Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استئناف مفاوضات فيينا وتلويح أميركي بتشديد العقوبات على إيران

طهران تؤكد التزامها في المحادثات وواشنطن تحذر من أن الوقت ينفد لإنقاذ الاتفاق النووي

مقر إجراء المفاوضات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في فيينا (رويترز)

قال رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، ميخائيل أوليانوف، إن المحادثات استؤنفت رسمياً الخميس، التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، باجتماع لأطراف الاتفاق، والتي لا تشمل الولايات المتحدة التي انسحبت منه وتشارك في المفاوضات بشكل غير مباشر.

وقال أوليانوف في تغريدة على "تويتر"، "المشاركون في خطة العمل المشتركة الشاملة يعقدون الآن اجتماعاً رسمياً للجنة المشتركة". والمحادثات هي مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، على الرغم من أن المبعوث الأميركي الكبير روب مالي لن يكون موجوداً في فيينا حتى مطلع الأسبوع المقبل.

ويتنقل دبلوماسيون من بقية الأطراف، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، بين الجانبين الأميركي والإيراني لأن طهران ترفض التواصل مباشرة مع واشنطن، وذلك بهدف إعادتهما للالتزام الكامل بالاتفاق.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، الخميس للصحافيين بعد استئناف المحادثات، إن طهران جادة في المفاوضات، مشدداً على أن بلاده "ستواصل بجدية المحادثات بناء على مواقفها السابقة". وأضاف، "إيران جادة بشأن التوصل إلى اتفاق إذا كانت الأرضية ممهدة... حقيقة أن كل الأطراف ترغب في استمرار المحادثات تظهر أن الأطراف كافة ترغب في تضييق الفجوات".

إيران "تتمسك بمطالبها"

وكانت المحادثات انفضت الأسبوع الماضي عندما أبدى مسؤولون أوروبيون وأميركيون استياءهم من مطالب الحكومة الإيرانية المتشددة الجديدة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي المعادي للغرب، والذي تسبب انتخابه في يونيو (حزيران) في توقف المحادثات خمسة أشهر.

وقال مسؤولون غربيون إن إيران تخلت عن أي تنازلات قدمتها في الجولات الست السابقة من المحادثات، وتجاهلت مطالب الأطراف الأخرى وقدمت المزيد من المطالب الأسبوع الماضي.

وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات لوكالة "رويترز"، إن بلاده "ستتمسك بمطالبها". وتابع، "لا بد من رفع كل العقوبات دفعة واحدة في عملية يمكن التحقق منها"، مضيفاً أن اتخاذ قرار سياسي لإحياء الاتفاق أمر في أيدي الأميركيين.

وبمقتضى الاتفاق الذي أبرمته طهران وست قوى عالمية عام 2015، قلصت إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عليها. غير أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض عقوبات أميركية مشددة على طهران، لترد هذه الأخيرة بعد عام بالبدء في مخالفة قيود الاتفاق.

اتجاه أميركي لتشديد العقوبات

وفي مؤشر إلى أن صبر واشنطن ربما بدأ ينفد، قالت وزارة الخارجية الأميركية الخميس، إن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه للتشدد في تطبيق العقوبات السارية على إيران بإرسال وفد رفيع المستوى إلى الإمارات الأسبوع المقبل.

وسيحذر الوفد الذي يضم أندريه جاكي، رئيس مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية، البنوك التي تتعامل في الإمارات مع إيران ولا تلتزم بالعقوبات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال متحدث باسم الوزارة إن الولايات المتحدة لديها أدلة على عدم الالتزام بالعقوبات وإن من المحتمل فرض عقوبات في ما بعد على الشركات بسبب هذه التعاملات، مؤكداً تقريراً لصحيفة "وول ستريت جورنال".

ولم ترد سلطات الإمارات على الفور على طلب للتعليق.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه إذا لم يحدث تقدم في محادثات فيينا فربما ترسل الولايات المتحدة وفوداً إلى عدة دول أخرى لإحكام الضغط الاقتصادي على إيران.

وقال مسؤول أميركي كبير لـ"رويترز"، إنه من المتوقع أن يبحث قادة الدفاع في الولايات المتحدة وإسرائيل، الخميس، تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت المساعي الدبلوماسية وإذا طلب ذلك قادة البلدين.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي إلى الإمارات عقب إيفاد أبو ظبي مسؤولاً كبيراً إلى طهران الاثنين، سعياً لخفض التوتر. وعلى الرغم من الخلافات بين الإمارات وإيران في القضايا الإقليمية، ظلت الروابط التجارية القديمة بينهما تمثل همزات الوصل الرئيسة بين طهران والعالم الخارجي.

"الوقت أصبح ضيقاً"

وعشية استئناف مفاوضات فيينا، قالت الولايات المتحدة، الأربعاء، إنها ستحدد بسرعة ما إذا كانت إيران مستعدة للتفاوض "بحسن نية"، وحذرت من أن الوقت أصبح "ضيقاً جداً".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، "يجب أن نعرف في القريب العاجل ما إذا كان الإيرانيون سيعودون للتفاوض بحسن نية". وتابع، "لا أعتقد أنه سيتعين عليكم الانتظار طويلاً إثر استئناف هذه الجولة حتى يتسنى للولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا القول ما إذا كان الإيرانيون قد عادوا ولديهم الإرادة للتفاوض بشكل مجد".

وأضاف أن الوقت أصبح "ضيقاً جداً"، مؤكداً أنه "لن يكون من مصلحتنا دائماً السعي للعودة" إلى الاتفاق.

وحذرت واشنطن مراراً من أنها لن تسمح لطهران بعرقلة المفاوضات لفترة أطول بينما تواصل تطوير برنامجها النووي، لذلك يبدو أن الأيام القليلة المقبلة تمثل فرصة أخيرة للجهود الدبلوماسية لتجنب فشل بات يلوح في الأفق.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات