Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موظفو "داوننغ ستريت" نصحوا "بتنظيف هواتفهم" الخاصة بحفلة الكريسماس

أحد المصادر يقول "طلب مني التخلص من أي شيء قد يبدو سيئاً"

علمت "اندبندنت" أن موظفي رئاسة الوزراء في بريطانيا، نُصحوا بـ"تنظيف" هواتفهم، بمسح جميع المعلومات التي قد تشير إلى أن حفلات قد أجريت خلال فترة إغلاق "كوفيد"، في مقر رئاسة الحكومة في "10 داونينغ ستريت".

وأفاد مصدران بأن أحد كبار الموظفين أبلغهما بأن "من المستحسن" إزالة أي رسائل تشير إلى حضورهما، أو إلى أنهما كانا على علم بأي شيء له علاقة "بإقامة حفلة ما".

معلومٌ أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يواجه من جهة تحقيقاً داخلياً تقوده الموظفة البارزة في الخدمة العامة سو غراي، في مزاعم عن إقامة حفلات خرقت قيود الإغلاق، ومن جهة أخرى، غضب الناس، بعد الكشف عن دعوة نحو 100 موظف في "داونينغ ستريت" عبر رسالة بريد إلكتروني، إلى حضور حفل لتناول المشروبات في العشرين من مايو (أيار) عام 2020، وذلك خلال فترة كان يُسمح فيها للبريطانيين بلقاء شخص واحد فقط في الهواء الطلق.

وقالت نائبة زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض أنجيلا راينر، إن ذلك قد أثار "مزيداً من الأسئلة المطروحة على رئيس الوزراء الذي يبدو أنه لا يملك إجابات عليها".

وزعمت المصادر أن اقتراح "تنظيف" الهواتف قد قُدم في مطلع الشهر الماضي، بعد ظهور المعلومات الأولية عن الحفلات في "داونينغ ستريت". وذكر أحد الموظفين أنه "طُلب منهم تنظيف هواتفهم تحسباً" لوجوب تسليمها للتحقيق. وقال آخر "لقد اقترب أحدهم مني (أثناء نقاش مع زميل بارز) وهمس لي بأنه يجب التخلص من أي شيء قد يبدو سيئاً".

في المقابل، أكد كلا المصدرين لـ"اندبندنت" أنه شعر بالتعرض للضغط من أجل حذف الاتصالات والصور ذات الصلة.

لكن المزاعم القائلة بأن أحد كبار الموظفين قد دعا زملاء له مبتدئين إلى محو الأدلة المحتملة، قد تتناقض مع رسالة البريد الإلكتروني التي بُعث بها أيضاً في شهر ديسمبر (كانون الأول)، والتي طلبت من الموظفين عدم إتلاف أي مادة يمكن أن تثبت صلتها بالتحقيق، سواء كانت جنائية أو غير ذلك.

وكان المقصود من الإجراء، الإشارة إلى رسائل البريد الإلكتروني، ورسائل "واتساب"، والدعوات عبر الروزنامة الإلكترونية، لكن قيل إن بعض الموظفين لم يتنبهوا لذلك، وأجرى عددٌ منهم نقاشات عبر تطبيق "واتساب" على هواتفهم الشخصية كما على أجهزة العمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يشار إلى أنه لا يمكن الاطلاع على الهواتف الشخصية من خلال التحقيق الذي تجريه السيدة غراي، إلا إذا بادر الموظفون بذلك من تلقاء أنفسهم. ومع ذلك، يمكن إرغام الموظفين على تسليم هواتف العمل.

وتزعم المصادر أنه نظراً إلى أن عدداً من الموظفين الذين حضروا فعاليات خرق الإغلاق، لم يعودوا يعملون في مقر رئاسة الوزراء، وفيما عمد آخرون إلى مسح الرسائل من هواتفهم، فسيكون من الصعب على السيدة غراي جمع الأدلة المتاحة كلها التي تشير إلى ارتكاب مخالفات.

ويتم عادة حذف رسائل البريد الإلكتروني المتداولة داخل "10 دوانينغ ستريت" تلقائياً، بعد 90 يوماً، لأسباب أمنية. وهذه هي الحال المتبعة أيضاً في بعض الإدارات الحكومية الأخرى الحساسة، لكن ليس في جميعها.

وفيما يمكن في النهاية استرداد رسائل البريد الإلكتروني المحذوفة من الخوادم الإلكترونية، فإن ذلك يشكل تحدياً أكبر بكثير من الوصول إلى الرسائل القديمة في بعض الأقسام الأخرى، كما يوضح أفراد مطلعون على هذه العملية.

اللورد إيفانز أوف ويرديل رئيس "لجنة المعايير في الحياة العامة" Committee on Standards in Public Life، ذكر موظفي الخدمة المدنية بوجوب الاحتفاظ بجميع الرسائل ذات الصلة بالأعمال الحكومية وتسجيلها.

وفي تعليق على ما تقدم، أكد متحدث باسم "10 داونينغ ستريت" لـ"اندبندنت" أن رئاسة الوزراء لا تعترف بالمزاعم. وقال "لقد أعطي الموظفون توجيهات واضحة بوجوب الاحتفاظ بأي معلومات ذات صلة. وبناءً على ما هو منصوصٌ عليه في البنود والشروط العامة، يتوجب على جميع الموظفين إبداء تعاون كامل مع التحقيق".

أنجيلا راينر رأت أن "آخر ما تم الكشف عنه في شأن هذه الفضيحة، يطرح مزيداً من الأسئلة على رئيس الوزراء الذي يبدو أنه لا يملك أي إجابات عليها. وما بين محاضر الاجتماعات الضائعة، ورسائل (واتساب) السرية، تنتشر ثقافة التستر في مقر رئاسة الوزراء الذي يديره بوريس جونسون، حيث يبدأ الفساد من أعلى الهرم".

وأضافت نائبة زعيم حزب "العمال" "على الرغم أن من عادات رئيس الحكومة محاولة تفادي التدقيق، فإن العواقب تلاحقه. ويحق للناس معرفة حقيقة ما جرى أثناء قيامهم بتقديم كثير من التضحيات من أجل الامتثال للقواعد".

أليستر كارمايكل المتحدث باسم حزب "الديمقراطيين الأحرار" للشؤون الداخلية، رأى أن "تدمير أدلة قد تصبح في وقت قريب مادة تحقيق تجريه الشرطة هو جريمة بالغة الخطورة".

وأضاف "ليس من المستغرب أن يفقد الجمهور الثقة بشكل كامل في دوائر داونينغ ستريت في ظل عهد بوريس جونسون. وسيكون هذا انحداراً جديدا، حتى بالنسبة إلى حكومته".

وختم كارمايكل بالقول "يتعين على سو غراي أن تسأل جميع المعنيين عما إذا كان قد تم الضغط عليهم أو تلقوا أمراً بحذف الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بأي طرف. وفي حال جرى التستر، يجب أن يتم الكشف عنه ونشر جميع التفاصيل على الملأ. وإضافة إلى ذلك، يتوجب ألا يكون هناك مزيد من الاحتماء أو الكذب من جانب رئيس الوزراء هذا".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات