تراجعت البورصة المصرية في أولى جلسات الأسبوع متأثرة بالهبوط الحاد في البورصات العالمية، في يوم الجمعة الماضي، بعد هجوم جديد من المتحورة الجديدة لكورونا، "أوميكرون"، لتخيب معها توقعات سابقة للمتخصصين بصعود سوق المال المصرية مع انتعاش الحركة السياحية عقب افتتاح طريق الكباش الفرعوني مساء الخميس الماضي.
ووسط تزايد القلق لدى المستثمرين من التداعيات السلبية للمتحورة الجديدة، استهلت بورصة مصر أولى جلسات الأسبوع الأخير من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بتراجع جماعي للمؤشرات الرئيسية، لتفقد الأسهم المقيدة في السوق نحو 11 مليار جنيه (حوالى 700 مليون دولار أميركي) في أقل من 10 دقائق من بداية التعاملات ليهبط مؤشرها الرئيسي في نهاية جلسة الأحد، 28 نوفمبر، بنحو 1.34 في المئة من قيمته.
هلع المستثمرين
وقال المتخصص في شؤون أسواق المال، وائل النحاس، إن خوف المستثمرين في البورصات العالمية من المتحورة الجديدة انعكس على المستثمرين في القاهرة، إذ هبط مؤشر البورصة الرئيسي "EGX30" بنحو 1.34 في المئة ليهبط إلى مستوى 11277 نقطة.
وأضاف أن المؤشرات الأخرى انهارت، الأحد، إذ هبط المؤشر "EGX70" بنسبة 1.17 في المئة ليغلق عند مستوى 2058.26 نقطة، إضافة إلى هبوط مؤشر "WEI-EGX100" (الخاص بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة) إلى نحو 3020 نقطة بعد أن هبط بنسبة 1.29 في المئة.
ارتفاع جماعي للمؤشرات الخميس الماضي
الخميس الماضي، أغلقت سوق المال المصرية بعد انتهاء آخر جلسات الأسبوع الماضي على ارتفاع جماعي لمؤشراتها مدفوعاً بعمليات شراء مكثفة من المستثمرين العرب ووسط عمليات بيع للمستثمرين المصريين والأجانب، وصعد مؤشرها الرئيسي "EGX30" بنسبة 0.69 في المئة ليستقر عند مستوى 11431 نقطة، بينما صعد "EGX70" للأسهم المتوسطة بنسبة 2.51 في المئة ليسجل 2082 نقطة. كذلك صعد المؤشر الأوسع نطاقاً "EGX100" بنسبة 2.28 في المئة إلى 3059 نقطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، أرجع المتخصص في أسواق المال، محمد ماهر، تراجع مؤشرات البورصة خلال جلسة الأحد، إلى الإعلان عن المتحورة الجديدة، مضيفاً أن التراجع في معظم بورصات العالم انتقل إلى بورصة مصر المنهكة أصلاً. وتوقع صعوداً نسبياً للأسهم المقيدة في سوق المال بعد امتصاص الآثار السلبية التي خلفتها الأخبار السلبية.
واتفقت المتخصصة في أسواق المال، رضوى السويفي، مع ماهر، إذ أكدت في تصريحات صحافية أن جلسة الأحد استوعبت تداعيات إعلان اكتشاف "أوميكرون" تقريباً، مشيرة إلى أن أي تراجعات جديدة في السوق تتعلق بالمتحورة الجديدة ستكون مرتبطة بالتطورات العالمية، خصوصاً مع اتخاذ إجراءات جديدة بسببها أو إعلان أي مواصفات سلبية جديدة بخصوصها تثير المخاوف من جديد سواء عالمياً أو محلياً.
الهبوط يُخيم على بورصات العالم
وكان يوم الجمعة الماضي قاسياً على البورصات العالمية، إذ تراجعت البورصات الأميركية بعدما هوى مؤشر "داو جونز" الصناعي 2.53 في المئة عند 34899 نقطة، في أكبر انخفاض له في أكثر من عام. وخسر مؤشر "ستاندرد أند بورز" بنسبة بلغت 2.3 في المئة تقريباً، في أسوأ انخفاض له منذ فبراير (شباط) الماضي. في الوقت الذي انخفض فيه مؤشر "ناسداك" بنسبة 2.23 في المئة، في أكبر انخفاض على مدار يوم واحد منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، وفقاً لوكالة "رويترز".
عدوى الخسائر انتقلت من البورصات الأميركية إلى نظيرتها الأوروبية، إذ شهدت الأسهم الأوروبية أكبر عمليات بيع لها في قرابة العامين الماضيين. بينما أغلق المؤشر القياسي "ستوكس 600" الأوروبي منخفضاً 3.7 في المئة، رافعاً خسائره الأسبوعية 4.5 في المئة.
ومع ظهور المتحورة الجديدة تبخرت آمال المتخصصين وتوقعاتهم في صعود بورصة مصر بعد المردود الإيجابي للسياحة المصرية إثر افتتاح طريق الكباش الفرعوني في مدينة الأقصر (جنوب مصر) الذي قد يحول المدينة الأثرية إلى أكبر متحف أثري مفتوح بعد إعادة تهيئة الطريق الرابط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر.