Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قمة مرتقبة "غير مسبوقة" بين كيم وبوتين... هل تستغل موسكو التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ؟

كوريا الشمالية تطالب باستبعاد وزير الخارجية الأميركي بومبيو من المحادثات النووية... وجونغ أون يشرف على تجربة سلاح تكتيكي جديد

الزعيم الكوري الشمالي خلال حضوره مراسم رسمية فى بيونغ يانغ (أ.ف.ب.)

في إشارة إلى رغبةٍ روسيةٍ في دور أكبر بالملف الكوري الشمالي الساخن، أعلن الكرملين، اليوم الخميس، التحضير لقمة "غير مسبوقة" بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس فلاديمير بوتين في نهاية أبريل (نيسان) الجاري، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ، دفع الأخيرة إلى المطالبة باستبعاد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، من المحادثات حول ترسانتها النووية، بعد ساعات من تجربة سلاح جديد.

وحسب بيان الكرملين، اليوم، فإن زعيم كوريا الشمالية سيزور روسيا قبل نهاية الشهر الجاري، تلبية لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين، وهي الخُطوة التي عدَّها مراقبون مسعى من موسكو إلى تعظيم دورها في شبه الجزيرة الكوريَّة، لا سيما مع الحليف القريب بيونغ يانغ.

وكان الملف الكوري الشمالي محط مباحثات في موسكو، اليوم الخميس، خلال لقاء "بنّاء" بين المبعوث الأميركي إلى كوريا الشمالية ستيفن بيغون، ودبلوماسي روسي رفيع، وفق السفارة الأميركية في روسيا.

قمة غير مسبوقة
وستكون القمة بين كيم وبوتين الأولى من نوعها، إذ كان يُفترض بالزعيم الكوري الشمالي زيارة موسكو في مايو (أيار) 2015 للاحتفال بذكرى انتصار الحلفاء في الحرب العالميَّة الثانيَّة، غير أنّه تراجع قبل أيام قليلة من الموعد.

وكانت القمة موضع تكهنات منذ عدة أيام في الصحافة الروسيَّة والكوريَّة الجنوبيَّة واليابانيَّة، وسط أحاديث عن احتمال انعقادها في بداية الأسبوع المقبل في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الأستاذ في جامعة غكمن في سيول أندراي لانكوف، "مهمٌ جداً لروسيا أن يكون لديها بعض السيطرة على الأقل في الوضع بالجزيرة. الأحداث الأخيرة تجاوزت الجميع، باستثناء كوريا الشمالية والولايات المتحدة".

وكان والد الزعيم الحالي، كيم جونغ إيل، زار سيبيريا عام 2011 للقاء الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي الحالي. وفي حينه أعلن كيم جونغ إيل، الذي توفى بعد ذلك بمدة قليلة، أنه جاهز للتخلي عن التجارب النوويَّة.

توتر بين واشنطن وبيونغ يانغ
وغداة اختبار كوري شمالي لسلاح تكتيكي جديد موجه، اتهمت بيونغ يانغ، اليوم الخميس، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنّه لا يتحلى بالحكمة والنضج، وطالبت باختيار محاور أميركي جديد، رافعةً بذلك مستوى المزايدات في ظل المأزق الدبلوماسي.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكوريَّة الشماليَّة الرسميَّة عن المسؤول البارز في وزارة الخارجية، كون جونغ غون قوله إنه "ليس باستطاعة أحد التنبؤ بالوضع في شبه الجزيرة الكوريَّة، إذا لم تتخل الولايات المتحدة عن السبب الجذري، الذي أرغم بيونغ يانغ على تطوير برنامجها النووي"، من دون أن يوضح مزيداً من التفاصيل.

وأضاف غون، "أخشى في حال مشاركة بومبيو مرة أخرى، أن تصبح المحادثات فاشلة ومعقدة"، وتابع "لذلك، إذا كانت هناك فرصة لاستئناف المحادثات مع واشنطن نرغب أن لا يكون محاورنا بومبيو، لكن شخص أكثر حرصاً ونضجاً في التواصل معنا"، حسب موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.

 

من جانبها ردَّت وزارة الخارجية الأميركية أنّ "الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للتحاور مع كوريا الشمالية في إطار مفاوضات بنّاءة".

وهذه ليست المرة الأولى، التي يتعرض فيها وزير الخارجية الأميركي إلى انتقادات حادة من قبل كوريا الشمالية، التي حمَّلته مع جون بولتون، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، مسؤولية فشل لقاء هانوي عبر "إشاعة جو من العداء وعدم الثقة". وفي الصيف الماضي، شجبت ما سمَّته "أساليب العصابات"، التي يلجأ إليها بومبيو.

ومنذ بداية العملية الدبلوماسيَّة في العام الماضي، فضَّلت بيونغ يانغ التعامل مباشرة مع ترمب، الذي يصف كيم بأنه "صديقه"، وبات كأنّه لم يعد يتطرق مطلقاً إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المنسوبة إلى النظام الكوري الشمالي.

وفي الأسبوع الماضي، سأل سناتور أميركي بومبيو، الذي زار بيونغ يانغ أربع مرات في العام الماضي، إذا كان وصف "الطاغية" ينطبق على كيم جونغ أون، فأجاب "بالطبع، أنا متأكدٌ من أنني قلت ذلك في السابق"، وذلك على هامش جلسة استماع بالكونغرس.

وبعد الإعلان عام 2018 عن تحقيق تقارب كبير في شبه الجزيرة الكوريَّة، وعقد قمة تاريخية بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب، يبدو أنّ الانفراج يزداد هشاشةً في أعقاب الفشل الذريع للقاء الثاني بين الرجلين في فبراير (شباط) الماضي في هانوي.

سلاح جديد يزيد الشكوك بشأن الحل السلمي
في غضون ذلك، أشرفَ زعيم كوريا الشماليَّة، أمس، على تجربة نوع جديد من الأسلحة الموجهة التكتيكية، وهذه أول تجربة معلنة من جانب كوريا الشمالية منذ القمة الثانية بين زعيمها والرئيس الأميركي دونالد ترمب في هانوي في فبراير (شباط) الماضى، التي انتهت من دون اتفاق.

ولم تصف الوكالة الرسمية على وجه التحديد نوع السلاح، لكن كلمة "تكتيكي" تشير إلى أسلحة قصيرة المدى في مقابل الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، التي يُنظر إليها على أنها تمثل تهديداً للولايات المتحدة. وقالت الوكالة إن الصاروخ مزودٌ "بنظام توجيه متميز، ورأس حربي قوي".

ونقلت الوكالة عن كيم قوله "اكتمال تطوير منظومة السلاح يمثل حدثاً له أهمية كبيرة جداً في زيادة القوة القتاليَّة لجيش كوريا الشمالية". ووصف كيم التجربة بأنها "حدثٌ مهمٌ للغاية، لتعزيز القدرات القتالية للجيش الشعبي" الكوري الشمالي.

 

وأخفقت قمة هانوي بين كيم وترمب في تحقيق أي تقدم باتجاه نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. ولا تزال العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والصاروخية قائمة.

من جهته، قال مسؤولٌ في البيت الأبيض، "نحن على علم بالتقرير، وليس لدينا مزيدٌ من التعليق".

وسيؤول تنفي
من جانب آخر، قال مسؤول عسكري كوري جنوبي، إن كوريا الجنوبية لم ترصد أي شيء على راداراتها، مستبعداً احتمال إطلاق صاروخ. وقالت الرئاسة الكوريَّة الجنوبيَّة، إنها ليس لديها تعليق، كما رفض مسؤولو البنتاغون التعليق على هذا الإعلان.

إلا أنه، وفي المقابل، أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (مقره واشنطن)، أمس الأربعاء، إلى ما يدل على نشاط في مجمع يونغبيون، الموقع النووي الرئيس في كوريا الشمالية، ما يشير إلى أن بيونغ يانغ قد تكون استأنفت استخدام المواد المشعة للأغراض العسكرية.

وقال المحلل أنكيد باندا، المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، "يمكن أن يكون أي شيء، بدءاً من صاروخ صغير موجه ومضاد للدبابات إلى صاروخ أرض جو، مروراً بنظام لصواريخ المدفعية".

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة