Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موجة كورونا الثانية تؤرجح الأسواق العالمية

أسهم أوروبا تتراجع بعد صعود والدولار مستقر في ظل تساؤلات بشأن اللقاح ومخاض السياسة الأميركية

خيمت المخاوف على الأسواق العالمية مع تداعيات موجة كورونا الثانية وشبح الإغلاق الذي قد يطول في عدد من البلدان، إذ تراجعت الأسهم الأوروبية، بعدما صعدت إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر، حيث قوض تشديد إجراءات مكافحة الفيروس في أنحاء أوروبا صعود السوق المدعوم من أنباء مشجعة بشأن لقاح ضد كورونا.

ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.1 في المئة، وأغلق عند أعلى مستوى منذ الـ27 من فبراير (شباط) أمس الاثنين، بعد بيانات إيجابية من شركة "موديرنا" للصناعات الدوائية بشأن اللقاح المحتمل.

ضبابية القرارات

ولا تزال التوقعات الاقتصادية في الأمد القريب ضبابية، إذ تتجه السويد إلى فرض قيود على حجم التجمعات العامة مع ارتفاع حالات الإصابة، فيما يقترح مستشار طبي بريطاني تعزيز نظام القيود الثلاثي المستويات بعد انتهاء العزل العام الشامل في إنجلترا.

وتراجع مؤشر البنوك الأوروبية بعد صعوده بأكثر من ثلاثة في المئة. ونزل سهم بنك "بي بي في إي" 3.4 في المئة، بعدما قال منافسه الأصغر "سابادل" إنهما يجريان مباحثات لإنشاء ثاني أكبر البنوك المحلية في إسبانيا من حيث حجم الأصول، كما تراجعت أسهم قطاعي النفط والغاز والسفر.

الدولار والعملات

إلى ذلك، استقر الدولار مقابل معظم العملات، وتسببت عودة القيود في بعض الولايات الأميركية والمخاوف بشأن انتقال السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن في تبديد أثر تفاؤل بشأن لقاح لكورونا. وفي غضون ذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني، بفضل تقارير لوسائل إعلام ذكرت أن بريطانيا قد تتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد الانفصال بحلول أوائل الأسبوع المقبل.

وأصبحت شركة صناعة الأدوية "موديرنا"، ثاني شركة أميركية للصناعات الدوائية، تعلن في أسبوع نتائج إيجابية لتجارب على لقاح ضد كورونا، ما يُعتبر ضرورياً للقضاء على الوباء. وفي الأسبوع الماضي، أسهم إحراز تقدم مشجع في التجارب على لقاح آخر في صعود الدولار مقابل الين، الذي يعتبر ملاذاً آمناً والفرنك السويسري.

لكن، رد الفعل في سوق العملة تجاه التطورات اللاحقة كان ضعيفاً، إذ تواجه الولايات المتحدة صعوبات لاحتواء الموجة الثانية من الإصابات، بينما يظل من غير المتوقع توزيع اللقاح قريباً. كما أن هناك بعض الضبابية التي تكتنف خطط بايدن لمواجهة فيروس كورونا وتحفيز الاقتصاد، في حين ترفض إدارة الرئيس دونالد ترمب التعاون مع الفريق الإنتقالي لبايدن.

وسجل الدولار 1.1857 مقابل اليورو، ويتجه صوب إحراز انخفاض للجلسة الرابعة على التوالي. وبلغ الإسترليني 1.3213 دولار، كما ارتفع إلى 89.71 بنس لليورو.

المستثمرون يترقبون

واستقرت العملة الأميركية عند 104.50 ين. ويتطلع المستثمرون في الدولار إلى نشر بيانات مبيعات التجزئة الأميركية والإنتاج الصناعي في وقت لاحق اليوم لقياس مدى متانة التعافي الاقتصادي. وبقي مؤشر العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسة عند 92.532، قرب أدنى مستوى في أسبوع.

وترتفع حالات الإصابة الجديدة في بريطانيا وأوروبا واليابان، لتزداد ضبابية الآفاق الاقتصادية.

وتمسك الدولار الأسترالي بمكاسب حققها في أثناء الليل مقابل نظيره الأميركي، بينما بلغ الدولار النيوزيلندي أقوى مستوياته في أكثر من عام، إذ قلص المستثمرون رهاناتهم على خفض إضافي لأسعار الفائدة. وبلغ اليوان في التعاملات الداخلية أعلى مستوى في 28 شهراً عند 6.5623، إذ واصلت بيانات اقتصادية إيجابية دعم العملة الصينية.

زيادة الإنفاق لاحتواء الركود

وقال فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، "إن زيادة الإنفاق العام في أوروبا لاحتواء الركود الناجم عن الجائحة لن تؤثر في القدرة على تحمل أعباء الدين، حتى وإن تراكمت ديون ضخمة على بعض أعضاء منطقة اليورو".

وتسجل الحكومات عجزاً قياسياً هذا العام، لكي تبقي اقتصاداتها في حالة من النشاط وسط إجراءات عزل جزئية، وسيتجاوز الدين العام السنة الحالية مئة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام، مع توقعات بزيادة بسيطة في العامين 2021 و2022.

وقال لمحطة "آر تي بي" البرتغالية، "نعم، الدين العام سيزيد، لكن في ظل أسعار الفائدة المنخفضة جداً، وفي إطار البيئة الاقتصادية الكلية، ينبغي أن يكون التقييم أنه أمر قابل للاستدامة".

الذهب يهبط

وعلى صعيد المعادن، نزلت أسعار الذهب، إذ وازن تفاؤل السوق إزاء اللقاح الثاني المحتمل لكورونا ضعف الدولار والمخاوف بشأن ارتفاع حالات الإصابة بكورونا عالمياً. ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1886.17 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.2 في المئة إلى 1884.50 دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال هان تان، المحلل لدى "أف إكس تي أم"، "التفاؤل بشأن لقاح كورونا يثبط الطلب على المعدن النفيس". مضيفاً أن جدول أعمال يقوده الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي "قد يتمخض عن تحفيز مالي أكبر"، بالتالي يدعم الذهب، في حين أن تعافي الاقتصاد الأميركي بفضل اللقاح ربما ينشط الدولار مجدداً، ويدفع الذهب إلى مستويات أقل من 1850 دولاراً.

وتلقى المعدن الأصفر الدعم من انخفاض مؤشر الدولار 0.1 في المئة. وهبط الذهب 1.3 في المئة أمس الاثنين، بعد أن قالت "موديرنا" إن لقاحها فعّال بنسبة 94.5 في المئة في الوقاية من كورونا، بناء على بيانات مؤقتة من تجربة سريرية، لتصبح ثاني شركة أدوية أميركية بعد "فايزر" تعلن عن نتائج تفوق التوقعات.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة 0.7 في المئة إلى 24.58 دولار للأوقية. وتراجع البلاتين 0.4 في المئة إلى 921.49 دولار، بينما هبط البلاديوم 1.1 في المئة إلى 2308.11 دولار.

مؤشر طوكيو

وفي اليابان، أغلق المؤشر "نيكي" القياسي عند أعلى مستوى في 29 عاماً، مع ترحيب مستثمرين بأنباء اللقاح المحتمل الذي أجج الآمال بتعاف عالمي سريع. وصعد "نيكي" 0.42 في المئة مسجلاً 26014.62 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ مايو (أيار) 1991. وزاد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.15 في المئة، ليسجل 1734.39 نقطة، بعدما مُني بخسائر في المعاملات الصباحية.

وتحسّنت معنويات المستثمرين، بعدما أُعلن عن اللقاح، لكن محللين قالوا إن المخاطر النزولية "مستمرة" مع توخي المستثمرين الحذر عقب ارتفاع حاد لمؤشر "نيكي" بأكثر من 13 في المئة هذا الشهر، وتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الداخل والخارج. وكان المؤشر قد أغلق عند ذروة 29 عاماً أمس أيضاً، بعدما سجل الاقتصاد أول توسع في أربعة فصول.

وقاد المكاسب قطاع شركات الطيران مرتفعاً 3.96 في المئة، وزاد سهم "إي أن إي هولدينغز" 4.16 في المئة وشركة الخطوط الجوية اليابانية (جابان إيرلاينز) 3.72 في المئة. وارتفع سهم "طوكيو إلكترون" لأشباه الموصلات 1.32 في المئة، ليبلغ مستوى قياسياً، مقتفياً أثر نظرائه في الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة