Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدل في موريتانيا حول مروحية عسكرية يستخدمها مرشح للرئاسيات

"قائد الأركان السابق محمد الغزواني دفع للجيش أجرة المروحية التي تقله في جولته الحالية بالداخل"

أثارت خطوة مرشح الرئاسيات الموريتانية وزير الدفاع السابق والجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني المدعوم من الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، المتمثلة في استخدام مروحية عسكرية تابعة للجيش، العديد من التداعيات على واقع المشهد السياسي الموريتاني، فقد اعتبر بعض الداعمين للمرشحين المنافسين لولد الغزواني خطوته بالمستفزة، ما دعا الحكومة الموريتانية إلى التعليق على الموضوع الذي شغل الأوساط السياسية المنشغلة في التحضير للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها منتصف يونيو (حزيران) المقبل.

استغلال نفوذ

مشهد المرشح الذي يستغل مروحية عسكرية للتنقل بين مقاطعات الداخل الموريتاني تحضيراً لحملته الانتخابية، كان كفيلاً بربط المعارضة بين ماضي الرجل الذي كان يشغل منصباً عسكرياً سامياً هو قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية حتى وقت قريب، وجرى تعيينه وزيراً للدفاع بعد أن استبدل بزته العسكرية ببدلة مدنية بعد تقاعده من الجيش.

تهمة استغلال النفوذ التى اطلقها شباب المعارضة الفاعلون على منصات التواصل الاجتماعي، دفعت بأنصار غزواني لاستعراض صور قديمة لمرشح سابق للرئاسيات كان قد استأجر مروحية عسكرية فى انتخابات 2014، ونبه المدافعون عن ولد الغزواني خصومه  بأن الخدمة متاحة لمن يدفع ،وان الدولة الموريتانية لا تميز بين المرشحين.            

الحكومة ترد

صور مروحية المرشح التي امتلأت بها صفحات المدونين والتعليقات التي صاحبتها، دفعت بوزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية للرد على المنتقدين لاستخدام المرشح مروحية الجيش. وقال الوزير ولد محم "إن مرشح الأغلبية للانتخابات الرئاسية وقائد الأركان السابق محمد الغزواني دفع للجيش أجرة المروحية العسكرية التي تقله في جولته الحالية بالداخل".

وأضاف الوزير خلال تعليقه على اجتماع مجلس الوزراء الموريتاني "أن شركات عدة تقدمت بعروض استئجار مروحية للمترشح من بينها شركة أجنبية، مشيراً إلى أن عرض الجيش كان بمواصفات أفضل"، ونفى ولد محم "أن يكون أي من الحكومة أو الجيش يتكتم على صفقة استئجار المروحية العسكرية، مؤكداً إمكان الحصول على الوثائق المتعلقة بالصفقة بما فيها مبلغ الأجرة وطريقة دفعه"، وأكد الوزير أنه لا يوجد نص قانوني يمنع استئجار مروحيات الجيش العسكرية للمدنيين.

السماء للموالاة والأرض للمعارضة

ردود الوزير لم تمنع بعض شباب المعارضة من أن يتندر بأن السماء أصبحت متاحة للموالاة، في الوقت الذي لم يبقَ فيه للمعارضة غير أديم الأرض، في إشارة إلى ارتفاع تكاليف تأجير مروحية.

المدون إبراهيم مصطفى يرى أنه لو جرى "التسليم بصحة الرواية الرسمية، فإن هذا التصرف يزج الجيش في اللعبة السياسية، ويجعله طرفاً وهو ما يتنافى مع القيم التي يجب أن تحكم علاقة جيش يفترض أنه جمهوري"، وأضاف مصطفى "دور الجيش تأمين البلد، لا تأجير المروحيات لأنه ليس شركة تجارية، ويجب أن ينأى بنفسه عن مثل هذه التصرفات".

وتأجير المروحية للمرشح غزواني لم يكن ليقابل بكل هذا اللغط لولا خلفيته العسكرية حسب الصحافي أبو بكر المامي، ويشرح ذلك قائلاً "تثير الخطوة عندي الكثير من الشبهات، خصوصاً أن هذا المرشح حديث العهد بالمدنية، فقد كان يتولى قيادة الجيوش، وظل بعد ذلك متمسكاً بمنزل قائد الأركان حتى بعد تركه للمنصب". ويستبعد الصحافي ولد المامي إمكان تأجير المروحية لمرشح آخر، ويضيف "لا أعتقد أن تأجير المروحية العسكرية سيكون متاحاً لبقية المترشحين، وإذا حدث ذلك فلن تكون خياراتهم في التأجير متساوية"؟

مؤشر قوة

تنقل المرشح بمروحية الجيش، أكسبته حظوظاً جديدة في الدعم والمؤازرة من قبل سكان الداخل الذين تقل في صفوفهم نسب الوعي والتعليم.  وبحسب المدون إبراهيم مصطفى "ستتأثر السمعة الانتخابية للمرشح غزواني إيجاباً بعد تجواله في المروحية العسكرية، فعندما ينزل مرشح كان قائداً لأركان الجيوش منذ أشهر قليلة، بمناطق تتحكم فيها القوى التقليدية من تجمعات قبلية وتحالفات جهوية، فإنما يؤكد لهم أنه فعلاً هو الرئيس حتى قبل انتخابه، وهنا يجب ألا نتفاجأ عندما يتسابقون إلى الالتفاف حوله فهم متأكدون أنهم في حضرة أو صف الرئيس المقبل".

ويذهب الصحافي أبو بكر المامي إلى قراءة مخالفة مفادها "بأن تأجير المروحية يسيء إلى المرشح والجيش، إذ إنه ليس من المناسب تأجير معدات الجيش خصوصاً في الأغراض الانتخابية". ومن المنتظر أن يزور المرشح ولد الغزواني غالبية مقاطعات موريتانيا الداخلية، في جولته التي تستمر أسبوعين، وبلغ عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية الموريتانية حتى الآن ستة متنافسين في السباق الرئاسي.

المزيد من العالم العربي