Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نجوم المسلسلات المصرية يهربون إلى المسرح

الإنتاج التلفزيوني يتراجع وملصقات المسرحيات أصبحت تنافس أفيشات السينما والدراما

يقدم الفنان يحيى الفخراني مسرحية "الملك لير" بصحبة مجموعة من نجوم ونجمات الصف الأول (الصفحة الرسمية لكايرو شو)

حينما كان يتجاوز عدد المسلسلات المصرية المعروضة خلال شهر رمضان فقط الـ35 عملاً درامياً، عَزَفَ نجوم الصف الأول عن المسرح إلا قليلاً، لكن على ما يبدو أن قواعد اللعبة تغيّرت، ولم يعد التلفزيون مصدر أمانٍ بالنسبة إليهم.

فما يحدث على الساحة الفنية الآن أن المسرح استقطب كبار النجوم، في وقت يتعثّر فيه الإنتاج التلفزيوني بشكل ملحوظ، حتى إن موسم رمضان 2020 سيشهد تقلصاً كبيراً في حجم الأعمال المصرية المعروضة، وحسبما كشف العاملون بالإنتاج التلفزيوني فإن العدد ربما "لا يتجاوز أصابع اليدين"، أي أقل من ثلث الكم المعتاد.

انتعاش ملحوظ بسوق المسرح
عدد المسلسلات خصوصاً في موسم رمضان بات يتناقص بشكل تدريجي عاماً تلو الآخر، وبالمقابل جاء هروب جماعي للفنانين إلى المسرح، بعدما كانت زياراتهم إليه خاطفة وتقتصر عادة على مسرح الدولة وعدد قليل جداً من المسارح الخاصة.

 

الآن، تصدَّرت أسماء اعتاد الجمهور رؤيتها في أعمال سينمائية وتلفزيونية ضخمة أفيشات المسرحيات التي تشهد سوقها انتعاشة قوية بمصر هذه الأيام.

فبعد أن حقق (مسرح مصر) على مدار مواسم عدة نجاحات متوالية بكوميديا شبابية لنجوم لا يزالون في بداية الطريق يقودهم الفنان أشرف عبد الباقي، وجدنا كثيراً من ممثلي الصف الأول يتشجّعون إلى خوض التجربة، وباتت ملصقات المسرحيات على الطرق بالعاصمة المصرية تنافس أفيشات السينما والمسلسلات وحتى الحفلات الغنائية.

"مسرح مصر" و"3 أيام في الساحل"... انطلاقة مشجعة
الانطلاقة كانت مع مسرحية (3 أيام في الساحل) لمحمد هنيدي، حيث بدأ عرضها مطلع هذا العام، وعاد بها الكوميديان المصري إلى المسرح بعد غياب 17 عاماً منذ عرض (طرائيعو)، وكان المنتج والمخرج مجدي الهواري قاد مشروع "كايرو شو" الذي أقنع من خلاله هنيدي بالعودة إلى مواجهة الجمهور بشكل مباشر مرة أخرى.

ويبدو أن نجاح التجربة وتميز عناصر الإبهار جعلا الهواري يتمكّن كذلك من إقناع الفنان يحيى الفخراني الذي يغيب للعام الثاني على التوالي عن التلفزيون حسب ما هو معلن، بإعادة تقديم مسرحية (الملك لير) بصحبة مجموعة من نجوم ونجمات الصف الأول أيضاً.

كان يتصدَّرهم الفنان الراحل فاروق الفيشاوي الذي شارك في العروض أسابيع طويلة، ومعهم أيضاً ريهام عبد الغفور ورانيا فريد شوقي وهبة مجدي، وإن كان الفخراني لديه زيارات دائمة للمسرح، إذ قدّم (ليلة من ألف ليلة) على المسرح القومي منذ أربع سنوات، وعُرِضت مسرحيتاه ضمن "موسم الرياض" وسط إقبال كبير.

 

وفي المسرح القومي هذا الموسم أيضاً يظهر الفنان سامح حسين الذي سبق وقدَّم بطولات سينمائية وتلفزيونية عدة بعرض (المتفائل) الذي حقق نجاحاً كبيراً، وتشاركه سهر الصايغ.

2019 كانت حافلة بالتجارب المسرحية التي لا يزال عددها قابلاً للزيادة، إذ قدَّم الفنان خالد سرحان أيضاً مسرحية (اللي عليهم العين)، والفنان أشرف عبد الباقي (جريمة في المعادي)، ومحمد صبحي قدم (خيبتنا)، ويستعد أحمد مكي لتقديم أول عرض مسرحي في مسيرته لشخصيته الشهيرة (حزلؤوم) في عرض مسرحي قريباً بالسعودية ضمن فعاليات موسم الرياض حسب ما أعلن.

ويشهد موسم الرياض كذلك العرض الأول لمسرحية النجم أحمد عز (علاء الدين)، وتعيد قصة علاء الدين والمصباح السحري الشهيرة، وكان من المُفترض أن تشارك في بطولتها روبي، وبعد إنجاز البروفات انسحبت.

ويتردد أن سبب انسحاب الفنانة خلاف حول الأجر، وقد يكون هذا الأمر هو سبب اعتذار النجم محمد سعد أيضاً بعد تقدمه في مشوار البروفات، إذ كان سيجسد دور الجني، لحلّ الفنان الكوميدي محمد ثروت بدلاً منه، وتقوم الفنانة تارا عماد بدور ياسمين بديلة عن روبي، ومن ضمن الأبطال كذلك هشام إسماعيل وسامي مغاوري وإسلام إبراهيم.

أحمد عز يستعين بتقنية الهولوغرام للمرة الأولى
مسرحية (علاء الدين) المرتقبة هي ضمن مشروع (كايرو شو)، الذي يحقق انتشاراً عربياً ملحوظاً، ويقول السيناريست محمد جلال الذي يشارك في ورشة كتابة العرض لـ"اندبندنت عربية"، "مسرح كايرو شو مشروع يمزج بين فنون عدة، فبخلاف تقنيات المسرح المبهرة، يدخل فيه أيضاً السينما والتلفزيون وفنون أخرى".

 

وأضاف، "في مسرحية (علاء الدين) نستعين بتقنية الهولوغرام للمرة الأولى بالمسرح العربي، وخلقنا حالة من الإبهار البصري على مدار ساعتين، فضلاً عن الاستعراض والغناء والكوميديا، فالصورة البصرية مختلفة، وعموماً نجاح تجارب (كايرو شو) شجَّع كثيرين على تقديم عروض مسرحية".

ويفسّر جلال ظاهرة اهتمام النجوم الكبار هذه الفترة بالتوجه إلى المسرح، قائلاً "الجمهور لم يبتعد عن المسرح أبداً ولا النجوم"، لكن الأدق أن "الفنانين لم يجدوا فرصة لتقديم أفكار عروض مسرحية مبتكرة بطريقة جذابة".

أفكار المسلسلات نمطية والإنتاج التلفزيوني مهدد
وأضاف، "التطوير الهائل الذي يحدث في التقنيات وأسلوب التقديم بالمسرح كانا دافعين للنجوم للإقبال على التجربة المسرحية من جديد"، مشيراً إلى أن "خشبة المسرح تتفرد بميزة أبدية، وهي أن الممثل يرى رد فعل الجمهور مباشرة ويلمسه فوراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع جلال، "السينما نهضت أفكارها وكذلك المسرح، بينما الدراما المصرية بحاجة إلى تطوير، وأعتقد أن الأعمال التلفزيونية لو خاصمت التطوير سوف تتوقف ببساطة وتنتهي".

واختتم "التكرار وتجمّد الأفكار المطروحة بالمسلسلات جعلا المشاهد يبتعد تدريجياً عن القنوات التي تعرض دراما تقليدية، ويذهب إلى منصات مثل نتفليكس".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات