ملخص
أعلن الأمن الروسي إحباط مؤامرة أوكرانية لاغتيال مسؤول كبير في موسكو، متهماً كييف بالتخطيط لهجمات مشابهة. في المقابل شنت روسيا هجوماً واسعاً على كييف بصواريخ ومسيرات أسفر عن أربعة قتلى وأضرار في نحو 30 مبنى، فيما أكدت موسكو إسقاط أكثر من 200 مسيرة أوكرانية.
قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم الجمعة إن صواريخ أوكرانية بعيدة المدى من طراز "نبتون" أصابت ميناء نوفوروسيسك الروسي. ويبلغ مدى الصواريخ 1000 كيلو متر.
وأفادت مصادر ضمن قطاع النفط بأن ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود أوقف موقتاً صادرات الخام التي تبلغ 2.2 مليون برميل يومياً، بما يعادل اثنين في المئة من الإمدادات العالمية، بعد ما وصفته السلطات المحلية بهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية.
وقال مصدران بقطاع النفط لـ"رويترز" اليوم إن مصفاة ساراتوف الروسية لتكرير النفط الواقعة على نهر الفولجا توقفت عن تكرير الخام خلال الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بعد هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة.
ووفقاً للمصدرين، فإن المصفاة قد تظل متوقفة حتى نهاية الشهر الجاري.
وكثفت أوكرانيا من هجماتها بالطائرات المسيرة في العمق الروسي، بهدف ضرب مصافي النفط والمستودعات وخطوط الأنابيب وشل أكبر مصدر لتمويل موسكو للحرب في أوكرانيا.
وأفاد الجيش الأوكراني الثلاثاء الماضي بتعرض مصفاة ساراتوف النفطية لضربات جوية، موضحاً أن الهجمات تسببت في انفجارات وحريق كبير داخل المنطقة المحيطة بالموقع.
وتعرضت المصفاة أيضاً للقصف اليوم.
وقال حاكم منطقة ساراتوف إن هجمات الطائرات المسيرة ألحقت أضراراً بالبنية التحتية المدنية، خلال وقت سابق اليوم.
ووفقاً للمصادر ومقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقال إنه يظهر الهجمات على المصفاة، اندلعت النيران في خزان كبير داخل المصفاة.
ولم ترد شركة "روسنفت" التي تسيطر على المصفاة على طلب للتعليق.
إحباط مؤامرة أوكرانية
قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، اليوم الجمعة، إنه أحبط مؤامرة أوكرانية لاغتيال مسؤول حكومي كبير لم يكشف عن اسمه، واتهم كييف بالتخطيط لعمليات مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد. وأضاف في بيان أن المؤامرة الأوكرانية خططت لقتل المسؤول لدى زيارة مقبرة العائلة في موسكو.
في الأثناء أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صباح اليوم أن الهجوم الروسي الليلي على كييف أوقع أربعة قتلى، متهماً موسكو بتعمد استهداف المدنيين، وقال "قتل أربعة أشخاص، استخدم في الهجوم نحو 430 مسيرة و18 صاروخاً"، واصفاً الهجوم بأنه "مدروس ليلحق أكبر ضرر بالسكان وبالبنى التحتية المدنية".
وشهدت العاصمة الأوكرانية هجوماً روسياً ضخماً بصواريخ ومسيرات في ساعة مبكرة من صباح اليوم، طاول كثيراً من مناطقها وأصاب نحو 30 مبنى سكنياً بأضرار، وفقاً للسلطات، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 200 مسيرة أوكرانية ليلاً في أجواء مناطق في الجنوب وعلى ضفاف البحر الأسود.
وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية تيمور تكاتشينكو "يقصف الروس مباني سكنية، هناك عدد من المباني المرتفعة التي تضررت في كل أنحاء كييف، وفي كل منطقة منها".
وأعلنت شرطة كييف "مقتل امرأة مسنة في حي دينسياسكي، وإصابة 24 شخصاً بجروح من بينهم امرأة حامل وصبي في الـ10 من العمر"، وذكرت الشرطة أن عدد المباني التي تضررت ليلاً يناهز 30.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على "تيليغرام"، "قوات الدفاع الجوي تعمل في كييف"، متحدثاً عن "هجوم واسع النطاق على العاصمة" داعياً السكان إلى دخول الملاجئ، وأضاف أن حرائق اندلعت في أحياء عدة بعد الضربات وتم استدعاء أجهزة الإنقاذ.
وأشار إلى أن "أجزاء من شبكات التدفئة تضررت، وفي منطقة ديسنيانسكي وبسبب حالة طوارئ في خط التدفئة الرئيس، انقطعت التدفئة موقتاً عن بعض المباني".
"ليلة صعبة"
من جهته، قال أوليكساندر ماركوشين، رئيس بلدية إربين الواقعة في منطقة كييف، على "فيسبوك" إنها "ليلة صعبة" مع "طائرات مسيرة وصواريخ تحلق فوق المدينة".
وتواصل روسيا التي يتفوق جيشها على القوات الأوكرانية من حيث الإمكانات والتجهيزات العسكرية، هجومها الذي بدأته عام 2022، وتستمر في التقدم في شرق أوكرانيا لا سيما في منطقة دونيتسك، حيث تركزت معظم المعارك في الآونة الأخيرة.
في غضون ذلك، تكثف موسكو قصفها للبنية التحتية المدنية والطاقة وشبكة السكك الحديد في أوكرانيا منذ أسابيع، مع انخفاض درجات الحرارة مع اقتراب فصل الشتاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هجوم ضخم
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 200 مسيّرة أوكرانية ليل الخميس - الجمعة. وذكرت الوزارة على "تيليغرام" "خلال الليلة الماضية، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي ودمّرت 216 مسيّرة أوكرانية من بينها 66 فوق منطقة كراسنودار و45 فوق ساراتوف في جنوب روسيا.
وقال مسؤولون روس إن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيرة وقع في وقت مبكر من اليوم الجمعة ألحق أضراراً بسفينة ومبان سكنية ومستودع نفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود. وأضافوا أن الهجوم تسبب أيضاً في إصابة ثلاثة من أفراد طاقم السفينة،
وقالت قيادة العمليات في منطقة كراسنودار على "تيليغرام" إن أفراد الطاقم الثلاثة المصابين يتلقون العلاج في المستشفى. وأضافت أن شظايا المسيرات أصابت أربع شقق في الأقل، مما أدى إلى تحطم النوافذ لكن من دون وقوع إصابات.
وأدى الهجوم كذلك إلى نشوب حريق في مستودع نفط في مجمع للشحن، وأخمدته فرق الطوارئ. وقالت قيادة العمليات إن مباني ساحلية لحقت بها أضرار أيضاً، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
الأصول الروسية المجمدة
اتفق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي أمس الخميس على أن تمويل أوكرانيا بما يسمى "قرض تعويضات" يعتمد على الأصول الروسية المجمدة، سيكون الخيار "الأكثر فعالية" من بين ثلاثة خيارات ينظر فيها الاتحاد الأوروبي لمساعدة كييف.
وفي وقت سابق قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كلمة بالبرلمان الأوروبي إن أمام الاتحاد الأوروبي خيار أن يقترض ما يكفي لتغطية احتياجات كييف في عامي 2026 و2027، في مقابل ضمانات موازنته طويلة الأجل، أو أن تقترض كل دولة في الاتحاد منفردة وتقدم منحة لأوكرانيا.
والخيار الثالث هو اقتراح من المفوضية لتنظيم قرض من شأنه أن يتحول في الواقع إلى منحة، على أساس أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة الاقتصاد الدنماركية ستيفاني لوس، التي ترأست محادثات الوزراء، في مؤتمر صحافي عقب المناقشات "مقترح المفوضية هو الخيار الأفضل والأكثر واقعية، ويجب أن يعامل كأولوية قصوى".
ويعد استخدام الأصول الروسية المجمدة خياراً جذاباً لوزراء مالية الاتحاد الأوروبي لأنه لا يزيد من ديون بلدانهم ويوفر في الوقت ذاته لأوكرانيا ما يصل إلى 140 مليار يورو (163.3 مليار دولار) على مدى عامين، وهو ما يغطي احتياجات كييف بحسب التقديرات.
وستدفع الأموال بعد ذلك إلى كييف التي لن تسدد القرض إلا إذا حصلت على تعويضات حرب من روسيا، مما يجعل القرض فعليا منحة. ويطلق على هذا الخيار اسم (قرض تعويضات)، لأنه سيكون مرتبطاً بدفع روسيا للتعويضات.
وقالت وزيرة المالية الفنلندية ريكا بورا "إنه الخيار الوحيد الذي يتمتع بقوة مالية كافية ويخفف الضغط على موازناتنا الوطنية".
ورداً على ذلك قال الكرملين إن هذا الاقتراح يمثل استيلاء غير قانوني على ممتلكات روسية، مضيفاً من دون الخوض في تفاصيل إن روسيا سترد.