Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فيسبوك" وسط حرب العمالقة الأربعة

قائمة تحديات تواجه الشركة منها استمرار النمو والضرائب ورفع الفائدة وخصوصية المستخدمين والمنافسة الشرسة

تجمع "فيسبوك" تحت مظلتها اثنتين من الشركات الضخمة هما "إنستغرام" و"واتساب" (رويترز)

يوم تاريخي مر على الأسواق العالمية، أمس، حيث كشفت الساعات الست التي انقطع فيها العالم عن "فيسبوك" وشركاته "إنستغرام" و"واتساب" عن حجم وعمق المجموعة في الاقتصاد العالمي مع وجود نحو 2.9 مليار مستخدم.

وتعطلت الأعمال على المنصات الثلاث، أمس، ودفع ذلك إلى هبوط جماعي لمؤشرات "وول ستريت" بنسب تجاوزت اثنين في المئة بمؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الأسهم التكنولوجية، حيث أدى هبوط سهم "فيسبوك" 5 في المئة إلى 325 دولاراً إلى خسارة المليارات في عموم أسهم التكنولوجيا، وكبد القيمة السوقية لـ"فيسبوك" وحدها نحو 50 مليار دولار، لتبلغ 910 مليارات دولار.

"فيسبوك"... قصة استثمارية

وكانت شركة "فيسبوك" من الشركات المستهدفة للاستثمار في "وول ستريت"، حيث شهدت مع غيرها من شركات التكنولوجيا الضخمة "أبل" و"ألفابت" المالكة لـ"غوغل" و"أمازون" صعوداً قياسياً مع بدء جائحة كورونا في مارس (آذار) من العام الماضي، إذ باتت هذه الشركات المعروفة بـ"العمالقة الأربعة" محط أنظار المستثمرين بفضل استفادتها من الجائحة، ولجوء الناس إلى العمل عن بُعد، واستخدام التكنولوجيا والإنترنت لإتمام الأعمال. ومنذ بداية السنة، ارتفع مؤشر "ناسداك" بنحو 21 في المئة، مع استمرار تداعيات الجائحة.

وتجمع "فيسبوك" تحت مظلتها اثنتين من الشركات الضخمة، وهما "إنستغرام" بحجم مليار مستخدم نشط، و"واتساب" بملياري مستخدم نشط، وهناك تباين في التوقعات حول سهم "فيسبوك"، الذي يتداول حالياً عند معدل السعر إلى قيمته الدفترية بما يقارب 25 مرة.

والتوقعات مبنية على معطيات عدة، فهناك من يعتقد استمرار صعود السهم في ظل بيانات مالية جيدة ظهرت في الربع الثاني تجاوزت التوقعات ببلوغها 29 مليار دولار وبنمو 56 في المئة على أساس سنوي، بينما آخرون يعولون على استمرار الإعلانات لدى المجموعة، خصوصاً مع مواكبتها جديد المنافسين مثل "تيك توك" و"سناب شات"، وقدرتها على التأقلم مع التوجه نحو الفيديوهات القصيرة وإطلاقها، أخيراً، خدمة "رييلز".

هبوط السهم

لكن، السهم آخذ في الهبوط التدريجي منذ نحو شهر بعد وصوله إلى أعلى قمة عند 382 دولاراً في 7 سبتمبر (أيلول)، وخسارته منذ ذلك الوقت تعادل نحو 14.6 في المئة، وهناك أسباب يتحدث عنها المحللون في "وول ستريت" لهذا التراجع والصورة الضبابية حول مستقبل مجموعة "فيسبوك".

وكان أحد الأسباب هو التوجه لدى شركة "أبل"، لوضع إجراءات تمنع بموجبها تتبع المستخدمين من دون موافقتهم، وهو قرار أجلت الشركة تطبيقه إلى حين إصدار نسخة "أي أو أس 14" في العام المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعتمد "فيسبوك" على نسبة كبيرة من أرباحها بفضل إمكانية معرفة تأثير الحملات الإعلانية من خلال تطبيقها في متاجر "أبل"، وهي ميزة قد تخسرها إذا سارت "أبل" في قرارها.

وقرار "أبل" يؤثر في عموم شركات التكنولوجيا، حيث هبطت بشكل جماعي منذ 7 سبتمبر، كما يعبر عنها مؤشر "ناسداك" الذي تراجع 6 في المئة منذ ذلك التاريخ.

أما الأسباب الأخرى التي تؤخذ في الاعتبار عند تقييم مستقبل "فيسبوك"، فهي الضجة التي أحدثتها مسؤولة إدارية سابقة في "فيسبوك" تدعى فرانسيس هوغن، حيث ظهرت في برنامج "60 دقيقة" المشهور على شاشة "سي بي أس" قبل يومين، لتكشف أنها كانت خلف سلسلة من الملفات التي قدمتها لصحيفة "وول ستريت"، وتتهم فيها "فيسبوك باهتمامها بالربح على حساب سلامة المستخدمين"، وأعلنت أنها رفعت شكوى لسلطات تطبيق القانون الفيدرالية بهذا الصدد.

تسييس القضايا الاقتصادية

وما يُقلق المستثمرين هنا ليس القضية في حد ذاتها، فهناك قضايا كثيرة متعلقة بالمحتوى تواجهها "فيسبوك" في المحاكم. لكن، المشكلة في إمكانية تسييس هذه القضايا لمصلحة الاستجوابات التي تواجهها "فيسبوك"، كما الشركات الأربع الكبرى، في الكونغرس الأميركي الذي يواصل سلسلة من التحقيقات مع مسؤولي هذه الشركات، للتأكد أنها لا تمارس أنواعاً من الاحتكارات الممنوعة بموجب قانون منع الاحتكارات.

وترفض الشركات صفة الاحتكار فيما يتعلق بأعمالها، وبخصوص اتهامات المحتوى، فهي تدافع عن نفسها بأنها ليست مؤسسات إعلامية يمكنها التحكم في المحتوى، إنما تكنولوجية معنية بالتقنية التي توفر خدمات للمستهلكين بوضع المحتوى.

فرض الضرائب ورفع الفائدة

وتوجد أسباب اقتصادية أخرى تشكل تحدياً لـ"فيسبوك" كما للشركات عموماً في "وول ستريت"، حيث هناك اتجاه لفرض الضرائب من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، حيث تنوي رفعها على الشركات، بعد أن خُفضت في السنتين الأخيرتين لإدارة دونالد ترمب إلى 21 في المئة من 35 في المئة سابقاً.

ولعبت هذه التخفيضات دوراً في تحفيز النمو لدى شركات التكنولوجيا عبر التوسع في التوظيف وتحديث الأعمال والبنية التحتية. لكن البعض في الحزب الديمقراطي يرى أن التخفيضات الضريبية أدت دوراً أيضاً في زيادة أموال المديرين والتنفيذيين والملاك في هذه الشركات بمليارات الدولارات، بفضل ارتفاعات الأسهم وتوزيع الأرباح، وهو ما لم ينعكس في إعادة جزء من هذه الأرباح على شكل ضرائب للدولة.

وفي المقابل، هناك تحد اقتصادي آخر أمام "وول ستريت"، وهو إمكانية بدء رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي، حيث سيتحول المستثمرون نحو بيع الأسهم ذات العوائد المنخفضة وشراء السندات الحكومية، وهو ما سيمس الشركات الكبرى بشكل رئيس.

وتأتي التراجعات ضمن عملية تصحيح بعدما سجلت الأسهم ارتفاعات منذ بداية العام دفعت مؤشر "ناسداك" إلى الارتفاع 21 في المئة حتى مطلع سبتمبر.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة