Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع هائل في الإقبال على بنوك الطعام في أعقاب تخفيض المساعدات الحكومية "الكابوسي"

حصري: 45 في المئة من بنوك الطعام تستعدّ لاقتطاع الطرود الغذائية أو الامتناع عن خدمة بعض الناس بسبب مشكلات الإمداد وارتفاع الطلب، فيما تحذّر منظمة خيرية من أن الوضع "بالغ السوء في الخارج"

زاد الإقبال على بنوك الطعام منذ تخفيض المساعدات الحكومية (غيتي)

زاد الإقبال على معظم بنوك الطعام بشكل هائل خلال الأسابيع التي تلت اقتطاع المساعدات الحكومية وهي تحذّر من أن يكون الشتاء المقبل "مؤلماً للغاية" فيما تجاهد للعمل مع تضاؤل مخزونها.

وقالت جمعيات خيرية لـ"اندبندنت" إنها قلقة من أن يرغمها نقص المؤن على الامتناع عن خدمة عائلات جائعة خلال الأشهر المقبلة.

وجد استطلاع للآراء أجرته شبكة المساعدات الغذائية المستقلة (Ifan) أنّ 66 في المئة من بنوك الطعام شهدت ارتفاعاً في طلب المساعدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، فيما ظهر أثر اقتطاع المساعدات الحكومية للأسر الفقيرة الذي بلغت قيمته 20 جنيهاً.

وكشف الاستطلاع الذي أُجري في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، واطّلعت عليه "اندبندنت"، أنّ 63 في المئة من بنوك الطعام عانت كذلك من مشكلات في المخزون بسبب أزمة سلسلة الإمداد.

وقال زهاء 45 في المئة من مديري بنوك الطعام في الشبكة إنهم سيضطرون إلى تقليص حجم الطرود الغذائية التي يقدمونها أو حتى ردّ بعض الأشخاص الجدد الذين يلتمسون مساعدتهم خائبين.

وأوضح ويليام ماك غراناغان، الذي يدير بنك طعام دادز هاوس (منزل الأب) في منطقة ويست برومتون اللندنية أن الطلب على الطرود الغذائية ارتفع من نحو 250 إلى 400 منزل خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وأضاف أن "الوضع بالغ السوء في الخارج. يشكّل اقتطاع مبلغ المساعدات الحكومية كابوساً لأن 86 جنيهاً في الشهر مبلغ كبير. وقد دفع بالناس إلى حافة العوز بسرعة. ويحدث ذلك فيما نشهد تقليص الإمدادات. نعتمد على التبرعات في المتاجر الكبرى والفائض من الجمعيات الخيرية الكبرى وما عاد لديها الكثير لتعطينا إيّاه ببساطة".

وتابع ماك غراناغان بقوله "أخشى أن نعاني لتحصيل كفايتنا خلال الشهرين المقبلين وأن تفرغ بعض رفوفنا من الأغذية. لست متشوقاً كي أقول للناس “عذراً، ليس لدينا أيّ طعام”. قد يكون ذلك مؤلماً للغاية".

وقالت منظمة فيرشير (FareShare)- وهي جمعية وطنية توزّع فائض المخزون على بنوك الطعام والجمعيات الخيرية في بريطانيا- إنّ إجمالي السلع التي وصلت مخازنها قلّ بنسبة 30 في المئة بسبب عدم وجود سائقي شاحنات يمكنهم توصيلها من المتاجر الكبرى وغيرها من المؤسسات العاملة في مجال الغذاء.

وصرّحت الناطقة باسم الجمعية، ليندزي بوزويل بأنها "أزمة ضربت قطاع الأغذية بكامله. فإمدادات فائض الطعام التي تحصل عليها فيرشير تتقلص للغاية، ونتيجة لذلك، لا يصل القدر الكافي من الطعام للأشخاص الذين ندعمهم ويعانون من العوز. نحتاج إلى الدعم لتوصيل المزيد من الفائض الغذائي إلى النظام بسرعة بدل هدره".  

وتفيد بنوك الطعام كذلك عن تراجع التبرعات الفردية من أغذية ومال فيما يشعر كثير من الناس في البلاد بوطأة ارتفاع كلفة المعيشة.

ومن جهتها، شرحت تينا هاريسون، التي تدير بنك الطعام ترينيتي (Trinity Foodbank) من داخل قاعة كنيسة في بوري أنّ فريقها مضطر بالفعل إلى تقليص حجم الطرود الغذائية بحيث يقتصر على "المواد الأساسية". وهم يملكون عادة مخزوناً يكفي أسابيع عدة، ولكنهم باتوا الآن مضطرين للتخطيط "من أسبوع لآخر" بسبب مشكلات الإمداد.

وأضافت هاريسون "بعض الأيام، نفكّر "كيف سيكون لدينا ما يكفي لبلوغ الأسبوع المقبل"؟ وقد سألتنا بعض الأُسر إن كنا سنملك ما يكفي من الطعام. وقال لنا آخرون إنهم يتساءلون سواء سيضطرون لإطفاء التدفئة في منازلهم".

يوزّع بنك الطعام في بوري نحو 85 طرداً غذائياً أسبوعياً- أي بزيادةٍ عن 70 طرداً منذ عدة أسابيع- فيما تتوقع هاريسون تواصل الزيادة على الطلب خلال الأسابيع المقبلة. "سيكون الوضع قاسياً. يتزامن اقتطاع قيمة المساعدات مع ارتفاع فواتير استهلاك الطاقة وغيرها من الأكلاف المعيشية. هذا الشتاء يقلقني جداً".

وأوضحت بيني كيفيل، مديرة منظمة سكوند تشانس ميدواي (Second Chance Medway) في كنت، أنّ مخزون المنظمة التي تقدم الدعم في الأزمات تمتلك ما يعادل عادةً ثلاثة أشهر من الطعام، ولكنه تقلّص بما أصبح يعادل شهراً فقط. وفريقها يتعامل كذلك مع 20 إلى 25 شخصاً إضافياً كل أسبوع في أكتوبر.

وإضافة إلى اقتطاع الزيادة في المساعدات التي قدّمت عند بداية الجائحة، تقلّصت ساعات عمل بعض العاملين في قطاع الضيافة المحلي كما فُرضت عليهم عقود بساعات غير محددة منذ نهاية برنامج دعم التسريح المؤقت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت كيفل "هناك قلق كبير وضغط لا يمكن وصفه على الناس. سنبذل ما بوسعنا لمساعدة كل من نستطيع مساعدتهم، ولكنني قلقة للغاية من عدم امتلاكنا طعاماً كافياً".

وأضافت سابين غودوين، منسّقة العمل في شبكة المساعدات الغذائية المستقلة التي تتألف من أكثر من 500 بنك طعام مستقلّ "بدأت بنوك الطعام ضمن شبكتنا بالفعل بالإحساس بآثار اقتطاع المساعدات الحكومية، وزيادة الأكلاف المعيشية وانتهاء برنامج التسريح المؤقت، فيما تعاني من أجل الحصول على الإمدادات التي تحتاجها للطرود الغذائية".

وقالت إنه "من الضروري للغاية" التراجع عن قرار تخفيض المساعدات الحكومية والإعفاءات من ضريبة العمل وقيام الحكومة بمعالجة المشكلات الأساسية المتعلقة بتدنّي الأجور.

وتابعت غودوين "أن الاعتماد على بنوك الطعام لكي تلملم آثار الأزمة مع ما لديها من مخزون غذائي غير مستدام لا يعالج مشكلة الفقر الأساسية ويشكّل خطراً بوضع متطوعي بنوك الطعام في موقع صعب للغاية بحيث يضطرون لردّ بعض الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة خائبين".

أثنى الوزراء الحكوميون البريطانيون على مشغّلي بنوك الطعام، فيما وصفتهم وزيرة العمل والمعاشات تيريز كوفي سابقاً بأنهم "الطريقة الأمثل" لمساعدة أفقر الناس وأضعفهم.

ولكن الحكومة الاسكتلندية أقرّت بالمشكلة الأساسية وهي تدنّي أجور العائلات، ونشرت مشروع خطة "للانتهاء من الحاجة لبنوك الطعام" في وقت سابق من الأسبوع الحالي. 

وقالت وزيرة العدالة الاجتماعية شونا روبنسون "نتشارك رؤية مشغّلي بنوك الطعام- وهم ليسوا حلاً لمسألة الفقر على المدى البعيد".

وقال الناطق باسم وزارة العمل والمعاشات "نعلم أن أفضل طريق لتحقيق الاستقلال المالي يمرّ عبر العمل مقابل أجر جيد، ولهذا السبب تساعد الخطة التي وضعناها للوظائف بقيمة مليارات الجنيهات في تعزيز المهارات والفرص، فيما تواصل المساعدات الحكومية تأمين شبكة أمان حيوية لملايين الأفراد". وأضاف "يساعد صندوق دعم الأُسر أضعف الأشخاص في توفير التكاليف الأساسية هذا الشتاء وتوزّعه المجالس البلدية التي يخوّلها موقعها من الحرص على تحديد هوية المحتاجين في مناطقها المحلية ودعمهم بأسرع وقت ممكن".

وأسهمت حملة مساعدة الجائعين (Help the Hungry) التي أدارتها "اندبندنت" بالشراكة مع صحيفة The Evening Standard في جمع أكثر من 10 ملايين جنيه استرليني للبريطانيين الذين يعانون من أجل الحصول على الطعام خلال الجائحة.

© The Independent

المزيد من تقارير