Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تستهدف غرب أوكرانيا بأسوأ الضربات تزامنا مع "محادثات تركيا"

مقتل 25 وإصابة 80 شخصاً وأردوغان يدعو لإحياء المفاوضات بين البلدين في إسطنبول لوقف النار

رجل إطفاء يحاول السيطرة على حريق شب في أحد المواقع المستهدفة بالقصف الروسي في غرب أوكرانيا (حساب الرئيس الأوكراني على إكس)

ملخص

مع اقتراب فصل الشتاء، صعدت موسكو ضرباتها على البنية التحتية الأوكرانية للطاقة، بينما تستهدف كييف بانتظام مستودعات ومصافي نفط ومنشآت طاقة أخرى في روسيا.
وشنت روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكبر حملة قصف على منشآت الغاز الأوكرانية منذ بداية الحرب عام 2022.
وفي مواجهة شتاء قاس آخر وعدم وجود مؤشرات إلى محادثات سلام، يقوم الرئيس الأوكراني بجولة أوروبية في محاولة لحشد الدعم لجيشه ولتعزيز البنية التحتية للطاقة.

قُتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وأصيب 80 آخرين اليوم الأربعاء، في واحدة من أسوأ الضربات الروسية على غرب أوكرانيا، في وقت يحاول الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تركيا إحياء مفاوضات السلام المتعطلة، ولكن بغياب أميركي.

قال مسؤولون أوكرانيون اليوم، إن 25 شخصاً في الأقل قتلوا في هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال الليل استهدف مباني سكنية في مدينة ترنوبل غرب أوكرانيا.

وبلغ عدد المصابين نحو 80 آخرين مع إطلاق روسيا 476 طائرة مسيرة و48 صاروخاً أصابت بنية تحتية للطاقة والنقل، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق عدة بأوكرانيا في وقت من العام تنخفض درجات الحرارة بشدة.

ودُمرت الطوابق العليا من مبنى سكني في ترنوبل خلال الهجوم. وبينما تصاعد دخان أسود حاولت طواقم الإطفاء لإخماد النيران. وتجمع سكان خارج المبنى في انتظار أنباء عن أحبائهم.

وقال مسؤولون إن من بين القتلى ثلاثة أطفال، وإن عدد القتلى ربما يرتفع إذ لا يزال نحو 25 شخصاً في عداد المفقودين.

وأغلقت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تقع على الحدود مع غرب أوكرانيا، مطاري "جيشوف" و"لوبلين" في جنوب شرق البلاد موقتاً، ودفعت بطائرات من قواتها الجوية ومن طائرات الحلفاء في إجراء احترازي لحماية مجالها الجوي.

الضغط على روسيا

وشنت روسيا الهجوم في وقت سافر الرئيس فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات في تركيا بهدف المساعدة في إحياء مفاوضات السلام مع روسيا، بعد جولته القصيرة في عواصم الأوروبية.

وحث حلفاءه على زيادة الضغط على روسيا لإنهاء حربها المستمرة منذ نحو أربع سنوات في أوكرانيا، بما في ذلك تزويد كييف بمزيد من صواريخ الدفاع الجوي.

وكتب على منصة "إكس"، "كل هجوم صارخي على مظاهر الحياة العادية يوضح أن الضغط على روسيا ليس كافياً. العقوبات الفعالة ومساعدة أوكرانيا يمكن أن تغير هذا".

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، إن أوكرانيا "ستسلط الضوء على جريمة روسيا المروعة في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غداً".

وأفاد مسؤولون في قطاع الطاقة أن بنى تحتية تعرضت للاستهداف في سبع مناطق في أوكرانيا. وفرضت السلطات قيوداً على استخدام الكهرباء للمستهلكين في أنحاء البلاد.

وقال شاهد من "رويترز"، إن دوي انفجارات سمع في مدينة لفيف في غرب البلاد، وإن سكان كييف احتموا في محطات مترو الأنفاق صباح اليوم الأربعاء.

وأوضحت روسيا، التي تنفي استهداف المدنيين عمداً، أنها شنت غارات جوية رداً على ما قالت إنها "هجمات إرهابية" على الأراضي الروسية. وذكرت أن القوات الأوكرانية أطلقت أربعة صواريخ أميركية الصنع من طراز "أتاكمز" على مدينة فورونيج جنوب روسيا.

وقال الجيش الأوكراني أمس الثلاثاء، إنه هاجم أهدافاً عسكرية في روسيا بالصواريخ.

زيلينسكي يلتقي أردوغان

وأجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، ومن المقرر أن يلتقي مسؤولين من الجيش الأميركي في كييف غداً الخميس، في الوقت الذي وردت أنباء عن أن واشنطن تناقش شروط سلام محتمل مع روسيا.

ودعا أردوغان لإحياء المحادثات الروسية - الأوكرانية في إسطنبول للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال مسؤول أوكراني كبير لـ"رويترز"، إن كييف تلقت "مؤشرات" في شأن مجموعة من المقترحات الأميركية لوضع حد للحرب في أوكرانيا، والتي أجرت واشنطن مفاوضات في شأنها مع روسيا. وأضاف المسؤول أن أوكرانيا تتدخل في إعداد هذه المقترحات.

وأدت المؤشرات على تجديد واشنطن الجهود التي تقودها لإنهاء الحرب إلى أكبر قفزة منذ أشهر في أسعار السندات الحكومية الأوكرانية اليوم.

ولم تُعقد أية محادثات مباشرة بين كييف وموسكو منذ اجتماع في إسطنبول في يوليو (تموز) الماضي، وتواصل القوات الروسية حربها منذ ما يقرب من أربع سنوات في أوكرانيا حيث قتلت 25 شخصاً في غارات جوية الليلة الماضية.

ويبدو أن جهود إحياء مفاوضات السلام تكتسب قوة دفع على رغم أن موسكو لم تظهر أية علامة على تغيير شروطها لإنهاء الحرب.

والتقى زيلينسكي بأردوغان بعد جولته في اليونان وفرنسا وإسبانيا، والتي استمرت على رغم الأزمة السياسية في أوكرانيا بعد ما أثير عن فضيحة فساد أقال البرلمان على إثرها وزيري الطاقة والعدل اليوم.

الأولوية القصوى لأوكرانيا

ولا يزال زيلينسكي يسلط الضوء على المجهود الحربي، وقال أمس أيضاً إنه سيبحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كيفية إحلال "سلام عادل" في أوكرانيا.

وقال "بذل كل ما هو ممكن للتعجيل بنهاية الحرب هو الأولوية القصوى لأوكرانيا".

وتسيطر القوات الروسية على نحو 19 في المئة من الأراضي الأوكرانية، وتتقدم بشكل مطرد هناك بينما تشن هجمات من حين لآخر على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية مع اقتراب فصل الشتاء.

واستضافت تركيا، العضو في حلف "الناتو"، والتي ما زالت قريبة من كلا الجانبين، جولة أولى من محادثات السلام خلال أسابيع الحرب الأولى عام 2022، والتي ظلت المحادثات الوحيدة من نوعها حتى هذا العام عندما بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب محاولة جديدة لإنهاء القتال.

وذكر "الكرملين" أن الممثلين الروس لن ينخرطوا في المحادثات، لكن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة وتركيا حول ما ستؤول إليه.

وذكر موقع "أكسيوس" أمس، أن واشنطن تنسق مع روسيا بشكل سري لوضع خارطة طريق لإنهاء الحرب.

وذكرت السفارة الأميركية في كييف أن وفداً أميركياً برئاسة وزير الجيش دان دريسكول وصل إلى كييف في "مهمة لتقصي الحقائق". وقال مصدر مطلع لـ"رويترز" إن رئيس أركان الجيش الجنرال راندي جورج ضمن الوفد، وسيلتقي هو ودريسكول مع زيلينسكي غداً الخميس.

وقال مصدر تركي إن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ربما يزور تركيا أيضاً، لكن لم يصدر أي إعلان حتى الآن عن مثل هذه الزيارة من مسؤولين أميركيين. وقال مصدر آخر في وزارة الخارجية التركية إن المسؤولين الأتراك سيلتقون بزيلينسكي فقط، وإن من غير المتوقع أن يشارك ويتكوف في اجتماعات أنقرة.

رومانيا تتحرك جواً

في موازاة ذلك أرسلت رومانيا، المنضوية في حلف شمال الأطلسي، مقاتلات لمراقبة الأجواء اليوم بعد توغل جديد لمسيرة في أجوائها. وأفادت وزارة الدفاع الرومانية في بيان بأن "المسيرة ظهرت بصورة متقطعة على الرادار لمدة 12 دقيقة تقريباً"، بعد ضربات جوية روسية قرب الحدود مع أوكرانيا، مضيفة أنه "لم يتم الإبلاغ عن أي حالات اصطدام لطائرة بالأرض".

هجوم على خاركيف

وأسفر هجوم بمسيرات روسية عن إصابة 36 شخصاً في الأقل في مدينة خاركيف، وفق ما أعلن حاكم المنطقة التي تحمل الاسم نفسه في شرق أوكرانيا صباح اليوم، بعد استهدافها لليلة الثالثة على التوالي.

وقالت شرطة خاركيف، إن 36 شخصاً في الأقل أصيبوا في الهجوم الأخير الذي وقع خلال الليل، والذي تسبب في أضرار في أكثر من 10 مبان سكنية ومدرسة وسوبرماركت ومحطة إسعاف فرعية، إضافة إلى أماكن أخرى. وأضافت أن طفلين يبلغان من العمر تسع سنوات كانا من بين الجرحى.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم خدمة الطوارئ الإقليمية يفغين فاسيلينكو، قوله إن عناصر الإنقاذ والشرطة أجلوا 48 شخصاً، من بينهم ثلاثة أطفال، من مدخل مبنى مليء بالدخان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصباح اليوم، كانت كل أنحاء أوكرانيا في حال تأهب جراء غارات جوية، حيث أصدرت السلطات في عدد من المدن الغربية تحذيرات للسكان.

وقال حاكم لفيف، أندري سادوفي، في رسالة عبر تطبيق "تيليغرام" إن "العدو يستهدف غرب أوكرانيا بالمسيرات. لا تتجاهلوا التنبيه، ابقوا في الملاجئ". وأضاف، "سكان منطقة لفيف، لا تنشروا أي صور أو مقاطع فيديو أو عناوين. التزموا الصمت الإعلامي".

من جانبها، أشارت وزارة الطاقة إلى أن الهجمات الروسية أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بصورة طارئة في عدد من المناطق.

إسقاط مسيرات أوكرانية

في المقابل، ذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم، نقلاً عن وزارة الدفاع، أن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 65 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

ومع اقتراب فصل الشتاء، صعدت موسكو ضرباتها على البنية التحتية الأوكرانية للطاقة، بينما تستهدف كييف بانتظام مستودعات ومصافي نفط ومنشآت طاقة أخرى في روسيا.

وشنت روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكبر حملة قصف على منشآت الغاز الأوكرانية منذ بداية الحرب عام 2022.

وفي مواجهة شتاء قاس آخر وعدم وجود مؤشرات إلى محادثات سلام، يقوم الرئيس الأوكراني بجولة أوروبية في محاولة لحشد الدعم لجيشه ولتعزيز البنية التحتية للطاقة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات