ملخص
زيلينسكي يقول إن إنهاء الحرب يتطلب أن تظل القيادة الأميركية فعالة، والنفط يتراجع بعد أنباء على اقتراح أميركي لوقف القتال.
تلقت أوكرانيا من الولايات المتحدة مقترحاً جديداً للسلام يلزم كييف بالتنازل عن أراض تحتلها روسيا وبخفض عديد جيشها إلى أقل من النصف، على ما أفاد به مسؤول كبير مطلع على الاقتراح وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأربعاء.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن مسودة الاقتراح تنص على "الاعتراف بشبه جزيرة القرم ومناطق أخرى سيطرت عليها روسيا"، و"خفض عديد الجيش إلى 400 ألف جندي".
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء إن إنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة مع روسيا يتطلب أن تظل القيادة الأميركية فعالة.
وكتب زيلينسكي على "تيليغرام" بعد محادثاته في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "العامل الأساس لوقف إراقة الدماء وتحقيق سلام دائم هو أن نعمل بالتنسيق مع جميع شركائنا، وأن تظل القيادة الأميركية فعالة وقوية".
وقال الرئيس الأوكراني إن الولايات المتحدة والرئيس الأميركي دونالد ترمب وحدهما "لديهما القوة الكافية لوقف الحرب نهائياً"، وأضاف أن أردوغان اقترح صيغاً مختلفة للمحادثات، "ومن المهم بالنسبة إلينا أن تكون تركيا مستعدة لتوفير البيئة اللازمة لذلك".
وكان الكرملين رفض الأربعاء التعليق على تقارير نشرها موقع "أكسيوس" الأميركي، تشير إلى أن واشنطن وموسكو تعدان وسط أجواء من التكتم خطة سلام لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ نحو أربع سنوات.
وفي السياق، زار وزير الجيش الأميركي دانيال دريسكول كييف برفقة وفد رفيع المستوى من وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) للقاء مسؤولين أوكرانيين، وفقاً لشبكة "سي بي أس نيوز"، نقلاً عن الجيش الأميركي. والتقى وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميغال الأربعاء، وفقاً للمصدر نفسه.
النفط يتراجع بعد أنباء الاقتراح الأميركي
انخفضت أسعار النفط أمس الأربعاء، بعد أن أشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة تجدد جهودها لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا ووضعت إطار عمل لذلك.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.38 دولار، بما يعادل 2.1 في المئة، إلى 63.51 دولار للبرميل عند التسوية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.30 دولار، أو 2.1 في المئة، إلى 59.44 دولار للبرميل عند التسوية.
وأبلغت الولايات المتحدة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن عليه أن يقبل إطار عمل صاغته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا، الذي يقترح تنازل كييف عن بعض الأراضي والأسلحة، وفقاً لمصدرين تحدثا لـ"رويترز".
وقال محللون إن انتهاء الحرب في أوكرانيا قد يمهد الطريق لزيادة تدفقات النفط الروسي، مما يزيد من المخاوف في شأن فائض المعروض.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن العقوبات الأميركية على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين، التي فرضت في أكتوبر (تشرين الأول) رداً على تعثر محادثات السلام في شأن أوكرانيا، لم تؤثر في إنتاج النفط في روسيا.
وتلقت الأسعار دعماً بعد إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاضاً أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي، نتيجة ارتفاع معدلات تشغيل المصافي والصادرات.
قتلى بضربات روسية على أوكرانيا
ميدانياً، شهدت أوكرانيا خلال الليل واحدة من أعنف الهجمات هذا العام استهدفت بصورة خاصة مناطق في غرب البلاد عادة ما تكون بمنأى نسبياً عن جبهات القتال، وهي لفيف وإيفانو فرانكيفسك وتيرنوبل.
في تيرنوبل، قتل ما لا يقل عن 26 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال، وجرح 92 آخرون، وفق حصيلة جديدة لعمال الإنقاذ، ويستمر البحث عن ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني.
وشاهد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية في موقع الحادثة مبنيين سكنيين دمرت طوابقهما العليا، والدخان يتصاعد مما تبقى من الشقق، بينما كان عناصر الإطفاء يعملون حولهما باستخدام خراطيم إطفاء الحرائق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا ضربت المدينة بـ10 صواريخ كروز، مشيراً إلى أن نحو 476 طائرة روسية مسيرة و48 صاروخاً استهدفت البلاد خلال الليل، أسقط منها 442 و41 على التوالي.
وأفادت وزارة الداخلية بأن القصف "ألحق أضراراً بالمباني السكنية والمنشآت الصناعية والمستودعات"، مما تسبب في "حرائق واسعة النطاق".
وحضت الإدارة الإقليمية لمدينة تيرنوبل السكان على البقاء في منازلهم وإغلاق نوافذهم بسبب ارتفاع مستويات الكلور في الهواء بواقع "ست مرات" عن المعدل الطبيعي، نتيجة للحرائق والدخان الكثيف.
وأكد زيلينسكي أن هذه الضربات تظهر أن "الضغط على روسيا لم يكن كافياً"، وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا ساخراً "هكذا تبدو خطط السلام الروسية في الواقع".
من جهته، أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس الأربعاء عن "صدمته" إزاء الغارة الجوية الروسية على ترنوبيل.
وقال في بيان إن الهجمات الأخيرة "أضاءت مجدداً وبصورة مؤلمة على فظاعة الصواريخ القوية بعيدة المدى، مرفقة بالاستخدام المتزايد لأسراب المسيرات من القوات الروسية" في أوكرانيا.
"حرب إرهاب"
دان المستشار الألماني فريدريش ميرتس "التكثيف الهائل" للضربات الروسية، وقال في مؤتمر صحافي "لا علاقة لهذا بأهداف عسكرية، إنها حرب إرهاب بحتة ضد السكان المدنيين الأوكرانيين".
كما الحال مع هجمات أخرى، أعلنت رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي وجارة أوكرانيا، أنها أرسلت طائرات مقاتلة على وجه السرعة بسبب توغل آخر بطائرة مسيرة في أراضيها.
منذ عودته للبيت الأبيض مطلع العام، قدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه وسيطاً في هذا النزاع، مع أن واشنطن كانت داعماً عسكرياً ومالياً رئيساً لكييف على مدى السنوات الأربع الماضية.
إلا أن جهود ترمب لم تفض إلى وقف القتال، وقد فرض الرئيس الأميركي خلال أكتوبر (تشرين الأول) عقوبات على قطاع النفط الروسي.
وعلى رغم عقد جولات مفاوضات كثيرة بين روسيا وأوكرانيا هذا العام في إسطنبول، لا تزال مواقف الطرفين متعارضة تماماً في شأن شروط السلام، وإقرار وقف إطلاق النار، أو حتى عقد لقاء بين رئيسيهما.
تطالب روسيا التي تسيطر على نحو 20 في المئة من أراضي أوكرانيا، أوكرانيا بالتنازل عن خمس مناطق والتخلي عن مشروعها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ترفض كييف هذه المطالب، وتدعو إلى نشر قوات غربية في الأراضي المتبقية تحت سيطرتها، وهي فكرة تعتبرها روسيا غير مقبولة.
وتأتي رغبة كييف في استئناف المفاوضات في وقت عصيب جداً للجيش الأوكراني.
فمدينة بوكروفسك الواقعة في الشرق تبدو قاب قوسين من السقوط، وقد سيطر الجنود الروس على منطقة دنيبروبيتروفسك هذا الصيف، ويتقدمون منذ أيام عدة في منطقة زابوريجيا (جنوب)، حيث كانت الجبهة في حال جمود إلى حد كبير لعامين.