Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يشير الاقتباس الحرفي لـ"أصحاب ولا أعز" إلى إفلاس السينما العربية؟

رأى مراقبون أن الاقتباس من أعمال أجنبية سمة موجودة منذ فجر صناعة الفن العربي فيما ندد آخرون بالنقل الحرفي

تدور أحداث الفيلم في كل نسخه حول مجموعة أصدقاء يلعبون لعبة يكشفون فيها عن أسرارهم ليلة خسوف القمر (موقع الفيلم)

لا يزال فيلم "أصحاب ولا أعز"، بطولة منى زكي وإياد نصار وجورج خباز ونادين لبكي ودياماند أبو عبود وعادل كرم وفؤاد يمين، يثير الجدل الذي انطلق منذ بداية عرضه، وتفجر على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً إلى إثارته قضايا حساسة يرى البعض أنها لا تناسب مجتمعنا العربي وتقاليده. كما اتهم البعض الفيلم بالترويج لأفكار هدامة من وجهة نظر المجتمعات المتدينة والشرقية المحافظة مثل العلاقة المثلية وعلاقات الفتيات الصغيرات والانفتاح المبكر على الحياة الجنسية ومصارحة الأسرة بذلك.
ومع ذلك دعم كثيرون الفيلم لأنهم يرون أن المجتمع العربي به الكثير من القضايا المسكوت عنها وبعضها يضج في أروقة المحاكم وعلى صفحات الجرائد في صورة جرائم وأحداث كثيرة مخيفة لا تشبه المجتمعات المحافظة. ولم يخفف من حدة الهجوم كون الفيلم مقتبساً من نسخة عالمية تُرجمت إلى أكثر من لغة وكان آخرها الفيلم الإيطالي "Perfect Stranger".
وتدور أحداث الفيلم في كل نسخه حول مجموعة أصدقاء يلعبون لعبة يكشفون فيها عن أسرارهم ليلة خسوف القمر، ليعبر الفيلم عن أن لكل شخص وجهاً مخفياً مثل القمر في حالة الخسوف. وتنكشف أسرار الأصدقاء الأعزاء بشكل مخيف فتظهر حقيقة الخيانة والأسرار التي تسبب عواصف للجميع.

تحدٍّ أم إفلاس؟

وقد تكون فكرة الفيلم صاحبة النصيب الأكبر من الاهتمام، لكن عرضه نبّه إلى ظاهرة أخرى خطيرة وهي لماذا تم الاعتماد في "أصحاب ولا أعز" على فكرة جاهزة للتسويق وناجحة في لغات أجنبية؟ وهل السينما العربية غير قادرة على الإبداع، حتى تستعين بتجارب أجنبية؟
وقال الناقد جمال عبد القادر إن "اعتماد فيلم أصحاب ولا أعز على فكرة أجنبية ونقله عن فيلم إيطالي بحذافيره ليس شيئاً إيجابياً، بل على العكس هذا يعبر عن إفلاس كبير في الفن العربي، لأن العمل لا يعتمد على فكرة تمس الإبداع العربي حتى لو كانت شائكة مثل فكرة الفيلم. ولو كان هذا ما حدث، كنا سنتعامل مع العمل أنه يخصنا، لكن الغريب أن الفيلم أثار ضجة وهو أساساً لا يخصنا وليس من إبداع أي شخص عربي من حيث الفكرة والتنفيذ وحتى الحوار، وهذا قصور كبير واستسهال، لأن صناع العمل يقدمون وجبة جاهزة ومضمونة النجاح، وهم بذلك يركبون على نجاح آخرين ويضمنون رد الفعل. ولا أتفق مع اقتباس الأفكار الأجنبية فما بالك بالنقل الحرفي بهذا الشكل".

سمة عالمية

من جهة أخرى، أكدت الفنانة إلهام شاهين أن "السينما العربية تقتبس أفكاراً عالمية وحتى السينما العالمية تقتبس أفكاراً من ثقافات أخرى، فهذا أمر معترف به ومعمول به منذ بداية السينما ولا يعني الإفلاس أو التقصير، ولكن هناك أعمال يحب الجمهور أن يرى نسخة عربية مقربة منها. وقدمت السينما أعمالاً عالمية بنجاح مثل: البؤساء، عن العمل الروائي العالمي (للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو) البؤساء، وفيلم الرغبة عن عمل عالمي بعنوان (عربة اسمها الرغبة)، وكذلك (شمس الزناتي) عن العظماء السبعة وغيرها من الأعمال العظيمة والجميلة. والأزمة كلها في فيلم أصحاب ولا أعز هي حالة الهجوم التي شنت عليه بتهمة جاهزة وهي خدش الحياء وفي وجهة نظري هي تهمة باطلة، فالفيلم لا يخدش الحياء والهجوم عليه غير مبرر. والفيلم نفسه يعرض على نتفليكس التي تعرض أفلاماً أجنبية من دون أي حذف وتظهر المشاهد كاملة سواء بها جرأة أو عري أو أي شيء آخر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتساءلت شاهين "الجمهور يعلم جيداً أن الفيلم مقتبس أو منقول ومع ذلك يحاربه أخلاقياً، فبعض الجمهور يقبل أن يشاهد الفيلم بنسخته الأجنبية لكن عند عرضه عربياً بالمحتوى نفسه تقوم الدنيا ولا تهدأ، وهذا يعني أن هناك مشكلة في استقبال الجمهور بعض الأعمال المنقولة من أعمال أجنبية. وفي النهاية أؤكد أن الاقتباس من أعمال أجنبية يضيف اختلافاً وتنوعاً إلى الأعمال المصرية والعربية التي تعتمد في معظمها على أفكار عربية من وحي خيال عربي ومصري، ولذلك لا مانع من وجود أعمال عالمية مقتبسة ويتم تنفيذها بشكل جيد".

تمصير أو تعريب
في السياق، صرح الناقد الصحافي شريف السيد أن "الاقتباس من أعمال أجنبية سمة موجودة منذ فجر صناعة الفن العربي وليس بها أي أزمة، ولكن من قبل كان المألوف أن تكون هناك عملية تغيير في النص الأجنبي بمعنى (تمصير أو تعريب) بحذف عبارات وإضافة عبارات أو تعديل شخصيات كي يتلاءم النص المستعار مع الوسط العربي وطبيعة البيئة المصرية والعربية، وفي الوقت ذاته يكون به شيء حي ملامس للطبيعة العربية، وهذا حدث في أعمال كثيرة جداً، ربما من شدة نجاحها ننسى أنها مقتبسة من أعمال أجنبية بل وننسى العمل الأجنبي أصلاً مثل فيلم شمس الزناتي لعادل إمام، الذي ينتمي لأصل أميركي وهو فيلم السبعة الرائعون أو العظماء السبعة". وأضاف "ولكن في أصحاب ولا أعز اختلفت الأمور، إذ تم النقل الحرفي تقريباً، وهنا انقلبت المقاييس، لأن العمل قدم لنا ثقافة أخرى وأعاد اقتباس وإنتاج الثقافة الأخرى، وربما هذا ما سبب الأزمة، ولا أعرف سبب النقل الحرفي حتى بالنسبة إلى الحوار ولكن كان يمكن الاقتباس مع التصرف قليلاً لوضع أي لمسة مهمة ومختلفة وفي السياق نفسه. وعموماً الاقتباس إذا تم باحتراف ليس معناه الإفلاس بل الانفتاح على ثقافات أخرى وهذا جزء مهم في الفن أيضاً. ولكن في الفيلم المذكور لا شيء يخص المجتمع العربي حتى عندما تمت الإشارة إلى العراق، لم يتم تعريف أي جملة تخص البلد بل مرت مرور الكرام، والاقتباس الذي يتم بالنقل الحرفي قد يكون جيداً في أوقات وفي أوقات أخرى لا، وذلك حسب الموضوع المقتبس والهدف من الاقتباس وقدرة المشاهد على استيعاب المادة والمحتوى والأفكار التي يحملها العمل بشكل عام ولا يربطها بواقعه ومجتمعه وتقاليده".

المزيد من سينما