Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحيل "العواضي" يعجل بانفراط ما تبقى من "المؤتمر"

ولاؤه للرئيس صالح أتاح له بلوغ مناصب قيادية في أكبر أحزاب اليمن رغم صغر سنه

صورة يبدو فيها العواضي في لحظة عناق مع الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح. (حساب ياسر العواضي على تويتر)

بوفاة عضو مجلس النواب اليمني الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي، يواصل العقد المؤتمري انفراطه المتسارع في مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن، التي أثر فيها الحزب وتأثر بها خلال العقود الماضية.

الرحيل المفاجئ

والعواضي المتوفى في العاصمة المصرية القاهرة عن 46 عاماً في رحيل مفاجئ، هو برلماني وسياسي وشيخ قبلي يمني بارز، من مواليد 1975 بمحافظة البيضاء (وسط اليمن) عُرف بولائه الشديد للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ولهذا لم يكن مستغرباً أن يسارع الأخير إلى استيعابه ضمن دوائر حزبه الحاكم كشخصية قبلية لها تأثيرها المباشر في محافظته وقبيلته المعروفة بمواقفها الجمهورية المناهضة لحكم الأئمة منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، فشغل منصب عضو الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر عن الدائرة الانتخابية رقم129 .

القيادة تصطدم بالأحداث

ربما لم يبتسم الحظ للعواضي كثيراً في العمل السياسي القيادي على الرغم من بلوغه هرم قيادة الحزب، حتى غدا الشخصية الثالثة للمؤتمر خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، نظراً إلى الظروف العسيرة التي واجهت أكبر حزب مدني في اليمن، ارتبط عضوياً وسياسياً ووجدانياً بمؤسسه صالح حتى غدت الانقسامات الرأسية تتهدد حضوره السياسي في ظل سطوة جماعات الإسلام السياسي على المشهد العام في اليمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دور ديسمبري

عقب أحداث انتفاضة ديسمبر (كانون الأول) 2017 التي جرت بين حزب المؤتمر ومعهم قطاع واسع من اليمنيين ضد الحوثيين في صنعاء، قادها الراحل صالح عندما أعلن فك تحالفه مع الميليشيات الحوثية، وانتهت بمقتله ومغادرة عدد من رجاله بينهم نجل شقيقه العميد طارق صالح، نجا الراحل ياسر العواضي بأعجوبة، فيما قتل آخرون بجواره، أبرزهم الأمين العام لحزب المؤتمر عارف عوض الزوكا، ليغادر صنعاء في ظروف اكتنفتها إشاعات تحدثت بداية عن مقتله، ليظهر لاحقاً في معقله العشائري في محافظة البيضاء التي مكث فيها قبل أن تسيطر ميليشيات الحوثي على منزله.

نصرة امرأة

انتقل العواضي إلى القاهرة بعد اشتباكات قادتها قبيلته ضد ميليشيات الحوثي في محافظة البيضاء، انتهت بسيطرة الحوثيين على منزله العام الماضي، إذ دعا في يونيو (حزيران) 2020 لـ "النكف القبلي"، وهو عرف تقليدي يستجدي نخوة رجال القبائل لنصرة قضية معينة، عقب مقتل امرأة في البيضاء على أيدي ميليشيات الحوثي، وبعد التحشيد الذي لم يوازي بطبيعة الحال القوة البشرية والعسكرية الهائلة التي تمتلكها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، أسفرت دعوته عن اندلاع معارك عنيفة في مديرية الطفة، انتهت بسيطرة الجماعة على مركزها ردمان، فغادر إلى مأرب ومنها إلى العاصمة المصرية القاهرة.

لا تكسروا عنق اليمن

وعلى الرغم من التزامه الهدوء في آخر أيامه، إلا أن الهجوم الحوثي الوحشي على مأرب أخرجه عن طور صمته، فطالب في أكثر من موقف "بنصرة مأرب الحصن الأخير لليمنيين"، محذراً من سقوطها في قبضة الميليشيات الحوثية، وكان أبرز ما كتبه عبر حسابه في "تويتر" تغريدة مثبتة قال فيها، "يغلب الله أن يدنس الحوثي مأرب، واللعنة على كل من يرضى للحوثي في مأرب أو في غيرها أو يتواطأ بأي شكل".
وأضاف، "مأرب اليوم هي ما تبقى للعرب في شمال اليمن، وهي عنق اليمن الشامخ، وبإذن الله لن ينال حوثة الفرس غايتهم، وكل شريف وحر لابد من أن يقف مع مأرب، فهي آخر العرض المصان والشرف الرفيع لعرب اليمن."

نعي رسمي وشعبي

ونعى مسؤولون حكوميون وسياسيون وقطاع واسع من اليمنيين الراحل العواضي، إذ قال نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح إن اليمن فقد برحيل الشيخ ياسر العواضي أحد الشخصيات والكوادر الحزبية والسياسية والقبلية البارزة،

فيما قال رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، "في هذا الصباح الحزين واللحظة الداكنة بالسواد الذي يعم أرجاء وطننا الحبيب، يدهمنا الخطب الجلل ليأخذ من بيننا رجلاً شجاعاً ومناضلاً جسوراً وبرلمانياً لامعاً وشيخاً بارزاً هو الشيخ ياسر العواضي رحمه الله، لتضاف أحزان إلى أحزاننا."

كما وصف رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر، الراحل بأنه "سياسي منفتح على الآخر المختلف، غير متعصب، شارك بالقول والفعل في أحداث التاريخ المعاصر المقاوم لعهود الطغيان والإمامة والعبودية، بما عرف عنه من موافق شغلت حينًا الرأي العام المحلي والعربي، رافضاً لقيم السلالة العنصرية داعياً إل السلام".

وقال إن العواضي "بذل أقصى جهده للدفاع عن القيم التي استدعت استشهاد كثيرين من أبناء قبيلته التي كان رمزها".

والشيخ ياسر العواضي حاصل على بكالوريوس علوم سياسية ودبلوم عال في القانون الدولي والعلاقات العامة، وهو عضو في مجلس النواب عن الدورة البرلمانية 2003 - 2009 والكتلة البرلمانية لنواب حزب المؤتمر الشعبي العام عن الدائرة الانتخابية رقم (129) بمحافظة البيضاء.

المزيد من تقارير