Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يسعى إلى حكومة مع بينت وتضاؤل فرص لبيد بتشكيل الحكومة

زعيم "كتلة التغيير" يدفع بقوانين تحدد فترات تولي رئاسة الوزراء في إسرائيل

لبيد متحدثاً خلال الإجتماع الأسبوعي لحزبه في القدس الاثنين 24 مايو الحالي (أ ف ب)

بعد هدوء الأوضاع إثر المعركة مع غزة، وتفاخُر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق النصر، عادت إسرائيل إلى معركتها السياسية الداخلية، مع ارتفاع حظوظ نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة وتراجع فرص خصمه يائير لبيد، زعيم "كتلة التغيير".
وكانت أولى خطوات نتنياهو السياسية، إدارة مفاوضات مكثفة مع زعيم حزب "يمينا"، نفتالي بينت، وتقديم عروض سخية لإقناعه بالانضمام إلى حكومة يمينية، فيما يواصل لبيد مساعيه لتشكيل حكومة قبل نفاد المهلة الممنوحة له بحسب الدستور، أو إعادة الملف إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وبالتالي نقله إلى الكنيست والتوجه إلى انتخابات خامسة.

وبعد الاطمئنان الإسرائيلي إلى ثبات وقف إطلاق النار، عادت نقاشات تشكيل الحكومة والوضع السياسي الداخلي إلى رأس الأجندة الإسرائيلية، لتشير التقديرات واستطلاعات الرأي إلى عدم قدرة لبيد على تشكيل الحكومة.

نتنياهو - بينت

وخلافاً لما كان يعرضه نتنياهو، قبل الحرب على غزة، بأن يتولى بينت رئاسة الحكومة في السنة الأولى، عرض عليه، خلال مفاوضاته الأخيرة، الحصول على وزارتين رفيعتين، بينهما وزارة الأمن. وتوقع سياسيون أن يُعرَض على بينت منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، في حال قرر ترك المفاوضات مع لبيد والانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو. وأعلن مسؤولون في "حزب الليكود" أن مسألة منح منصب رئاسة الحكومة لبينت، غير مطروحة بتاتاً.

أما بينت، الذي لم يعد موقفه قوياً كما كان قبل الحرب على غزة، خصوصاً وأن نتنياهو نجح في إظهار نفسه كرئيس حكومة قادر على الحفاظ على أمن إسرائيل، فاكتفى بإعلان موقفه عبر حسابه الخاص في "فيسبوك" وركّز هجومه على نتنياهو. وكتب "لا أذكر فترة كهذه من الضعف. على مدار سنة كاملة. صرخنا خلال مرحلة تفشي فيروس كورونا ضد حكومة لم تقم بمهماتها، لا في مجال إدارة الأزمة ولا في المجال التربوي. عملية صناعة القرار ملتوية وتمليها اعتبارات شخصية وسياسية وكل مَن يجرؤ على توجيه انتقاد لنتنياهو تتم مهاجمته بشدة". وضمن ما قاله بينت "لقد قامت الحكومة من سنة إلى أخرى، بتأجيل منع تزايد قدرات حماس وحزب الله، حتى تحولا من تنظيمات إرهابية إلى جيوش حقيقية. وليس صدفة أن يرفع أعداؤنا رؤوسهم، فالانقسام الداخلي والهدم الذاتي لأنفسنا يضعفنا، حتى وصلنا إلى وضع بعد سنتين ونصف السنة من الانتخابات التي لم تنته، لا هدف لدينا".

وفي جانب آخر من أقواله، أشار بينت إلى أنه لن يكون طرفاً في منع تشكيل حكومة وجر إسرائيل إلى انتخابات خامسة، من دون أن يوضح اتجاهه سواء نحو نتنياهو أو لبيد، معتبراً أن "حماس هي العدو". وقال بينت "مَن يجر إسرائيل إلى انتخابات خامسة، وبالتالي دخول سنة ثالثة من انعدام الأداء السياسي وهدر الأموال الطائلة، فهو لا يخدم إلا أولئك الذي يريدون السوء لنا".
وفيما أشار بينت إلى وجود إمكانات عدة لتشكيل الحكومة، رأى البعض أنه يسعى إلى تشكيل حكومة مع جدعون ساعر، الذي يرفض حتى الآن، الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، لكن آخرين اعتبروا حديث بينت بمثابة قواعد لعب جديدة، ليزيد من المكاسب التي يأمل أن يحصل عليها من أي طرف يشكّل الحكومة.
 

"أزرق – أبيض" في خدمة لبيد

وإزاء التحركات السريعة التي قام بها نتنياهو لتشكيل الحكومة، وعدم إعلان بينت رفضه أو موافقته على اقتراح رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وجد يائير لبيد، في رئيس حزب "أزرق - أبيض"، بيني غانتس منفذاً له للاستمرار في مفاوضات تشكيل الحكومة، بعدما أشارت استطلاعات الرأي إلى زيادة قوته، إلى جانب أحزاب "إسرائيل بيتنا"، "العمل" وميرتس.

ودخل لبيد ونتنياهو في سباق مع الوقت، لتوقيع اتفاقيات لتشكيل ائتلاف حكومي، مع حلول نهاية الأسبوع. وسربت مصادر مقربة من لبيد لصحيفة "هآرتس"، أنه يرفض الحديث عن عدم إمكانيته تشكيل حكومة، مع التأكيد على أنه لن يترك بينت، بل سيحاول الاتفاق معه عبر عرض سخي، وهو التناوب على رئاسة الحكومة. ووفق ما يتبيّن من تحركات لبيد، فإن التشاور يجري حول أكثر من اقتراح لتشكيل حكومة مع الأحزاب التي ترفض الدخول في ائتلاف حكومي مع نتنياهو، في مقدمها حزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر. وفي هذه الحالة سيعمل لبيد على إقناع النائبة في الكنيست اييلت شكيد بالانسحاب من حزب بينت، في حال رفض الأخير الدخول إلى حكومة مع لبيد، والانضمام إلى حكومة برئاسة الأخير بالتعاون مع ساعر.
كما سيعمل لبيد على ضمان دعم "القائمة العربية الموحدة"، برئاسة منصور عباس، ليحظى بأكثرية في الكنيست.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


قوانين تعرقل جهود نتنياهو

وينشط لبيد على مسارَين متوازيَين، فإلى جانب جهود تشكيل الحكومة، طرح على اللجنة المنظمة للكنيست، قوانين تعرقل عمل نتنياهو، من بينها تحديد فترة ولاية رئيس الحكومة، ومنع أي شخصية متهمة بتهم جنائية من تشكيل الحكومة.

و قد يفشل لبيد في الطرح الأول، حتى لو حظي بأكثرية داعمة، كون أن الانتخابات جرت قبل المصادقة على القانون المقترح. أما الطرح الثاني، فيتوقع لبيد ومقربون منه النجاح في منع نتنياهو من تشكيل حكومة لما تشمله لائحة الاتهام من تهم جنائية ضده. ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن أكثرية داعمة للقانونَين.


استطلاعات في صالح لبيد

من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن قوة "الليكود"، وفق التقديرات، زادت بعد الحرب على غزة، إلا أن استطلاعات الرأي أشارت إلى ارتفاع قوة حزب "يوجد مستقبل"، برئاسة لبيد. ومنحت الاستطلاعات لحزب لبيد أربعة مقاعد إضافية، فيما حافظ "الليكود" على عدد المقاعد ذاته.
لكن لبيد يخشى احتمال عدم تجاوز "القائمة العربية للتغيير"، برئاسة منصور عباس، نسبة الحسم، وبالتالي لا يضمن أكثرية داعمة له في الكنيست.
 

الإسرائيليون لا يرون طرفاً منتصراً في الحرب

وفي معطى لافت، بيّن أحد استطلاعات الرأي أن 54 في المئة من الإسرائيليين يعتبرون أن إسرائيل "وحماس" لم تنتصرا في الحرب، بينما رأى 24 في المئة أن إسرائيل انتصرت، و16 في المئة رأوا انتصار "حماس".

المزيد من الشرق الأوسط