Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواقف داخلية متباينة إزاء تكليف بودن تشكيل الحكومة في تونس

يرى مراقبون في تلك الخطوة مؤشراً إيجابياً يعد بالبدء بحل أزمات البلاد المتراكمة

تباينت ردود فعل الأحزاب السياسية في تونس حيال تكليف الرئيس قيس سعيد، السيدة نجلاء بودن تشكيل الحكومة، بين مؤيّد وداعم لها ولقرارات الرئيس، وبين مَن يصف الإجراءات الاستثنائية بـ"الانقلاب" ويرفض تعليق أعمال البرلمان.

"النهضة" تدعو إلى عودة البرلمان

ودعت الكتلة البرلمانية لـ"حركة النهضة" في بيان، رئيس البرلمان المجمَّد راشد الغنوشي ومكتبه، إلى الانعقاد من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية لعودة المؤسسة البرلمانية للعمل، تطبيقاً لأحكام الدستور ونظامها الداخلي.

وأوضحت الكتلة أن دعوتها جاءت إثر اجتماع أعضائها الذين اعتبروا القرار الرئاسي رقم 117 "تعطيلاً فعلياً لدستور الجمهورية التونسية". كما عبّرت عن رفضها "تجميع كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بيد شخص واحد، واستغلال ذلك لفرض خيارات بعينها".

حكومة غير شرعية

واعتبر النائب سمير ديلو وهو أحد المستقيلين أخيراً من حركة النهضة، في تدوينة على حسابه الرسمي في "فيسبوك"، أن "تعيين رئيسة للحكومة لأوّل مرّة في تاريخ تونس قرار يستوجب الإشادة"، معرباً عن أسفه لتزامن تعيين امرأة في منصب رئاسة الحكومة مع تعليق الدستور وانفراد رئيس الجمهورية بصلاحيات وصفها بـ"الفرعونية".

ووصف ديلو تعيين رئيسة الوزراء استناداً إلى الأمر الرئاسي 117، "يجعل منها مخالِفة للدستور ومن حكومتها حكومة غير شرعية".

وفي سياق متصل، عبّر أسامة الخليفي رئيس كتلة حزب "قلب تونس" في البرلمان المجمّد، عن أمله في "أن تنال السيدة نجلاء بودن، ثقة البرلمان بعد تشكيل حكومتها كما ينص على ذلك الفصل 89 من الدستور، كي تصبح حكومتها شرعية".

إنهاء مرحلة الشك

وبينما ترفض أحزاب إجراءات سعيّد الاستثنائية، تعتبرها أحزاب أخرى تصحيحاً للمسار في ظل استمرار الأزمة السياسية في البلاد.

وأكد محمد المسليني، عضو المكتب السياسي لـ"حركة الشعب"، أن "تعيين رئيس حكومة هو خيار في الاتجاه الصحيح، ينهي مرحلة الشك والريبة، لأن البلاد لا تتحمّل مزيداً من الفراغ"، مشيراً إلى "رمزية تعيين امرأة على رأس الحكومة لأول مرة في تاريخ تونس، وهو قرار فيه رسائل واضحة للداخل والخارج"، معرباً عن أمله في أن تطبق رئيسة الحكومة المكلفة برامج لإصلاح الأوضاع في البلاد، مؤكداً أن "الأولوية هي إصلاح وضع المالية العمومية، وأيضاً الالتزام بالتعهدات الاجتماعية، مع فئات عدة كعمال الحضائر، وتشغيل الفئات التي طالت بطالتها إضافة إلى مقاومة الفساد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تتويج لنضالات التونسيات

ورحّبت المنظمات النسائية في تونس بتكليف امرأة تشكيل الحكومة، واعتبرت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، راضية الجربي، أن "تعيين نجلاء بودن كأول امرأة على رأس الحكومة هو تتويج لنضالات التونسيات على مدى عقود من أجل المواطنة الكاملة والمساواة والوصول إلى مواقع القرار والمشاركة في إدارة الشأن العام".

ومن جهتها، قالت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، نائلة الزغلامي، إن "تكليف رئيس الجمهورية امرأة تشكيل الحكومة المقبلة، هو مطلب المنظمة منذ أول لقاء جمعها برئيس الدولة، فضلاً عن مطالبتها بحكومة متناصفة".

تعديل الخيارات الوطنية

في الأثناء، دعا الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، إلى العمل المشترك للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد.

وقال الطبوبي في اجتماع نقابي "إن الاتحاد سيواصل النضال السلمي من أجل تعديل بوصلة الخيارات الوطنية"، مؤكداً أن "الجميع شركاء في الوطن".

من جهته، اعتبر الأمين العام المساعد بالاتحاد، سامي الطاهري، أن "الاتحاد يعتبر تعيين رئيسة للحكومة مؤشراً إيجابياً ينهي حالة الغموض السائدة، كما أن تعيين امرأة على رأس الحكومة هو رسالة مطمئنة لجميع الأطراف في الداخل والخارج". وأضاف أن تونس في حاجة إلى حكومة قوية ومنسجمة، للقيام بدوريها الاقتصادي والاجتماعي.

يُذكر أن الرئيس التونسي أكد في أكثر من مناسبة أنه لا ينوي إرساء نظام ديكتاتوري ولا المسّ بالحقوق والحريات، وأن إجراءاته الاستثنائية تهدف إلى إصلاح الأوضاع بعد أن بات الخطر الداهم يهدّد الدولة التونسية، وفق تقديره.

وحظيت رئيسة الحكومة المكلّفة بمقبولية معقولة لدى الرأي العام، ليس لكونها فقط أول امرأة على رأس الحكومة التونسية في تاريخ البلاد السياسي، بل أيضاً لأن الإعلان عن خبر التكليف قطع حبل الشك الذي بدأ يزداد متانة، كلما تقدّم الوقت في وضع الفراغ.

وتنتظر بودن ملفات اقتصادية واجتماعية ثقيلة في وضع سياسي استثنائي في البلاد.

المزيد من العالم العربي