Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصريون شيدوا عمان فوق ظهورهم المحنية... يحلمون ببناء منازلهم الخاصة

دخول اللاجئين السوريين على خط المنافسة

الأردن الثاني عالمياً في نسبة استقبال المغتربين المصريين بعد السعودية (اندبندنت عربية)

يبدأ يوم محمد، العامل المصري في قطاع الانشاءات في العاصمة الأردنية عمان، عند السادسة صباحاً ولا ينتهي على حد تعبيره، بسبب آلام مبرحة في ظهره تحرمه النوم. تسببت بتلك الآلام سنوات طويلة من الكد والتعب في تشييد مئات المباني والمنازل للأردنيين.
حال محمد حال نحو 600 ألف مصري يعملون في الأردن لتأمين لقمة العيش، يتجه نحو 70 في المئة منهم للعمل في قطاع الانشاءات الذي يتزايد منذ سنوات بشكل لافت محولاً العاصمة الأردنية غابة اسمنتية.

ولا تزيد أجور هؤلاء العاملين شهرياً في أحسن الأحوال عن 300 دينار، يذهب نصفها إلى إعالة أسرهم في مصر، ولا يقتصر دور العمالة المصرية في الأردن على قطاع الانشاءات، بل يمتد إلى معظم القطاعات الأخرى كالزراعة والصناعة والخدمات وغيرها، مستغلين ثقافة "العيب" التي تسيطر على كثير من الشباب الأردنيين وتمنعهم من العمل في مهن "متدنية"، كما يصفونها.

الأجور المتدنية التي يتقاضاها العاملون المصريون في الأردن، بحسب دراسة مشتركة لدائرة الاحصاءات العامة ومؤسسة الضمان الاجتماعي، تشمل نحو ٩٠ في المئة من العمال في الأردن بمن فيهم العمال المحليون، في حين لا يفرق قانون العمل الأردني بين وافد ومواطن من ناحية الحقوق، باستثناء حق الانتساب إلى النقابات العمالية.

منافسة سورية

لا يخفي أبو عبد الله تذمره من دخول اللاجئين السوريين في الأردن على خط المنافسة في هذا العمل الذي يحتكره المصريون ببراعة منذ سنوات. ويبدي أبو عبد الله امتعاضه من أصحاب الورش الذين باتوا يفضلون العامل السوري بسبب انخفاض أجره.

أصحاب العمل يستندون إلى غياب الحكومة الأردنية عن ضبط السوق التي تشهد عرضاً على حساب الطلب. فالعمال المصريون يعملون في بعض الأحيان 12 ساعة يومياً، ويقبلون معاناة غياب التأمين الصحي والضمان الاجتماعي وعدم زيادة الأجور، فضلاً عن الركود في سوق العقار والانشاءات في الوقت الحالي.

الموت في الغربة

لا يتردد سيد الأسواني في الشكوى من ارتفاع رسوم تصاريح العمل بشكل مبالغ فيه على حد تعبيره.

يضيف "أدفع سنوياً نحو 800 دينار أردني رسوماً لتصريح العمل، وضعفَيْ هذا المبلغ في حال مخالفتي أياً من التعليمات. وقد أقضي شهراً كاملاً بلا عمل بسبب المرض".

لكن أشرف بخلاف زملائه يشير إلى أن أكثر ما يستفزه هو طريقة التعامل مع مطالبهم ومظالمهم وحقوقهم.

يضيف أشرف "نتعرض لاهانات في كثير من الأحيان من الجهات المعنية بالرقابة علينا، ونختبئ في منازلنا أياماً حينما تكون تصاريح العمل منتهية وكأننا فارون من العدالة". ويختم "أكثر ما يخفيني هو أن أموت في الغربة".

حلمي أن أبني بيتي

يقول علي محمد إنه قدم إلى الأردن قبل عشرة أعوام وإن الاوضاع لم تعد كما كانت سابقاً والمعاناة المعيشية تنسحب على المصريين والاردنيين.

ويشعر بالمرارة بسبب عدم كفاية دخله اليومي، 20 ديناراً، لسداد حاجاته ومن بينها تحويل مبلغ شهري لعائلته في مصر.

تلمع عينا محمد بدمعة مكتومة لدى سؤاله عن حلمه بعد سنوات العمل هذه، فيجيب بصوت متقطع "حلمي أن يأتي اليوم الذي أبني فيه منزلي الخاص".

يُقدر عدد المصريين في الأردن بأكثر من مليون، والذين يعملون بشكل قانوني بنحو 170 ألفاً، يشكلون النسبة الكبرى من العمال الوافدين، أي نحو 55 في المئة.

إلا أن وزارة العمل تقول إن العدد الإجمالي للعاملين المصريين بشكل غير قانوني يفوق هذا العدد بكثير.

ووفق إحصاء لوزارة العمل، فإن ٨٩,٧ في المئة من إجمالي العمالة الوافدة أميون، و٧,٨ في المئة يحملون شهادة الدبلوم المتوسط.

ويتجه المصريون إلى السوق الأردنية للاستفادة من ارتفاع عملة الدينار مقارنة بالجنيه المصري (الدينار الواحد يساوي 24 جنيهاً).

وبلغ عدد المصريين المسجلين في الأردن في العام 2015 نحو 636 ألفاً وفق التعداد السكاني الأردني.

لكن السلطات المصرية، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، تقدر عدد المصريين في الأردن بـ1.15 مليون. ليكون الأردن الثاني عالمياً في نسبة استقبال المغتربين المصريين بعد السعودية.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات