صديق رئيس وزراء بريطانيا يتهمه بالكذب في شأن حفلة عيد الميلاد

أشار دومينيك كامينغز إلى أن "داونينغ ستريت" [مقر رئاسة الوزراء البريطانية] يتستر عن حفلات عيد الميلاد التي أُقيمت خلال قيود الإقفال العام السنة الماضية. وبحسب كامينغز، "من غير الحكيم إطلاقاً أن يكذب مقر رئاسة الحكومة" بعد أن أعلن المتحدث باسم رئيس الحكومة صراحة أمام المراسلين الصحافيين عن "عدم إقامة أي حفلة" من هذا القبيل.

وكذلك زعم كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني السابق بأن بعض الصحافيين السياسيين شاركوا بالفعل في التجمعات التي أُقيمت في شقة رئيس الوزراء.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "دايلي ميرور" Daily Mirror الأسبوع الماضي عن إقامة حفلتين في "داونينغ ستريت" السنة الماضية خلال موسم أعياد الميلاد. وكذلك يروج أن بوريس جونسون ألقى خطاباً في تجمع وداعي نُظم لمساعده السابق كليو واتسون خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أي خلال الإقفال العام الثاني الذي شهدته البلاد.

وأُفيد بأن تجمعاً آخر حصل حينما أُقيم حفل عيد الميلاد للطاقم العامل في مقر رئاسة الوزراء في ديسمبر (كانون الأول) 2020 حيث شارك الحاضرون في ألعاب مع تقديم الطعام والشراب، وقد بقي الضيوف إلى ما بعد منتصف الليل [على عكس إجراءات منع التجوال ليلاً آنذاك].

يُشار إلى أنه في ذلك الوقت، وفي إطار تطبيق "المستوى الثالث" من إجراءات قيود فيروس كورونا، حُظرت الاحتفالات الميلادية وحفلات الغداء بشكل صريح في لندن تزامناً مع منع التخالط داخل الأماكن المغلقة.

واستطراداً، نفى المتحدث باسم رئيس الوزراء، الإثنين الماضي، صراحة إقامة حفل كهذا خلال ديسمبر 2020. وأورد أنه "لم يكن هنالك أي حفل، واتبعت قواعد إجراءات كورونا بحذافيرها طوال الوقت." بيد أنه رفض التعليق على مسألة فتح تحقيق داخلي في الموضوع.

وأضاف، "على غرار ما كرر الناطق الرسمي في مناسبات عدة حينما طُرح عليه سؤال عن هذا الموضوع، لم يُقَم أي حفل واتبعت قواعد فيروس "كوفيد" طوال الوقت".

ولدى سؤاله عن مدى تأكده من عدم انتهاك الإجراءات خلال ديسمبر 2020، أجاب، "لست بحاجة إلى الدخول في المواقف التي اتخذناها. هذا ببساطة ما حصل في الواقع".

وأضاف المتحدث باسم رئاسة الوزراء، أن هناك نية لإقامة حفل بمناسبة عيد الميلاد في "داونينغ ستريت" هذه السنة، لكن تاريخها لم يتأكد بعد.

وعلى إثر هذه البيانات، استخدم كامينغز منصة "تويتر" في انتقاد رئيس الوزراء، وغرد، "إنه تصرف غير حكيم من داونينغ ستريت بأن يكذب في هذه المسألة، بيد أن رئيس الوزراء استمر في الكذب بشأن كورونا منذ ربيع 2020 حينما قرر إعادة صياغة التاريخ وتجاهل خطة مناعة القطيع وإلى ما هنالك".

وفي السياق نفسه، وجه كبير المستشارين السابق لدى رئيس الوزراء البريطاني، اتهاماً إلى الصحافيين السياسيين ممن حضروا الحفلات التي أُقيمت في "داونينغ ستريت"، معتبراً أنهم يقومون "بمحاولة طمر القصة". وتابع تغريدته، "ملاحظة: بعض الصحافيين المنتمين إلى اللوبي الصحافي كانوا حاضرين أيضاً في الحفلات التي أُقيمت في شقة رئيس الوزراء في داونينغ ستريت ويحاولون طمس هذه القصة".

وتذكيراً، لقد انتهك كامينغز نفسه قواعد إجراءات فيروس كورونا خلال الإقفال التام الأول على مستوى البلاد [في 2020] حينما قاد سيارته إلى "دورهام" [في زيارة إلى عائلته، متخطياً قوانين حظر الانتقال بين مناطق تخضع لمستويات متفاوتة من إغلاق كورونا].

وآنذاك، ترك كامينغز عمله في "داونينغ ستريت" في نوفمبر 2020 بعد صراع على السلطة، وذُكر وقتها أن رئيس الوزراء "طلب منه عدم العودة مجدداً".

ومنذ ذلك الحين، يصب كامينغز سيلاً من الانتقادات على الحكومة موجهاً سهامه نحو رئيس الوزراء في ما يتعلق بـ"بريكست" وسياسات الاستجابة لفيروس كورونا.