Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرحبا بكم في أفضل أسبوع في العام الكروي

يشرح ميغيل ديلاني أن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بلغت لحظة الحسم وأنها تحمل لحظة نادرة من الفرح الخالص والبريء في عالم كرة القدم الحديثة المليء بالتشكيك

تأهل المنتخب الأردني لكرة القدم إلى كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخه (أ ف ب)

ملخص

وسط احتقان وإثارة الأمتار الأخيرة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 تزداد حماسة اللاعبين وتوترهم حيث يتحول أسبوع دولي عادي إلى سباق محموم نحو البطولة الأهم.

حتى قبل أن ينطلق لاعبوهم للانضمام إلى منتخباتهم الوطنية في مطلع هذا الأسبوع، كان بعض أفضل مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز قد لاحظوا الاختلاف الذي ظهر على لاعبيهم بالفعل، كالترقب والقلق وذلك التشاؤم الذي يدفعهم إلى كبح أنفسهم عن مجرد الحلم به، "فقط تخيل".

فهذه ليست فترة توقف دولي عادية، ففي وقت يغادر فيه كثير من اللاعبين عادة لخوض مثل هذه التوقفات في كرة القدم الحديثة، يكون الشعور أقرب إلى تنفيذ الواجب، من مباراة إلى أخرى، أما هذه المرة فلا.

رهانات التأهل وصناعة لحظات تاريخية

كثر منهم ذاهبون لصناعة التاريخ، أو لمحاولة تحقيق إنجاز فريد يجلب مشاعر نادرة وشبه جماعية في كرة القدم كالتأهل إلى أعظم عرض على الإطلاق، وهو كأس العالم.

من اللافت، عندما تطالع مقابلات تلك الفترة أو السير الذاتية بعد أعوام، من مصر 1990 مروراً بإيرلندا 2002 وصولاً إلى الإكوادور هذه المرة، أن العبارات التي يستخدمها اللاعبون للتعبير عما يشعرون به في تلك اللحظة تكاد تكون متطابقة.

"فرحة خالصة" أو "تحرر" أو "كان يعني كل شيء" أو "سأظل دائماً جزءاً من مجموعة لاعبين أوصلوا بلدهم إلى كأس العالم، ولن يغير أي شيء ذلك".

وحتى توماس توخيل قد ظهر بابتسامة واسعة على وجهه في لاتفيا الشهر الماضي، وهو يخبر وسائل الإعلام الحاضرة بصراحة أنه كان متوتراً إلى حد ما في فترة بعد الظهر قبل فوز عادي تماماً، فقط بسبب فكرة التأهل نفسها.

ذلك الشعور سيزداد بلا شك إذا وصل الأمر إلى لحظة الحسم، وهو ما ستعيشه كثير من البلدان هذا الأسبوع.

مواجهات حاسمة قد تغير مصير التصفيات

ما يصل إلى 36 منتخباً سيخوض مباريات مشحونة قد تحسم أحد المقاعد الـ14 التي سيبت فيها خلال هذه الفترة، وهناك ستة منتخبات أخرى تقاتل من أجل فرصة خوض الملحق القاري في مارس (آذار) 2026، مع انتظار كاليدونيا الجديدة، الصغيرة بين منتخبات أوقيانوسيا، هناك بالفعل.

وحتى قبل مواجهات الربيع الإقصائية تلك، قد ينتهي ما يصل إلى 13 مباراة من مباريات هذا التوقف وكأنها ملحق فعلي، إذ يمكن أن يلتقي المنتخبان المتواجهان مباشرة على بطاقة التأهل إلى كأس العالم.

قد تعتمد النتائج على مباريات أخرى أولاً، لكن أبرز هذه المواجهات المحتملة يبدو أنها ستكون بين ألمانيا وسلوفاكيا، وسويسرا ضد كوسوفو، واسكتلندا ضد الدنمارك، وجامايكا ضد كوراساو، والحقيقة أن أي مباراة متبقية يمكن أن تشتعل فجأة، بسبب الطريقة التي تدفع بها الرهانات العالية إلى حدوث أمور غريبة، وهو ما يولد دراما مذهلة.

دراما اللحظات الأخيرة وسحر كرة المنتخبات

هذه ليست فترة دولية يمكن الاستخفاف بها أو مجرد تحملها، فقط لأنها ليست الدوري الإنجليزي، بل إنها فترة تستحق الاستمتاع، خصوصاً أنها لا تتكرر إلا مرة كل أربعة أعوام، فأنت لا تشاهد عادةً مثل هذا النوع من كرة القدم، حيث يعطي اللاعبون كل ما لديهم فقط من أجل قيمة الجائزة.

توقع مشاعر هائلة بحق، وربما كرة قدم منفلتة، وبخاصة في تلك الدقائق الأخيرة الحاسمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تذكر هدف الأرجنتين مع مارادونا – حينما كان مدرباً للمنتخب - وهي تستقبل هدفاً من بيرو ثم تسجل في الوقت بدل الضائع المبتل بالأمطار في 2009، وتذكر رأسية كريستيان فييري التي مرت على مقربة من قائم ديفيد سيمان في 1997.

وإن بدا هذا مبالغاً فيه في لعبة حديثة ينخرها التشكيك دائماً، فهو أمر مستحق تماماً، لأن ما يدور هنا يتعلق في جوهره بالنقاء، نقاء الإنجاز، ونقاء الشعور.

معنى التأهل بين النجوم واللاعبين المغمورين

اللاعبون هنا لا يلعبون من أجل المال، والجائزة ليست نتاج ثراء أندية ضخمة أو تدرجات مالية، لا يمكنك أن تنتقل من نادٍ إلى آخر لتصل إلى هذا المستوى، لكن عليك فقط أن تلعب، وأن تدفع نفسك للعبور إلى هذا المستوى، وحتى إيرلينغ هالاند، الذي يملك العالم تحت قدميه، يدرك تمام الإدراك ما الذي تعنيه هذه الخطوة الأخيرة لبلده.

هناك فجأة مساواة واسعة بين النجم النرويجي وأي لاعب عابر يمكنك اختياره، من شمال مقدونيا إلى سورينام.

الجميع يلعبون من أجل المجد، من أجل المعنى، كل لاعب مشارك نشأ وهو يرى الأثر الذي يمكن لمجرد المشاركة أن تصنعه في البلدان، وصولاً إلى لحظات تصنع الأمم، وكل ذلك في الطريق نحو أكثر الجوائز مراوغة ورفعة، تلك التي تعني العالم بأسره.

تراجع المخاطرة في التصفيات الحديثة

ذلك النقاء يظل قائماً مهما صار إليه كأس العالم، ومهما بالغ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تضخيمه بدافع الجشع.

وكما قال ممثلو أحد النجوم بحماسة "مع أن الفوز بالدوري الإنجليزي أهم بكثير لمسيرتهم، ومع أن معظمهم يملك فرصة أكبر لتحقيق ذلك، فإن اللافت هو كيف يحلمون جميعاً بالوجود في كأس العالم والفوز به".

ويقول آخر "يتحدثون عن كأس العالم وكأن لا شيء يفوقه".

وتظهر عمق هذه المشاعر من الجانب الآخر أيضاً، فبعدما فشلت الدنمارك في التأهل إلى نسخة أميركا 94 في الثواني الأخيرة من التصفيات، قال فليمنغ بوفسن "بكيت من غضب لا يقل حدة عن الفرح الذي شعرت به قبل عام عندما فزت ببطولة أوروبا".

تلك الليلة الشهيرة في 1993 باتت تعد الأضخم في تاريخ كرة القدم الدولية، وللأسف فإن توسعة كأس العالم المشبوهة التي قام بها (فيفا) تجعل من شبه المستحيل أن نشهد ليلة مماثلة مرة أخرى.

لا يوجد حتى ذلك التمهيد نفسه، وهذا يعود جزئياً إلى الارتهان الحديث لكرة القدم على مستوى الأندية، لكنه يعود أيضاً إلى غياب حجم المخاطرة ذاته.

الكثير من الدول الكبرى تملك شبكات أمان، فزيادة مقاعد أميركا الجنوبية تجعل من شبه المستحيل أن تعيش الأرجنتين، بطلة العالم، ليالي العذاب التي مرت بها في 1993 أو 2009 أو 2017.

وحتى البرازيل، بقامتها الرمزية، تعثرت بشدة في التصفيات هذه المرة، فأقالت مدرباً وخسرت ست مباريات من أصل 18، لكن إنهاءها المنافسات في المركز الخامس كان كافياً تماماً لإيصالها إلى النهائيات.

رهانات التأهل لم تعد بالارتفاع نفسه، وهو أمر سيحدث دائماً حين تنخفض العتبة، فهناك أكثر من خمُس الدول الأعضاء في (فيفا) سيصلون في النهاية إلى البطولة، مما يخفف تدرجاً من فرادة التأهل.

لكن بالطبع من دون أن يمحوها تماماً، فلا يمكن ذلك، فهو ما يزال كأس العالم، بكل ما يحمله من أسطورة، وهذا هو التاريخ الذي قد تكتب نفسك فيه.

ذلك النقاء لا يزال قائماً، بل يزداد وضوحاً لدى منتخبات مثل كاب فيردي والأردن وأوزبكستان التي تأهلت جميعها للمرة الأولى.

لذا، حتى لو لم يعد بالإمكان تكرار نوفمبر (تشرين الثاني) 1993 بالطريقة ذاتها، فقد حان الوقت مع ذلك لكثير من الدول كي تحاول جعل 2026 العام الذي ستنظر إليه دائماً بفخر.

ولهذا يجب على الجميع المشاهدة، فلا شيء يشبه كأس العالم، مما يعني أنه لا شيء يشبه هذا الأسبوع من كرة القدم الدولية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة