هيمنت المخاوف بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع التضخم على تداولات الأسواق العالمية، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي بالتقليص التدريجي للتحفيز اعتباراً من نوفمبر (تشرين الأول). إلى ذلك بدأت أنشطة المصانع في الصين في تراجع على غير المتوقع خلال الشهر الحالي، حيث تسبب صعود أسعار المواد الخام وانقطاع الكهرباء في الضغط على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وينظر المستثمرون بعين الريبة إلى مستقبل استقرار الصين في ظل هذه التقلبات.
الأسهم الأوروبية
وواصلت الأسهم الأوروبية مكاسبها بعد عمليات بيع كثيفة شهدتها في وقت سابق من الأسبوع الحالي، إذ وضع استمرار المخاوف بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع التضخم الأسواق الرئيسة على مسار انخفاض شهري. وزاد مؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية 0.6 في المئة بقيادة القطاعات الدفاعية مثل العقارات والرعاية الصحية والأغذية والمشروبات، بينما انتعشت أسهم شركات التعدين من انخفاضات حادة غذتها مخاوف بشأن اقتصاد الصين.
والمؤشر القياسي في سبيله لإنهاء سبتمبر (أيلول) بخسائر 2.7 في المئة، بعد سلسلة مكاسب استمرت سبعة أشهر، إذ دفع ارتفاع عوائد السندات الحكومية المستثمرين إلى القطاعات عالية النمو.
وارتفع سهم "اتش أند إم" السويدية 1.9 في المئة بعد أن أعلنت قفزة في الأرباح قبل الضرائب فاقت التوقعات مع عودة المتسوقين إلى المتاجر، وهوى سهم "بوهو"البريطانية لبيع الأزياء عبر الإنترنت 10.3 في المئة، إذ حذرت من أن تضخم أسعار الشحن وارتفاع أجور موظفيها في مركز التوزيع سيؤثران في هوامش أرباح عام كامل.
الدولار يقترب من أعلى مستوى
واقترب سعر الدولار الأميركي من أعلى مستوياته عام أمام العملات الرئيسة، وسط توقعات بأن مجلس الاحتياط الاتحادي سيقلص تدريجياً إجراءات التحفيز اعتباراً من نوفمبر في حين استفاد الدولار الأسترالي المرتبط بالسلع الأولية من ارتفاع أسعار الحديد الخام. وحقق الدولار، الذي يعتبر ملاذا آمناً، مكاسب كبيرة في جلستي التداول الأخيرتين وسط مخاوف من أن يسحب الاحتياط الاتحادي دعمه للاقتصاد في وقت يتباطأ فيه النمو العالمي ويرتفع التضخم. وأسهم ارتفاع عوائد سندات الخزانة في دعم الدولار. وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسة 94.327 من دون تغيير يذكر عن مستواه أمس الأربعاء، عندما بلغ 94.435 للمرة الأولى منذ أواخر سبتمبر (أيلول) العام الماضي. وبلغت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 1.5341 في المئة قرب أعلى مستوياتها منذ منتصف يونيو (حزيران) الذي بلغ 1.5670 في المئة يوم الثلاثاء. وسجل الدولار 111.97 ين من دون تغيير يذكر عن سعره أمس الذي بلغ 112.05 ين للمرة الأولى منذ فبراير 2020، والين في طريقه لتسجيل أسوأ أداء شهري منذ مارس (آذار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستقر سعر اليورو عند 1.15995 دولار قرب أدنى مستوياته في 14 شهراً البالغ 1.15895 دولار الذي سجله أمس الأربعاء. وارتفع الدولار الأسترالي 0.5 في المئة إلى 0.7206 دولار بعد هبوطه بنسبة 0.9 الليلة قبل الماضية مع ارتفاع أسعار الحديد الخام قبيل عطلة في الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا.
وارتفع سعر الجنيه الاسترليني 0.1 في المئة على 1.34357 دولار، لكنه ظل قرب أدنى مستوياته في تسعة أشهر البالغ 1.3412 دولار الذي سجله الليلة قبل الماضية، وسط مخاوف من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي. وفي سوق العملات المشفرة ارتفع سعر "بيتكوين" بنسبة خمسة في المئة إلى 43567 دولاراً وزاد سعر "إيثر" 6.4 في المئة إلى 3034.09 دولار. وانخفضت العملتان بين 20 و27 في المئة عن ذروتيهما في سبتمبر.
مؤشر طوكيو يواصل التراجع
واختتم مؤشر "نيكي" الياباني أفضل أداء شهري منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 حتى في الوقت الذي تراجعت فيه الأسواق للجلسة الرابعة على التوالي بفعل مخاوف حيال نمو الاقتصاد الصيني بسبب تفاقم أزمة الكهرباء. ونزل مؤشر "نيكي" 0.31 في المئة إلى 29452.66 نقطة، لكنه سجل مكسباً شهرياً 4.85 في المئة.وخسر مؤشر "توبكس" 0.4 في المئة إلى 2030.16 نقطة، لكنه أنهى سبتمبر بزيادة شهرية 3.54 في المئة في أكبر ارتفاع منذ مارس. وقال المدير العام لإدارة أبحاث الاستثمار في "إيواي كوزمو سيكيوريتيز" شويتشي إريساوا، "انخفضت الأسهم بسبب المخاوف حيال اقتصاد الصين، لكنني أعتقد أن الانخفاضات كانت كبيرة إلى حد ما".
وغير "نيكي" مساره لفترة وجيزة بفعل أنباء عن توصل الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة لاتفاق بشأن تدبير تمويل مؤقت لمنع إغلاق الحكومة. لكن السوق أخفقت في الحفاظ على الزخم حتى في الوقت الذي اختار فيه الحزب الديمقراطي الحر الحاكم في اليابان زعيماً جديداً من المقرر أن يصبح رئيس الوزراء الجديد للبلاد.
ونزل سهم "سكاي برفكت" 0.46 في المئة وخسر سهم "تويو سيكن" 3.44 في المئة، وهبط سهم "نيشنبو" 2.97 في المئة. وقادت أسهم التكنولوجيا ذات الثقل التراجع، إذ خسر سهم "طوكيو إلكترون" 2.61 في المئة بينما تراجع سهم مجموعة "سوفت بنك" 3.04 في المئة.
وهبطت أسهم شركتي الطاقة المتجددة "رينوفا" و"وست هولدينجز" 0.22 في المئة و2.26 في المئة على الترتيب، مع خسارة "تارو كونو" المعروف بأنه مؤيد للطاقة المتجددة، سباق زعامة الحزب الحاكم.