفال، ويسهم في إثارة التوتر والقلق والمشكلات في العائلة التي يوجد فيها طفل محبوس منزلياً".

وكانت إسرائيل اعتقلت 1149 طفلاً فلسطينياً خلال العام 2021، بحسب نادي الأسير الفلسطيني، مشيراً إلى أنها أفرجت عن معظمهم باستثناء 160 لا يزالون قيد الاعتقال. وقال النادي إن إسرائيل اعتقلت منذ العام 2000 أكثر من 19 ألف قاصر فلسطيني، تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً.

المزيد من الشرق الأوسط