ملخص
أظهرت دراسة أوروبية أن أدوية إنقاص الوزن من فئة "جي أل بي-1" مثل أوزمبيك وويغوفي قد تسبب أنماطاً غير طبيعية في امتصاص مواد مشعة أثناء فحوص التصوير الطبي، ما قد يؤدي إلى سوء تفسير النتائج، ودعت إلى توثيق السجل الدوائي للمرضى لتفادي الأخطاءفي التشخيص.
أشارت أبحاث حديثة إلى أن هناك أثراً جانبياً جديداً "غير معتاد" لأدوية إنقاص الوزن بدأ يظهر على نحو متزايد.
فقد ارتفعت شعبية أدوية إنقاص الوزن مثل أوزمبيك Ozempic وويغوفي Wegovy بشكل كبير. ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة كايزر فاميلي Kaiser Family Foundation ونُشر في أيار (مايو) 2024، فإن نحو واحد من كل ثمانية بالغين في الولايات المتحدة أفاد بأنه استخدم أحد أدوية فئة ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاغون-1، اختصاراً "جي أل بي-1"، GLP-1 receptor agonists، وهي أدوية تُستعمل أساساً لعلاج داء السكري من النوع الثاني والسمنة.
وكما هي الحال مع أي عقار آخر، تظهر لهذه الأدوية آثار جانبية، من بينها أثر جديد تم اكتشافه حديثاً قد يؤثر في دقة التصوير الطبي.
وأجرى باحثون من شركة "ألاينس ميديكال" Alliance Medical، وهي مزوّد أوروبي لخدمات التصوير الطبي، بمراجعة صور التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام الفلوروديوكسي غلوكوز FDG PET-CT لدى مرضى يتناولون أدوية من فئة "جي أل بي-1".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا النوع من الفحوص، يُحقن المريض عبر الوريد بمادة مشعة تُعرف باسم الفلوروديوكسي غلوكوز Fluorodeoxyglucose – FDG، وهي مُتتبع إشعاعي. وبحسب "كليفلاند كلينك" Cleveland Clinic، تمتصّ الخلايا المريضة في الجسم هذه المادة بنسبة أكبر من الخلايا السليمة، فيكشف جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET Scanner هذه "البؤر الساخنة".
وفي كثير من الحالات، يُجرى التصوير المقطعي المحوسب CT Scan – الذي يستخدم الأشعة السينية X-rays – بالتزامن مع التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لتوفير صور ثلاثية الأبعاد أكثر دقة.
ووفقاً لعرض قُدّم في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية للطب النووي European Association of Nuclear Medicine Annual Congress في أيلول (سبتمبر)، فقد وجد باحثو "ألاينس ميديكال" أن المرضى الذين يتناولون أدوية من فئة ناهضات مستقبلات "جي أل بي-1" أظهروا أنماطاً غير طبيعية من امتصاص الفلوروديوكسي غلوكوز أثناء الفحوص. وقد يفسر الأطباء هذه الأنماط غير الطبيعية بشكل خاطئ إذا لم يؤخذ السجل الدوائي للمريض في الاعتبار.
ويقول المؤلف الرئيسي الدكتور بيتر ستروهال، المدير الطبي في "ألاينس ميديكال"، في بيان نشرته "الجمعية الأميركية لتقدم العلوم" American Association for Advancement of Science، "لقد لاحظنا امتصاصاً غير طبيعي لدى أحد مرضانا الذين يتناولون إحدى ناهضات ’جي أل بي-1‘، وهو ما دفعنا إلى إجراء مراجعة أوسع نطاقاً عبر شبكتنا الطبية".
وأضاف "وجدنا أن هذه الأنماط المتغيرة أصبحت شائعة على نحو متزايد، إلا أنه لا توجد حالياً أي إرشادات وطنية أو دولية في المملكة المتحدة تتناول هذه القضية المستجدة".
ويحذر الباحثون من أن سوء تفسير نتائج الفحوص قد يؤدي إلى إجراء اختبارات غير ضرورية، وتحديد خاطئ لمرحلة انتشار السرطان، وتأخير في بدء العلاج.
وأكد الدكتور ستروهال أن "التعرّف إلى نمط الامتصاص المميز المرتبط بأدوية ناهضات مستقبلات ’جي أل بي-1‘ يساعد على تجنّب القلق غير المبرر والتدخلات الطبية غير الضرورية، ويضمن حصول المرضى على الرعاية المناسبة، في الوقت المناسب، من دون تأخير أو شكوك".
وأوصى الباحثون بأن يقوم مختصو التصوير الطبي بتوثيق السجل الدوائي الكامل للمرضى بدقة قبل إجراء الفحوص، لتجنّب سوء تفسير النتائج وضمان سلامة التشخيص.
© The Independent