ملخص
لم تتمكن إسرائيل من التعرف على البقايا المقدمة لها أمس من غزة عبر "الصليب الأحمر" الدولي، فأعلن مكتب نتنياهو أنها لا تعود لأي من الرهائن الإسرائيليين.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء أن البقايا التي سُلمت عبر الصليب الأحمر الدولي أمس الثلاثاء، لا تعود لأي من الرهائن الذين كانوا محتجزين داخل قطاع غزة، بينما ذكرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" أنها تبحث عن جثة رهينة في شمال غزة مع فريق من "الصليب الأحمر".
وجاء ضمن بيان لمكتب نتنياهو، أنه "بعد استكمال عملية التعرف في المعد الوطني للطب الشرعي، تحدد أن البقايا التي أحضرت أمس للفحص من قطاع غزة لا ترتبط بأي من الرهائن الراحلين".
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري منذ الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تعهدت "حماس" إعادة كل الرهائن الـ48، ومن بينهم 20 من الأحياء. ويبقى في القطاع جثمانا رهينتين من أصل 28.
فتح معبر رفح في الأيام المقبلة
في موازاة ذلك، أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الأربعاء، أن معبر رفح سيفتح "في الأيام المقبلة" للسماح حصراً بخروج سكان غزة إلى مصر، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري في القطاع.
وقالت الوحدة في بيان على منصة "إكس"، إنه "وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار وتوجيه من المستوى السياسي، سيفتح معبر رفح في الأيام المقبلة بشكل حصري لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر"، مشيرةً الى أن ذلك سيتم بالتنسيق مع القاهرة وبعثة الاتحاد الأوروبي التي تساهم في الإشراف على المعبر.
حاجة ماسة للإجلاء الطبي
في سياق متصل ناشد مسؤول في منظمة "أطباء بلا حدود" الدول فتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان غزة المحتاجين بشدة إلى الإجلاء الطبي، محذراً من أن المئات ماتوا وهم ينتظرون ذلك.
وقال هاني إسليم الذي ينسق عمليات الإجلاء الطبي من غزة لمصلحة المنظمة، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أمس، إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن "لا تشكل سوى قطرة في محيط".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 8 آلاف مريض أجلوا من غزة منذ اندلاع الحرب عقب هجوم "حماس" على إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فيما تقول إن أكثر من 16500 مريض ما زالوا يحتاجون إلى العلاج خارج القطاع الفلسطيني.
وقال إسليم في مقر منظمة "أطباء بلا حدود" في جنيف بعد مرافقة أطفال من غزة مصابين بأمراض خطرة إلى سويسرا لتلقي العلاج، إن هذا العدد يستند فقط إلى المرضى المسجلين للإجلاء الطبي وأن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك. وأضاف "تقديرنا هو أن العدد يراوح ما بين ثلاثة وأربعة أضعاف هذا العدد".
حتى الآن، استقبلت أكثر من 30 دولة مرضى من قطاع غزة لكن عدداً قليلاً منها، بما في ذلك مصر والإمارات، قبلت أعداداً كبيرة.
وفي أوروبا، استقبلت إيطاليا أكثر من 200 مريض، في حين لم تستقبل دول كبيرة مثل فرنسا وألمانيا أي مريض حتى الآن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التركيز على الأطفال
واستقبلت سويسرا خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 20 طفلاً من غزة وصلوا على دفعتين.
ويعاني الأطفال الـ13 الذين رافقهم إسليم الأسبوع الماضي والذين تراوح أعمارهم ما بين شهرين و16 سنة، أمراض قلب خلقية والسرطان في حين يحتاج بعضهم إلى جراحة عظام معقدة.
وأشار إلى أن لولا الإجلاء لما تمكن بعض هؤلاء الأطفال من النجاة، مضيفاً أنهم ذهبوا مباشرة إلى الجراحة بعد وصولهم إلى سويسرا لتجنب "أضرار لا يمكن إصلاحها".
وأعرب إسليم عن أسفه لأن وتيرة عمليات الإجلاء الطبي أصبحت بطيئة مع تدهور الأوضاع داخل غزة.
في البداية، كان متوسط عدد المرضى الذين يغادرون القطاع شهرياً نحو 1500 مريض، لكن بعدما أغلقت إسرائيل معبر رفح إلى مصر خلال مايو (أيار) 2024، انخفض المتوسط الشهري إلى نحو 70 مريضاً.
ويبدو أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، لم يسهم في تسريع العملية.
من جهة أخرى، قال إسليم إن نسبة رفض السلطات الإسرائيلية لطلبات الإجلاء انخفضت من متوسط يبلغ 90 في المئة إلى خمسة في المئة فقط خلال الأشهر الأخيرة، مضيفاً أن هذا المعدل لا يزال مرتفعاً للغاية.
وأضاف أنه "لا ينبغي لها أن تمنع أي مريض من مغادرة غزة للحصول على العلاج".
وقال إسليم إنه رغم هذه التحولات، لم تكن هناك زيادة كبيرة في عمليات الإجلاء، إذ نفذت 148 عملية خلال أكتوبر الماضي و71 عملية في الشهر الماضي، ومن المتوقع تنفيذ نحو 30 عملية إجلاء فقط خلال ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وأوضح أن المشكلة تكمن في العملية الطويلة و"المسيسة" في كثير من الأحيان التي يتعين على الدول اتباعها لقبول المرضى من القطاع، مضيفاً "تستغرق البلدان وقتاً طويلاً لاتخاذ القرار أو تخصيص الموازنة لهؤلاء المرضى، لكنهم لا يستطيعون الانتظار حتى يتم هذا النقاش".
وتوفي أكثر من 900 شخص أثناء انتظار إجلائهم من غزة منذ أكتوبر 2023، وهو رقم قال إسليم إنه أقل من العدد الحقيقي.
ولفت المسؤول إلى أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن "99.9 في المئة من البلدان تطلب الأطفال". وأوضح "أنهم يتجاهلون تماماً البالغين (الذين هم أيضاً) يحتاجون إلى الدعم والمساعدات المنقذة للحياة"، مشيراً إلى أن ثلاثة أرباع الذين ينتظرون الإجلاء الطبي هم فوق سن 18 سنة.
وتفرض الحكومات أيضاً معايير أخرى، منها رفض استقبال المرضى المصحوبين بأفراد عائلاتهم، لا سيما أولئك الذين لديهم إخوة تزيد أعمارهم على 18 سنة.
وفي مواجهة كل ذلك، دعا إسليم البلدان إلى "التوقف عن إجراء هذه الاختيارات كأنها قائمة تسوق" و"التركيز فقط على الحاجات وإنقاذ الأرواح البشرية".