Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قرود داونينغ ستريت" تعود إلى عادتها القديمة. إن الطبيعة تتعافى حقيقة

بعد أكثر من عام من الإحاطات الرسمية حول كورونا، يتهم بوريس جونسون بقول أشياء فظيعة. وإذا صحت التهمة أم لا، فلا أحد يتفاجأ إذا ثبت إنه قالها فعلاً

هل فضل بوريس جونسون حقاً أن تتكدس الجثث على تجديد الإغلاق العام؟ (أ ف ب)

يواجه مراقبو السياسة عن كثب صعوبة كبيرة حاضراً في فهم سبب زيادة شعبية بوريس جونسون في استطلاعات الرأي، على الرغم من قصص الرعب اليومية بشأنه وبعد الفظاعة الأخيرة التي ربما قالها أو فعلها، أم لم يفعل ذلك.

لكن ليس من الصعب جداً فهم ذلك، بالنظر إلى أن معظم الناس يهتمون حالياً بشيء واحد، يتمثل في ما إذا كانت الأمور ستعود إلى طبيعتها بالفعل مع حلول 21 يونيو (حزيران) المقبل.

إذ يحب معظم الناس أن تكون الأمور طبيعية، لذا فإن حوادث الأيام والأسابيع القليلة الماضية جاءت مشجعة للغاية. لقد أمضى معظم الناس العام المنصرم من دون خيار سوى مشاهدة مجموعة صغيرة من القردة الأغبياء في "10 داونينغ ستريت" يحاولون السيطرة على جائحة مميتة قد تقتلهم. وأوضح علامة حتى الآن على أننا تجاوزنا الأسوأ تتمثل في حقيقة عودة أولئك القردة إلى فعل ما يحسنون فعله، أي قذف بعضهم البعض بالبراز على نحو غاضب.

لقد دخلنا في تلك المرحلة من الجائحة حيث يسود القيل والقال وتبادل الاتهام، وهي بصراحة مرحلة جميلة. اليوم، لم يقدم "داونينغ ستريت" رسومات بيانية حول الوفيات، ولا مؤتمرات صحافية رسمية حول إنقاذ الأرواح. وبدلاً من ذلك، كان مجرد يوم جميل من الأيام الخوالي، حيث المواقف معروفة وإنكار الأشياء من دون إنكارها، وخداع متقن من النوع الذي نفتقده بشدة.

وبالاسترجاع، لقد بدأ الأمر بالصفحة الأولى في صحيفة "دايلي مايل"، مع ادعاء قدّمه دومينيك كامينغز بشكل شبه مؤكد يفيد بأن بوريس جونسون ذكر في اجتماع في العام الماضي بأنه يفضل ترك "الجثث تتكدس بالآلاف" بدلاً من فرض إغلاق آخر، وهو الإغلاق الذي فرضه في نهاية المطاف، ومع ذلك تكدست الجثث بالآلاف.

لكن، هل قال [جونسون] ذلك فعلاً؟ حسناً، لا نعرف، لأن الحكومة أنكرت ذلك وفي الوقت نفسه لم تنكره. ثمة نفي رسمي مسجل، يتمثل في وصف ناطق باسم "داونينغ ستريت" بأن ذلك التصريح هو "مجرد كذبة أخرى،" كما لو أن الجمهور سئم من الأكاذيب التي يتوجب على بوريس جونسون مواجهتها كل يوم، باعتباره نموذجاً للحقيقة والصدق.

عندما سُئل (وزير شؤون الحكومة) مايكل غوف في مجلس العموم عمّا إذا كان بوريس جونسون نطق بتلك الكلمات، أجاب قائلاً "أجد قول أي شيء من هذا القبيل فكرةً لا تصدق،" مؤكداً أن الشيء المدهش الذي يُسأل عنه، هو فعلاً أمرٌ لا يصدق. ثم على سبيل التوضيح، تابع، "كُنت في تلك الغرفة، لم أسمع أبداً لغة من هذا النوع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حسناً، ها قد عُدنا إلى الكلام القديم. وبدأت الأمور تعود إلى طبيعتها. يُتّهم بوريس جونسون بقول أشياء مروعة ربما قالها أو لم يقلها، لكن لن يتفاجأ أحد على الإطلاق إذا قالها، وينتقي مايكل غوف كلماته بعناية شديدة حتى تبدو كأنها إنكار من دون أن تكون إنكاراً.

وهل يهم إذا قال بوريس جونسون شيئاً فظيعاً؟ لقد كان يكتب مقالات عنصرية صريحة طيلة عقود عدة مملؤة بالنكات العنصرية العلنية حول النساء المسلمات اللواتي يشبهن لصوص البنوك وصناديق البريد. وعندما كان وزيراً للخارجية، لم يستطع الكف عن الحديث مزاحاً عن "الجثث" على الشواطئ في ليبيا.

هل قالها؟ ألم يقلها؟ إن عدم قدرة مايكل غوف على القول ببساطة "لا، لم يقلها،" يعني أنه ربما قالها. لكن في الوقت نفسه، ربما لم يقلها. وإذا قالها فعلاً، حسناً، لن يكون لها أي تأثير بالنظر إلى أن الانتخابات المقبلة لا تزال على بعد سنوات، وربما سيقول أشياء أسوأ بكثير بحلول ذلك الوقت.

إذاً، لماذا يزداد بوريس جونسون شهرة؟ لأنه يعيد الناس إلى الأرض الموعودة، أي إلى ذلك المكان المألوف الذي يتوقون إليه، لا سيما في هذا العقد الأخير المملوء بالآلام، حيث السياسة مجرد حرب مملة وعقيمة من كلمات مملّة وعقيمة بين أناس بغيضين للغاية من السهل جداً تجاهلها. هل هناك شخص أفضل من بوريس القديم الجيد، كي يساعدهم في ذلك؟

© The Independent

المزيد من آراء