Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لوسيد موتورز" لم تدر محركها بعد لكنها حركت أموال "وول ستريت"

تخطط الشركة التي طرحت في بورصة "ناسداك" لتسليم أول طلبية الخريف المقبل

يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة أغلبية في الشركة (لوسيد موتورز)

مكاسب عدة بدأ يجني ثمارها الصندوق السيادي السعودي من استثماره في شركة لوسيد موتورز الأميركية للسيارات الكهربائية، لا تقتصر على أرباح قدرها مراقبون بـ 690 في المئة مع بدء تداول أسهم الشركة في بورصة "ناسداك" قبل يومين، بل تتعدى ذلك لنقل وتوطين تقنية السيارات الكهربائية في المنطقة عبر التوجه إلى إقامة مصنع في السعودية، مما يسهم في معالجة التغير المناخي، وهي ورقة تضغط بها دول ومنظمات على منتجي الوقود الأحفوري، بزعم أنه سبب رئيس للمشكلة.

وتعتزم الشركة المملوكة بنسبة 67 في المئة لصندوق الاستثمارات السعودي بدء إنتاج السيارات الكهربائية الفاخرة خلال الأشهر الباقية من 2021، في مصنع تبلغ طاقته الإنتاجية 380 ألف سيارة سنوياً بولاية أريزونا، وأعلنت بعد إدراجها نية لزيادة مساحته 2.7 مليون قدم مربع.

"لوسيد" في "ناسداك"

وقال محافظ الصندوق السيادي السعودي ياسر الرميان الذي شارك في قرع أجراس بورصة "ناسداك" إيذاناً بتداول سهم الشركة، إن استثماراتهم في "لوسيد موتورز" بلغت 1.3 مليار دولار، مؤكداً في تصريح سابق محادثات مع الشركة لإقامة مصنع للسيارات الكهربائية في السعودية.

وحقق السهم مكاسب بلغت 10 في المئة في أول يوم لتداوله، كما أعلنت الشركة اندماجها مع شركة "تشرشل كابيتال" في صفقة توفر لها تمويلاً يصل 4.5 مليار دولار.

وقد تصبح السعودية إحدى دول تصنيع السيارات الصديقة للبيئة في المنطقة مستقبلاً، مع عزم الشركة إنشاء مصنع لها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وفي "نيوم"، لإنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية الحادة من الانبعاثات الكربونية.

ويرى عضو لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى السعودي فضل البوعينين أن استثمار السعودية في الشركة يعد نوعياً، يكشف عن كفاءة لجهاز انتهاز الفرص في صندوق الاستثمارات العامة نتيجة اتجاهه لشركة ناشئة وطموحة، يحقق عبرها عدة أهداف استراتيجية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف، "من أنجح الاستثمارات النوعية التي تحقق أهداف تتجاوز تعظيم الاستثمار من خلال العرائض والمكاسب الرأسمالية، إضافة إلى الأرباح الضخمة التي حققها الصندوق من دخوله في الشركة العام 2018 والتي تجاوزت معدلاتها 690 في المئة، حقق الصندوق مكاسب استراتيجية بدخوله في قطاع السيارات الكهربائية وهو قطاع ناشئ وواعد، ويتوقع أن تكون له السيادة خلال العقدين القادمين، إلى جانب أن الصندوق نجح أيضاً في تعزيز الشراكة واستثمارها لنقل التقنية للسوق السعودية من خلال إنشاء مصنع إنتاج، وهذا بحد ذاته يعتبر من المكاسب الكبرى".

قطاف 3 سنوات

ويوافقه الرأي المحلل الاقتصادي محمد البيشي الذي علق على بدء تداول سهم الشركة في البورصة الأميركية بقوله، "استثمرت السعودية في الشركة عبر صندوقها السيادي 1.3 مليار دولار قبل 3 أعوام، عندما كانت الشركة في موقف صعب وتحتاج تمويلاً لتطوير سيارتها الكهربائية، ثم ضاعفت الاستثمار، واليوم تحقق السعودية مكاسب بنحو 4.5 مليار دولار أرباحاً رأسمالية، وحصة أغلبية في شركة تتداول في ناسداك والسهم عند 27 دولاراً، يعد استثماراً استراتيجياً وعوائده عظيمة".

وعن توجه السعودية نحو الاستثمار في قطاع السيارات الكهربائية، يؤكد البوعينين أن في ذلك دلالة على اهتمام الرياض بمعالجة ملف التغير المناخي، وحرصها على دعم الاستثمارات المحققة لخفض الانبعاثات الضارة، على الرغم من كونها دولة نفطية ومن مصلحتها سيطرة النفط على قطاع الطاقة بشكل عام.

ويشير إلى ارتباط وثيق بين استثمارات صندوق الاستثمارات العامة وأهداف استراتيجية وضعتها السعودية في رؤيتها 2030، ومن ذلك نقل وتوطين أحدث التقنيات، وهي سياسة استثمارية باتت أكثر فاعلية في الاقتصاد الوطني. ويتابع، "يواجه الصندوق انتقادات في بعض استثماراته، إلا أن الاستثمار في لوسيد موتورز وجني أولى ثماره بمكاسب في اتجاهات عدة كان مبهراً حتى للمنتقدين في السابق، وأجزم أن الصندوق نجح بكفاءة عالية في استثماره هذا، وهو نجاح مهم يؤكد الرؤية الاستراتيجية للصندوق وكفاءة القائمين عليه".

وحول نشوء صناعة مهمة للسيارات الكهربائية في السعودية، يقول البوعينين، "خلق قطاع نشط لهذا النوع من المركبات الصديقة للبيئة يعد أمراً في غاية الأهمية، لارتباط هذا القطاع بصناعات أخرى تعزز تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني".

لم يدر محركها بعد

وإن كانت الشركة احتفلت بتحريك أسواق البورصة، إلا أن أول نسخة منها لم تتحرك بعد، إذ تخطط "لوسيد موتورز" لتسليم أولى سياراتها في خريف العام الحالي، وهي طراز كهربائي فاخر يسمى "لوسيد أير" يبلغ سعره 169 ألف دولار، وتكفي الشحنة الواحدة لسير المركبة 500 ميل، فيما أعلنت خططاً لإصدار أرخص للسيارات الكهربائية لا تزيد قيمته عن 69 ألف دولار قد ينتج في عام 2022.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة بيتر رولينسون إن سياراتها ستكون على فئتين، "لوسيد أير" مرتفعة الثمن، و"لوسيد بيور" التي سيكون سعرها نحو 77 ألف دولار وستطرح أواخر العام المقبل، مبيناً عزم الشركة خفض سعرها أكثر من ذلك.

ويضيف في لقاء تلفزيوني قبل يومين، "الطلبات على سيارات لوسيد بلغت حتى الآن 11 ألف طلب وتتنامى بشكل يومي، ونحن نستجيب لهذه الطلبات ونسرع أعمال مصنعنا".