Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يتخذ إجراءات للسيطرة على ارتفاع أسعار مواد غذائية أساسية

إعدام عدد كبير من الدواجن بسبب الإنفلونزا أدى إلى انخفاض المعروض في الأسواق

رجح مستشار وزارة الزراعة العراقية أن يرتفع إنتاج الدواجن خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين (أ ف ب)

بعد الارتفاع الكبير في أسعار الخضراوات والبيض واللحوم في الأسواق العراقية خلال الأسبوعين الماضيين بشكل فاق التوقعات وأدى إلى تضرر الشرائح المجتمعية الضعيفة، اتخذت وزارة الزراعة سلسلة إجراءات للسيطرة على الأسعار. ومن هذه الإجراءات رفع القيود عن استيراد محاصيل زراعية حقق العراق منها اكتفاءً ذاتياً خلال الأشهر الماضية، وهي الطماطم، والبصل، والرقي، والبطيخ، والثوم، فضلاً عن السماح بانتقال الأبقار والأغنام والعجول التي مُنعت منذ سنوات عدة، بسبب المخاوف من حدوث عمليات تهريب واسعة، خصوصاً من محافظة نينوى التي تحتل المركز الأول في مجال تلك الثروة الحيوانية، بأكثر من مليون رأس من الأغنام والماعز والأبقار والجواميس. وأدت سياسة الاكتفاء الذاتي التي تنتهجها الحكومة العراقية منذ عام 2019 في قطاعَي الزراعة والدواجن إلى تشغيل آلاف من العاملين في قطاع الدواجن والقطاع الزراعي عموماً، لكنها في الوقت نفسه تسببت في كثير من الأحيان بارتفاع الأسعار بشكل كبير، خصوصاً سعر الدجاج وبيض المائدة إلى نحو الضعفين عما كان عليه قبل منع استيراد الدواجن من تركيا والبرازيل ودول عدة أخرى، وتحديد المستوردين باستيراد مقطعات الدواجن فقط.

الإنفلونزا والأعلاف

وعزا مستشار وزارة الزراعة العراقية لشؤون الثروة الحيوانية، حسين علي سعود، ارتفاع أسعار بيض المائدة والدجاج إلى إصابة حقول الدواجن بإنفلونزا الطيور قبل أشهر، مما أدى إلى إتلاف أربعة ملايين دجاجة، فضلاً عن زيادة أسعار الأعلاف في الأسواق العالمية. وأضاف سعود أن "فصل الصيف يشهد عادةً انخفاضاً في إنتاج البيض بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف، مما أثر بصورة كبيرة في زيادة أسعار الدواجن وبيض المائدة"، مشيراً إلى أن "الأعلاف تُستورد ولا تُصنع في العراق، وذلك لانخفاض إنتاج الشعير والذرة الصفراء اللذين يدخلان في صناعة الأعلاف".
وأشار سعود إلى أن كلفة إنتاج الدواجن مرتفعة مقارنةً بدول الجوار مثل إيران وتركيا، وأبرز أسباب ذلك، رفع سعر صرف الدولار وكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية.

6000 مشروع دواجن

وكشف سعود عن "وجود 6000 مشروع للدواجن في العراق تسهم في إنتاج بيض المائدة والدجاج، وتغطي 90 في المئة من حاجة العراق من بيض المائدة و70 في المئة من لحم الدجاج"، مبيناً أن "هذه المشاريع أسهمت في تشغيل الأيدي العاملة والمحافظة على العملة الصعبة داخل البلد".
ورجح مستشار وزارة الزراعة العراقية أن يرتفع إنتاج الدواجن خلال شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين، وبالتالي تنخفض أسعار الدواجن بسبب زيادة حجم المعروض في الأسواق.

انتقال الدواجن والأغنام هو الحل

وعن الحلول الآنية، رأى سعود أن "قرار وزارة الزراعة السماح بانتقال الدجاج بين المحافظات، لا سيما من إقليم كردستان إلى الوسط والجنوب، بعدما كان ذلك ممنوعاً سابقاً، سيسهم في التقليل من حدة الأزمة، فضلاً عن أن موافقة وزارة الزراعة على استيراد مقطّعات الدجاج ستسهم في تدعيم الأسواق"، لافتاً إلى أن "استيراد أفراخ جديدة ستكون جاهزة للتبييض خلال أشهر، سيقلل الأسعار مع زيادة الكميات".

ارتفاع الأسعار وقتي

في السياق، قال رئيس "اتحاد الجمعيات الفلاحية" حيدر عبد الواحد إن "ارتفاع أسعار الخضراوات سببه الانتقال الموسمي من الصيف إلى الخريف"، مشيراً إلى أن "الإصابات التي تعرض لها قطاع الدواجن سببت نقصاً كبيراً في حجم المعروض من الدجاج وبيض المائدة". وأضاف عبد الواحد أن "العراق حالياً في فترة انتقال العروة الصيفية إلى العروة الخريفية والفلاحين في أغلب مناطق العراق يتحضرون لزراعة المحاصيل، وهذا أدى إلى شح في إنتاج بعض محاصيل الخضراوات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تخزين المنتجات

وشدد عبد الواحد على "ضرورة تخزين بعض الخضار لتُطرح في موسم الشح لسد الفجوة في الأسواق"، لافتاً إلى أن "نقص الخضار تزامن مع مناسبة دينية في العراق وهي أيام محرّم الحرام، ما وسَّع الطلب على المنتجات الغذائية فانعكس ذلك زيادة في الطلب فاقت المعروض".
ودعا عبد الواحد وزارة الزراعة إلى "منح إجازات استيراد لبعض المحاصيل الزراعية في أوقات شحّ المعروض كي لا يتضرر المواطن".
أما عن ارتفاع أسعار الدجاج وبيض المائدة، فقال عبد الواحد إن "سبب هذه الزيادة هو حدوث إصابات في قطاع الدواجن بسبب الدخول العشوائي للدواجن الحية من خلال المنافذ غير الرسمية عبر إقليم كردستان"، معتبراً أن "هذا الأمر أدى إلى حدوث إصابات كبيرة في البصرة وبغداد ومحافظات أخرى، أدت إلى الفتك بالدجاج مما قلّل المعروض في الأسواق". ورجَّح أن "تنتهي الأزمة خلال أيام وتعود الأسعار إلى طبيعتها بعد نمو الإنتاج الجديد من الدواجن وتعافي هذا القطاع"، مشيراً إلى أن "لدى وزارة الزراعة توجهاً بالسماح باستيراد مقطعات الدجاج، ما سيخفف الضغط على الأسواق".

الدولار سبب رئيس

ومنذ خفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي بنهاية العام الماضي، ارتفعت أسعار الخضراوات والدواجن بنسب متصاعدة، لتصل إلى الارتفاع الكبير الأخير، الذي جاء ليؤكد هشاشة الاقتصاد العراقي الذي يعاني مشاكل معقدة. وصرح الباحث الاقتصادي، راغب بليبل، أن "ارتفاع سعر صرف الدولار وعدم كفاية المنتوج المحلي هما ما رفع الأسعار". وأضاف بليبل أن "ارتفاع سعر صرف الدولار هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة أسعار الخضار والدواجن وبيض المائدة في الأسواق العراقية"، مشيراً إلى أن "خطوة الحكومة بزيادة سعر الدولار لم تكن مدروسة، ما أثّر بشكل كبير في المواطن".
وأصدر البنك المركزي العراقي في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2020، قراراً بخفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي، تضمن بيعه عبر مراحل، الأولى عبر شراء الدولار من وزارة المالية بـ1450 ديناراً وبيعه من قبل البنك المركزي للمصارف بـ1460 ديناراً، ثم بيعه إلى الجمهور بـ1470 ديناراً.
وكان الدولار الأميركي يُباع من قبل "المركزي العراقي" بسعر 1190 ديناراً، ومن ثم يباع في الأسواق العراقية بسعر يتجاوز الـ1200 دينار.
واعتبر بليبل أن "من أسباب زيادة أسعار الخضراوات والدواجن وبيض المائدة هو عدم كفايتها الاستهلاك المحلي، مما زاد أسعارها لوجود طلب متزايد عليها كونها سلعاً ذات استهلاك يومي، وعلى الحكومة السماح باستيراد الخضراوات والدواجن وبيض المائدة في أوقات ونسب معينة، من أجل المحافظة على اعتدال الأسعار وإحداث نوع من المنافسة بين المنتج المحلي والمستورد".