Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أغنية عبرية في حفل زفاف فلسطيني في الخليل بين مؤيد ومعارض

"التقارب الجغرافي والتداخل يؤديان إلى تبادل تأثر الطرفين ببعضهما"

أثار أداء مطرب شعبي أغاني عبرية في حفل زفاف فلسطيني، في مدينة يطا جنوب الخليل، ردود فعل معظمها رافض، إذ اعتُبر ذلك "تماهياً مع ثقافة الاحتلال، وتطبيعاً مع إسرائيل".

ومع أن أغنية "لما لو" العبرية، أي "لم لا" كانت الأغنية العبرية الوحيدة التي أدّاها المطرب مايك شريف المعروف بشريف الدرزي، في الحفل الذي استمر ثلاث ساعات، إلا أنها أعادت فتح ملف تقليد الضعيف للقوي على مدى التاريخ.

ودفع الهجوم على الحفل أصحابه إلى القول إن "الأغنية العبرية لم تكُن مدرجة على البرنامج، لكن شريف غنّاها إثر إلحاح الجمهور عليه، وقد شهدت تفاعلاً كبيراً".

"هي أغنية معروفة جداً لدينا، وأبناؤنا يحفظونها منذ صغرهم من دون معرفة معانيها"، يقول أبو فراس أبو مرير والد العريس، مضيفاً أن الجمهور الآتي من القدس وبئر السبع والناصرة طلبها، لأنه يعشقها".

ويضيف أبو فراس إن مشكلة الفلسطينيين ليست مع اللغة العبرية، لكنها مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الفنان شريف الدرزي لا يمثل إسرائيل لكنه فلسطيني من طائفة الدروز".

من هو مايك شريف؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينحدر مايك شريف من بلدة عسفيا جنوب حيفا، ويغني بالعبرية والعربية، وكان غنّى باللغتين أمام العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال في عيد ميلاده في القصر الملكي في عمان عام 1997.

ويقول شريف لـ "اندبندنت عربية" إن الموسيقى عابرة للغات والأديان والطوائف"، مضيفاً أنه "لا يتدخل بالسياسة، ويغني بحسب ما يطلبه الجمهور".

 ويوضح أنه يغني باللغة العربية أمام الإسرائيليين بشكل متكرر، ويؤدي أغاني بالعبرية أمام الفلسطينيين.

ولا يشكل استماع الفلسطينيين إلى الأغاني العبرية ظاهرة، لكنه بات ينتشر خصوصاً في القرى والبلدات المحاذية للخط الأخضر بين الضفة الغربية وإسرائيل، التي يعمل جزء كبير من قاطنيها في إسرائيل.

تأثير متبادل

ويرى رئيس "مركز العالم العربي للبحوث والتنمية" نادر سعيد أن التقارب الجغرافي والتداخل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، "يؤديان إلى تبادل تأثر الطرفين ببعضهما"، مضيفاً أنهما "يستمعان إلى أغاني بعضهما لأنها تعود إلى مصدر واحد وهو الموسيقى الشرقية".

ويقول إن "فئة العمال الفلسطينيين في إسرائيل يتأثرون بشكل كبير بالثقافة الإسرائيلية بسبب تمضيتهم معظم أوقاتهم هناك حتى بعد انتهاء عملهم"، مردفاً أن "ذلك يؤثر في ذائقتهم وثقافتهم مع محاولتهم تقليد الطرف القوي وهو إسرائيل بسبب نظرتهم الدونية إلى أنفسهم".

ويشير إلى "وجود تناقض كون أهالي مدينة يطا محافظين اجتماعياً ودينياً ويأتون من خلفية بدوية، لكنهم الأكثر تفاعلاً مع الإسرائيليين بسبب قربهم الجغرافي من مدن السبع جنوب إسرائيل".

لكن سعيد يشدد على أن "العمال أقل تأثراً بالسياسة في تحديد نمط حياتهم، وبأنهم يرون أنفسهم مميزين لسماعهم الأغنية العبرية"، مشيراً إلى "أنهم يستمعون إلى تلك الأغاني بتلقائية عكس الفئة المثقفة الرافضة مسبقاً لذلك".

وبحسب سعيد، فإن "إسرائيل تسعى إلى الأمر ونقيضه"، مضيفاً أنها "تُنكر وجود الهوية الفلسطينية، ولا تريد تذويبها في الثقافة الإسرائيلية".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات