ملخص
بعد أسبوع من اندلاع العنف بين باكستان وأفغانستان، أعانت إسلام أباد موافقة الجانبين على وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة.
قالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) في بيان اليوم الخميس إن ما لا يقل عن 18 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 360 في اشتباكات عسكرية بين باكستان وأفغانستان منذ الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول).
وأضاف البيان "يوناما تدعو جميع الأطراف إلى إنهاء الأعمال القتالية بصورة دائمة لحماية المدنيين".
قتل عشرات الجنود والمدنيين مع تجدد المواجهات الحدودية بين باكستان وأفغانستان أمس الأربعاء، بحسب ما أفاد به مسؤولون من جانبي الحدود، قبل ساعات من إعلان إسلام أباد موافقة الجانبين على وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة.
وجاء الإعلان في بيان لوزارة الخارجية الباكستانية بعد أسبوع من اندلاع العنف بين البلدين الجارين منذ الانفجارات التي شهدتها أفغانستان الأسبوع الماضي، ووقع اثنان منها في كابول، واتهمت باكستان بالوقوف وراءها.
وأطلقت حكومة طالبان السبت الماضي هجمات عبر أجزاء من الحدود الجنوبية، توعدت إسلام أباد بالرد عليها بقوة.
تتهم إسلام أباد أفغانستان بإيواء مجموعات مسلحة بقيادة طالبان الباكستانية، وهو أمر تنفيه كابول.
ووسط تفاقم التوتر بين البلدين تصاعدت سحب الدخان الأسود فوق كابول عقب انفجارين هزا العاصمة الأفغانية مساء الأربعاء، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد إن صهريج نفط انفجر، إضافة إلى محول كهربائي، مما تسبب في اندلاع حرائق في العاصمة الأفغانية، ولم يربط المتحدث صراحة بين الانفجارين والاشتباكات مع باكستان.
لكن مصدراً أمنياً باكستانياً صرح، بأن إسلام آباد نفذت "ضربات دقيقة" في العاصمة الأفغانية.
وجابت سيارات الإسعاف وسط المدينة وتناثر زجاج المباني التي تضررت بالانفجارين، كذلك فرضت قوات طالبان طوقاً في عدد من شوارع المدينة.
5 قتلى و35 جريحاً في كابول
أفادت منظمة "إيميرجنسي" غير الحكومية الإيطالية التي تدير مستشفى في العاصمة الأفغانية، بمقتل خمسة أشخاص في الأقل، وبأنها عالجت 35 جريحاً، في حين لم تنشر سلطات طالبان حصيلة.
وأعلنت إسلام آباد وقف إطلاق النار بعد ساعة تقريباً على وقوع الانفجارين، وأمرت حكومة طالبان في كابول الجيش باحترام وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء اتهم الجيش الباكستاني طالبان الأفغانية بمهاجمة نقطتين حدوديتين في جنوب غربي وشمال غربي البلاد.
وأفاد بأنه جرى التصدي للهجومين، فيما قتل 20 مقاتلاً من طالبان في هجمات قرب سبين بولدك على الجانب الأفغاني من الحدود في ولاية قندهار الجنوبية صباح الأربعاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الجيش في بيان "للأسف جرى الهجوم في منطقة تضم قرى مقسومة عند الحدود، مع الاستخفاف بمصير المدنيين".
وأشار إلى أن 30 آخرين يعتقد أنهم قتلوا في المواجهات الليلية، على طول حدود باكستان الشمالية الغربية.
من جانبها، أفادت طالبان الأفغانية بأن 15 مدنياً قتلوا وأصيب عشرات بجروح في الموجهات التي وقعت قرب سبين بولدك، وبأن "اثنين أو ثلاثة" من مقاتليها لقوا حتفهم أيضاً.
وأفاد مجاهد في بيان سابق بأن 100 مدني أصيبوا بجروح، مضيفاً أن الهدوء عاد للمنطقة بعد مقتل جنود باكستانيين والسيطرة على مواقع وضبط أسلحة.
لكن الجيش الباكستاني وصف كل هذا، بأنه "أكاذيب صارخة".
ولم تعلن باكستان حصيلة قتلاها في المواجهات الأخيرة، لكنها أفادت الأسبوع الماضي بأن 23 من جنودها قتلوا في الاشتباكات الأولى.
تزايد الهجمات
أفاد صادق، وهو من سكان سبين بولدك، بأن المعارك اندلعت نحو الساعة الرابعة صباحاً (23:30 ت غ أمس الثلاثاء).
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "أطلقت النار على المنازل، بما في ذلك منزل قريبي. قتل ابنه وزوجته، وأصيب أربعة من أطفاله بجروح".
وأغلقت جميع المحال التجارية في المنطقة، فيما فر عدد كبير من السكان، بحسب ما ذكر مراسل "الصحافة الفرنسية".
وفي شامان، على الجانب الباكستاني من الحدود، وصف أحد السكان المواجهات التي وقعت قبل الفجر بـ"الفوضى العارمة".
وقال راز محمد (51 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف "أطفالنا ونساؤنا شعروا بالرعب وبدأوا بالصراخ، لم يكن لدينا علم بما يحدث".
وفي حادثة منفصلة، أفاد مسؤول أمني رفيع في بيشاور بولاية خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان بأن سبعة جنود من قوات حرس الحدود قتلوا بهجوم على نقطة تفتيش.
وأعلنت مجموعة مسلحة جديدة نسبياً، تطلق على نفسها "اتحاد المجاهدين"، مسؤوليتها عن العملية.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، أمام البرلمان الخميس الماضي، إن الجهود الكثيرة لإقناع سلطات "طالبان" الأفغانية، بالتوقف عن دعم حركة "طالبان الباكستانية"، باءت بالفشل.
ويأتي تجدد العنف في ظل تصاعد التوتر بين البلدين الجارين، فيما اتهمت إسلام أباد أفغانستان بإيواء مجموعات مسلحة تقودها "طالبان" الباكستانية.
واندلعت المواجهات بداية مساء السبت، عندما أطلقت كابول عملية في خمس ولايات في الأقل عند الحدود.
وذكرت حكومة "طالبان" أنها هاجمت قوات الأمن الباكستانية "رداً على ضربات جوية نفذها الجيش الباكستاني على كابول"، بعد انفجارات لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنها في العاصمة الأفغانية الخميس.
وتعهدت إسلام أباد الرد بقوة الأحد، وأعلن سقوط عشرات القتلى على جانبي الحدود.