Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لبيد" يسابق الزمن لإنهاء عهد نتنياهو

ما بين حكومة وحدة "طوارئ" وحكومة يسار "ضعيف" تحتدم المعركة السياسية في إسرائيل

السياسي الإسرائيلي ورئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد  (أ ف ب)

لا يكاد يمر يوم واحد على إسرائيل، منذ إعادة بنيامين نتنياهو ملف تشكيل الحكومة إلى الرئيس رؤوفين ريفلين، إلا وتتصاعد الخلافات وتبادل الاتهامات بين الأحزاب والشخصيات السياسية القيادية حول التدهور السياسي الذي وصلت إليه إسرائيل ومنع تشكيل حكومة منذ عامين.

وفيما يظهر للعيان أن عهد نتنياهو على وشك الانتهاء ورئيس حزب "يوجد مستقبل"، في طريقه إلى الحكومة، إلا أن عقبات كثيرة تقف أمام إمكانية تشكيل حكومة للمعسكر الداعي إلى إسقاط نتنياهو، برئاسة لبيد – بينت.

فمركبات هذا التحالف غير متجانسة، بل تختلف حتى في الأيديولوجية السياسية ما بين يسار، وسط ويمين، وما يجمعها أمر واحد "ليس نتنياهو". وهذا وإن لم يؤثر مباشرة في إمكانية تشكيل الحكومة، لكن جوانب سياسية عدة لمختلف أحزاب هذه التركيبة، التي باتت تعرف في إسرائيل بـ"كتلة التغيير"، من شأنها أن تعرقل تشكيلة حكومة أو تعوق استمراريتها.

من جهة ثانية، فالعقبات والخلافات الظاهرة حتى الآن بين لبيد ونفتالي بينت، قد تعرقل تشكيلة الحكومة، لكن الإصرار الذي أبداه لبيد على منع إسرائيل من التوجه إلى انتخابات خامسة وتشكيل حكومة في غضون أسبوع، تمنح الأمل بإمكانية وضع حد للأزمة السياسية المستمرة منذ عامين وتنعكس على إسرائيل داخلياً ودولياً.

الإسراع في تنفيذ المهمة خشية منعها

منذ أن نقل الرئيس رؤوفين ريفلين تفويض تشكيلة الحكومة إلى لبيد، تعقد الاجتماعات والتشاورات بين مختلف الأحزاب المدرجة في كتلة "التغيير"، إلى جانب اجتماعات مكثفة بين لبيد وبينت للتفاهم حول تقسيم مهام رئاسة الحكومة، بهدف الإعلان عن تشكيل حكومة في أقل من أسبوع، خشية أن تنجح الجهود التي يبذلها بنيامين نتنياهو واليمين والضغوط التي يمارسها على مختلف الأحزاب والشخصيات بهدف منع "كتلة التغيير" من تشكيل حكومة.

وشهد يوما الخميس والجمعة اجتماعات متواصلة بين طواقم المفاوضات من مختلف أحزاب "كتلة التغيير"، وحزبي "يوجد مستقبل"، برئاسة لبيد و"يمينا"، برئاسة نفتالي بينت، على وجه الخصوص للتوصل حتى مطلع الأسبوع المقبل إلى تفاهمات حول تشكيلة الحكومة ومنع إسرائيل من التوجه إلى انتخابات خامسة.

وحالت اجتماعات نهاية الأسبوع إلى توصل "كتلة التغيير" إلى الخطوط العريضة للحكومة، لكن الخلافات غير القليلة بين لبيد وبينت، التي تكمن في توزيع الحقائب الوزارية، تعرقل بحد ذاتها تشكيل الحكومة وقد سبق أن منعت الشروط التي كانت تضعها أحزاب اليمين للدخول إلى ائتلاف حكومي تشكيل حكومة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الخلاف الآخر في دعم الأحزاب العربية من الخارج متمثلة بالقائمة العربية الموحدة، برئاسة منصور عباس والقائمة المشتركة، برئاسة أيمن عودة. فهناك شروط يضعها نواب يمين يوافقون على التحالف مع لبيد، لكنهم يرفضون أي دعم من العرب، سواء من الخارج أو الداخل. وبالنسبة للأحزاب العربية فقد أعلن منصور عباس أنه سيدعم أي رئيس يشكل حكومة. أما القائمة المشتركة التي اقترحت التفويض للبيد أعلنت أنها لن تدعم أي حكومة في مركباتها بينت أو اليميني أفيغدور ليبرمان وغيرهما من اليمين والمتطرفين، الذين يعرفون بموافقهم المعادية، علماً بأن لبيد هو الآخر يحمل مواقف سياسية تحرض على فلسطينيي 48.

في مقابل هذا، وضمن مساعيه إلى عرقلة تشكيل حكومة من قبل لبيد – بينت، يعمل نتنياهو على انسحاب أعضاء من حزب "يمينا" وانضمامهم إلى "الليكود" ومنحهم مكانة مضمونة، في وقت تدور فيه داخل حزب الليكود، من جهة، وأحزاب اليمين من جهة أخرى تبادل اتهامات حول المسؤول عن فشل اليمين في تشكيل الحكومة.

وكان نتنياهو قد اقترح على عضو الكنيست من "يمينا"، أييليت شاكيد، الانشقاق وعضوي الكنيست عيدي سيلمان وعميحاي شيكلي، الانسحاب من الحزب مقابل ترشيحهم في أماكن مضمونة في قائمة "الليكود" وتعيين شاكيد وزيرة للقضاء. وإلى حين حسم الوضعية في إسرائيل هناك مهمات أمام بينت، لبيد ونتنياهو.

من جهته، سيعمل بينت على تقصير الجدول الزمني واتخاذ قرار حاسم في شأن تشكيل حكومة تغيير خلال بضعة أيام. وفي الوقت نفسه عليه الحفاظ على أعضاء حزبه ومنع نتنياهو من سحب أي عضو إلى حزبه "الليكود". ويرى سياسيون أن على بينت تجنيد اليهود المتشددين دينياً من أجل زيادة الدعم لحكومته.

أما بالنسبة لنتنياهو فيضع مهمة تفكيك حزب "يمينا"، وعرقلة الاتصالات بين أحزاب "كتلة التغيير" إلى جانب ضمان معارضة ناجعة تعمل على تقويض حكومة برئاسة بينت ولبيد وضمان قوانين يسعى إلى إقرارها.

وفي مقابل نتنياهو وبينت يضع لبيد هدف تشكيل ائتلاف على رأس أولوياته، والتوصل إلى تفاهمات مع بينت حول الوزارات، حيث يصر الأخير على الحصول على أهم الوزارات؛ القضاء، والتعليم، ووزارة الداخلية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات