ملخص
قالت وزارة الطاقة الروسية اليوم إن معدلات تكرير النفط وإنتاج الغاز والفحم ستظل من دون تغيير إلى حد كبير خلال عام 2025 مقارنة بمستويات عام 2024، على رغم الموجات المتكررة من الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على منشآت الطاقة.
وروسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والسعودية، وتمتلك أكبر احتياطات مؤكدة من الغاز الطبيعي في العالم.
أبقت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عامي 2025 و2026 من دون تغيير.
وأشارت "أوبك" ضمن تقريرها الشهري اليوم الخميس إلى أن متوسط إنتاج مجموعة "أوبك+" من النفط الخام بلغ 43.06 مليون برميل يومياً خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بزيادة قدرها 43 ألف برميل يومياً على أكتوبر (تشرين الأول) السابق له، وذلك عقب الاتفاق على زيادة الإنتاج.
وتتوقع "أوبك" أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط الخام من "أوبك+" 42.6 مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث من عام 2026، دون تغيير عن التوقعات السابقة، وفقاً لـ"رويترز".
وتتوقع المنظمة أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط الخام من "أوبك+" 43.0 مليون برميل يومياً خلال عام 2026 من دون تغيير عن التوقعات السابقة.
وأفادت وكالة "تاس" الروسية بأن دول "أوبك+" المشاركة في اتفاق خفض إنتاج النفط زادت إنتاجها بمقدار 86 ألف برميل يومياً خلال نوفمبر 2025، إلا أنها أنتجت أقل بـ504 آلاف برميل يومياً من المخطط له، بما في ذلك الخفوض الطوعية والتعويضات، وفقاً لبيانات واردة ضمن تقرير لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
باستثناء ليبيا وإيران وفنزويلا، بلغ إجمال إنتاج المنظمة من النفط 37.625 مليون برميل يومياً، وبأخذ جميع القيود الطوعية وجداول التعويضات المنصوص عليها خلال نوفمبر 2025 في الاعتبار، كان من المتوقع أن تنتج دول "أوبك+" 38.129 مليون برميل يومياً، وبذلك انخفض إنتاج المنظمة بمقدار 504 آلاف برميل يومياً عن الخطة الموضوعة، في الوقت نفسه، واصلت بعض الدول تجاوز التزاماتها الإنتاجية بموجب اتفاق "أوبك+"، فعلى سبيل المثال تجاوزت كازاخستان خطة "أوبك+" بمقدار 265 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي بـ1.745 مليار برميل يومياً، مقابل الحصة المحددة البالغة 1.48 مليار برميل يومياً.
تراجع أسعار خام "برنت"
في غضون ذلط، انخفضت أسعار النفط اليوم الخميس بعدما حول المستثمرون تركيزهم مجدداً إلى محادثات إحلال السلام في أوكرانيا، مع متابعة تداعيات احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة ساحل فنزويلا.
وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" 50 سنتاً بـ0.08 في المئة إلى 61.71 دولار للبرميل، بينما انخفض خام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 46 سنتاً بـ0.8 في المئة إلى 58 دولاراً للبرميل.
وارتفع الخامان القياسيان عند التسوية أمس الأربعاء بعدما قالت الولايات المتحدة إنها احتجزت ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، إذ أثار التوتر المتصاعد بين البلدين مخاوف من تعطل في الإمدادات.
وقال محلل النفط في مجموعة بورصات لندن إمريل جميل "حتى الآن، لم تنعكس عملية الاحتجاز على السوق، لكن مزيداً من التصعيد سيفرض تقلبات شديدة على أسعار الخام". وأضاف "لا تزال السوق في حال ترقب، وتركز على التقدم في اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس "احتجزنا للتو ناقلة نفط على ساحل فنزويلا، ناقلة كبيرة جداً... إنها الأكبر على الإطلاق في الواقع وهناك أمور أخرى تحدث".
ولم يذكر المسؤولون في إدارة ترمب اسم الناقلة، لكن مجموعة "فانغارد" البريطانية لإدارة الأخطار البحرية قالت إن ناقلة النفط "سكيبر" يعتقد أنها احتجزت قبالة سواحل فنزويلا.
محادثات السلام داخل أوكرانيا.
وقال متعاملون ومصادر في القطاع إن المشترين الآسيويين يطالبون بخفوض كبيرة على الخام الفنزويلي، وسط الضغط الناجم عن زيادة النفط الخاضع للعقوبات من روسيا وإيران وتزايد أخطار التحميل في فنزويلا، مع تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، وركز المستثمرون على التطورات في محادثات السلام داخل أوكرانيا،وأجرى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا مكالمة هاتفية مع ترمب لمناقشة أحدث جهود السلام التي تبذلها واشنطن لإنهاء الحرب، فيما وصفوه بأنه "لحظة حاسمة" في هذه العملية.
وقال محلل السوق في "آي جي" توني سيكامور ضمن مذكرة، إن التقارير التي ذكرت أن أوكرانيا هاجمت سفينة من "أسطول الظل" الروسي قدمت دعماً للأسعار.
وأضاف سيكامور "من المرجح أن تُبقي هذه التطورات النفط الخام فوق مستوى الدعم الرئيس البالغ 55 دولاراً حتى نهاية العام، ما لم اتفاق مفاجئ للسلام في أوكرانيا".
وخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) المنقسم بشدة أسعار الفائدة، ويمكن أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تيُبرمراجع كلف اقتراض المستهلكين وتعزيز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
أيضاً، قدم انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية أيضاً دعماً للأسعار، على رغم أن الانخفاض جاء أقل من المتوقع.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ضمن تقريرها الأسبوعي إن مخزونات النفط الخام تراجعت 1.8 مليون برميل إلى 425.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي خلال الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
عائدات روسيا من صادرات النفط
في الأثناء، قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم إن عائدات روسيا من صادرات النفط الخام والمنتجات المكررة انخفضت مرة أخرى خلال نوفمبر الماضي بسبب انخفاض إجمال الصادرات وضعف الأسعار، لتلامس أدنى مستوى لها منذ غزوها لأوكرانيا عام 2022.
ويتعرض قطاع الطاقة الروسي الحيوي اقتصادياً لضغوط بسبب زيادة الضربات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على مصافي النفط وخطوط الأنابيب، إضافة إلى الإجراءات الغربية التي تهدف إلى معاقبة موسكو على الحرب.
وصعدت واشنطن من ضغوطها على الكرملين خلال أكتوبر الماضي من خلال فرض عقوبات على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، وهما أكبر شركتين روسيتين لإنتاج النفط.
وذكرت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً أن إيرادات روسيا من مبيعات تصدير النفط الخام والوقود انخفضت إلى 10.97 مليار دولار خلال نوفمبر 2025 بتراجع قدره 3.59 مليار دولار عن الشهر نفسه قبل عام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابعت أن إجمال صادرات روسيا من النفط والوقود لهذا الشهر انخفض بنحو 400 ألف برميل يومياً إلى 6.9 مليون برميل يومياً، تزامناً مع تقييم المشترين للتداعيات والأخطار المرتبطة بالعقوبات الأكثر صرامة.
ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار خام "الأورال" الروسي بمقدار 8.2 دولار إلى 43.52 دولار للبرميل، مما أدى إلى انخفاض عائدات التصدير إلى أدنى مستوى منذ بداية الغزو خلال فبراير (شباط) 2022.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج النفط الروسي انخفض الشهر الماضي إلى 9.03 مليون برميل يومياً، مقابل 9.24 مليون برميل يومياً خلال أكتوبر 2025.
وجاء الإنتاج أقل بنحو 500 ألف برميل يومياً عن الحصة المحددة من جانب تحالف "أوبك+" لنوفمبر الماضي.
روسيا تتوقع استقرار معدلات تكرير النفط عام 2025
في الأثناء، قالت وزارة الطاقة الروسية اليوم إن معدلات تكرير النفط وإنتاج الغاز والفحم ستظل من دون تغيير إلى حد كبير خلال عام 2025 مقارنة بمستويات عام 2024، على رغم الموجات المتكررة من الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على منشآت الطاقة.
وروسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والسعودية، وتمتلك أكبر احتياطات مؤكدة من الغاز الطبيعي في العالم.
واستأنفت أوكرانيا هجمات الطائرات المسيرة في عمق روسيا منذ أغسطس (آب) الماضي بهدف تدمير مصافي النفط والمستودعات وخطوط الأنابيب وشل أكبر مصدر تستخدمه موسكو لتمويل الحرب في أوكرانيا.
ونقلت الخدمة الصحافية لوزارة الطاقة الروسية عن الوزير سيرغي تسيفيليف قوله "نتوقع أن تظل عمليات تكرير النفط وإنتاج الغاز وإنتاج الفحم لعام 2025 عند مستويات عام 2024"، من دون أن يقدم أية أرقام.