بيلوسي تتتوعد ترمب بفترة من اللايقين بعد التصويت لعزله

رفضت نانسي بيلوسي الإفصاح عن موعد محاكمة دونالد ترمب في مجلس الشيوخ، ما أثار فترة جديدة من عدم اليقين بالنسبة إلى الرئيس الأميركي في أعقاب عزله من جانب مجلس النواب.

وكررت بيلوسي، التي كانت تتحدث إلى المراسلين بعد مصادقة مجلس النواب على مادتين دستوريتين لعزل ترمب، رفضها تحديد تاريخ إرسال هذا القرار إلى مجلس الشيوخ. وقالت إن ذلك رهن بموافقة المجلس على إجراء عملية نزيهة بشأن هذا القرار.

وبهذه الطريقة، تترك رئيسة مجلس النواب مسألة العزل كشبح جاثم على صدر الرئيس، إذ يفضل البيت الأبيض والقياديون الجمهوريون في مجلس الشيوخ، إجراء تصويت هناك ضد مادتي العزل، وبالتالي إنقاذ ترمب بأسرع وقت ممكن.

وبعد ثماني ساعات من الخطابات التي ألقاها نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يوم الأربعاء الماضي، مضت بيلوسي  للمشاركة في مؤتمر صحافي عُقد في أعقاب التصويت، وهي محاطة برئيسي اللجنتين المعنيتين بتحقيق العزل.

وقالت بيلوسي إن "الثامن عشر من ديسمبر(كانون الأول) يوم عظيم لدستور الولايات المتحدة، لكنه محزن بالنسبة إلى أميركا، أن تضطرنا نشاطات الرئيس المتهورة إلى تقديم مواد دستورية للعزل ضده".

في الوقت نفسه شكرت رئيسة مجلس النواب رئيسي اللجنتين ذات العلاقة على "قيادتهما الرائعة"، وأهدت ما تحقق في ذلك المساء إلى زميلها الراحل عضو الكونغرس أليجا كمينغز، الذي أطلقت عليه اسم "نجم الشمال".

وقالت بيلوسي "ليس لي من مصدر إلهام أهم من الشجاعة الأخلاقية للنواب الديمقراطيين في المجلس"، وأشارت إلى أنها والفريق القيادي لم يكونوا بحاجة إلى شحذ الهمم  للحصول على الأغلبية.

وأضافت "أرى أن في هذا التصويت الذي أجريناه اليوم تكريم لرؤية روادنا المؤسسين...للدفاع عن ديمقراطيتنا، وعن طموحات أبنائنا".

وحين سئلت بيلوسي ما إذا كانت ترى دور مجلس النواب قد اكتمل أو أن هناك أي شيء يستطيع المجلس أن يفعله لضمان إجراء محاكمة عادلة في مجلس الشيوخ للرئيس ترمب، أجابت "أنت تعني محاكمة أكثر عدلا من التي يفكر الشيوخ الجمهوريون بإجرائها؟ لدينا تشريع، صادَقَت عليه لجنة  القوانين، ليمكّننا من تحديد كيفية إرسال المادتين القانونيتين للعزل. نحن لا نستطيع تسمية مدراء إجراءات العزل حتى نرى ما هي العملية التي سيقترحها مجلس الشيوخ، وأنا آمل أن يتحقق هذا الأمر قريبا... حتى الآن نحن لم نر شيئا يبدو عادلا بالنسبة إلينا ".

وعندما ألحّ عليها الصحافيون لتوضيح ما إذا كانت قادرة على رفض تسليم المادتين المتعلقتين بعزل ترمب، قالت إنها ورئيسَي اللجنتين سوف "يتخذون قرارا كمجموعة، مثلما نفعل دائما".

ولدى سؤالها عما تعتبره محاكمة عادلة، قالت إنها لا تعتبر المحاكمة عادلة حين يردد ميتش ماكدونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بأنه "ليس عضواً محايدا في هيئة المحلفين، وأنه يأخذ التعليمات من البيت الأبيض، وأنه سيعمل بتنسيق كامل مع مكتب محامي البيت الأبيض".

أما جيرولد نادلر، رئيس اللجنة القضائية لمجلس النواب، فقال إن تصريح ماكدونيل هو "بالتأكيد دليل على محاكمة غير عادلة"، بعدما أشارت بيلوسي إلى أنها تأمل أن  يتيح البيت الأبيض حضور الشهود.

تداركت رئيسة مجلس النواب قائلة "لكن الرئيس معزول حالياً.. نحن فعلنا ما قلنا إننا سنفعله، فقد اتخذ مجلس النواب في هذا اليوم المحزن إجراءً كفيلاً بحماية دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه، بطريقة عادلة وملائمة وعاجلة".

وأضافت بيلوسي "سنتخذ قرارنا بما يخص تاريخ إرسالنا له حين نرى ماذا سيفعلون في مجلس الشيوخ. إنها قضية خطيرة حتى مع أن زعيم الأغلبية لمجلس شيوخ الولايات المتحدة يقول إنه أمر مقبول أن يكون كبير المحلفين متواطئا مع محاميّ المتهم".