ملخص
"شهدت السوق حالة من الحيرة في شأن الأسعار، إذ يرى البعض أن وفرة المعروض احتمالية قائمة، بينما يعتقد البعض الآخر أن وتيرة زيادة الإنتاج ستكون أبطأ من المتوقع".
ارتفعت أسعار النفط بنحو واحد في المئة اليوم الأربعاء، وسط تخلص المستثمرين من مخاوف تخمة المعروض بعد استيعابهم لقرار تحالف "أوبك+" بكبح زيادات الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" 63 سنتاً، أو 0.96 في المئة، إلى 66.08 دولار للبرميل، وارتفع خام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 66 سنتاً أو 1.07 في المئة إلى 62.39 دولار.
واستقر الخامان القياسيان بصورة كبيرة عند التسوية في الجلسة السابقة مع تقييم المستثمرين المؤشرات على وفرة المعروض في مقابل زيادة أقل من المتوقعة في إنتاج تحالف "أوبك+".
وقال المحلل في أبحاث النفط بمجموعة بورصات لندن إمريل جميل "شهدت السوق حالة من الحيرة في شأن الأسعار، إذ يرى البعض أن وفرة المعروض احتمالية قائمة، بينما يعتقد البعض الآخر أن وتيرة زيادة الإنتاج ستكون أبطأ من المتوقع". وأضاف جميل أن "الأسعار تتداول حالياً عند مستويات مرتفعة، إذ يحتفظ بعض المتعاملين بمراكز شراء طويلة الأجل أو يراهنون على ارتفاع الأسعار، وذلك في ظل استمرار الجهود المبذولة لكبح تدفقات الخام الروسي".
واختار تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج بواقع 137 ألف برميل يومياً، وهي أقل كمية من بين الخيارات التي ناقشتها المجموعة في مطلع الأسبوع.
وقال محللو "إي أن زد" اليوم الأربعاء "إلى أن تظهر السوق الفعلية علامات على الضعف من خلال ارتفاع المخزونات، من المرجح ألا يأخذ المستثمرون في الحسبان تأثير زيادة الإنتاج".
ومع ذلك، قال المحللون إن مكاسب الأسعار محدودة مع انحسار المخاوف من تعطل الإمدادات الروسية، إذ استقرت شحنات النفط الخام بالقرب من أعلى مستوياتها في 16 شهراً على مدار الأسابيع الأربعة الماضية.
روسيا ستزيد إنتاج النفط
في غضون ذلك، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله إن "روسيا سترفع إنتاجها النفطي تدريجاً وكانت قريبة خلال الشهر الماضي من بلوغ الحصة الإنتاجية المتفق عليها ضمن تحالف أوبك+". وأضاف أنه "لا حاجة إلى فرض قيود إضافية على صادرات الديزل، وأن المصافي النفطية المحلية زادت إنتاجها من الوقود".
في الأثناء، وقعت شركة "إكسون موبيل" اتفاق مع العراق اليوم الأربعاء لمساعدته في تطوير حقل "مجنون" النفطي الكبير وتوسيع بنيته التحتية لتصدير النفط، في خطوة تمثل عودة شركة النفط العملاقة إلى البلاد بعد انقطاع دام عامين.
ويسعى العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، إلى استقطاب شركات النفط الغربية الكبرى وزيادة إنتاجه الذي قيدته الحرب التي استمرت لسنوات والفساد والتوتر الطائفي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن توقيع اتفاق مع "إكسون"، لكنه لم يذكر سوى تفاصيل قليلة.
وقالت أربعة مصادر مطلعة على الاتفاق إنه سيتضمن بنداً لتقاسم الأرباح يشمل النفط الخام والمنتجات المكررة، إلى جانب خطط لتطوير البنية التحتية الخاصة بتصدير النفط العراقي في جنوب البلاد. وأضافت المصادر أن شركة تسويق النفط العراقية الحكومية "سومو" ستوقع أيضاً اتفاقية مع "إكسون" لتأمين سعة تخزين في السوق الآسيوية.
ولم ترد شركة سومو وإكسون حتى الآن على طلبات من "رويترز" للتعليق.
وقع العراق اتفاقات مع شركات نفط كبرى
وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن "سومو" تجري محادثات في مراحل متقدمة مع "إكسون" في شأن اتفاق محتمل لتوفير سعة تخزينية في سنغافورة باستخدام صهاريج مملوكة لشركة النفط الأميركية الكبيرة.
وعلى مدى العامين الماضيين، وقع العراق اتفاقات مع شركات نفط كبرى سبق أن انسحبت من البلاد، مثل "شيفرون" الأميركية و"توتال إنيرجي" الفرنسية و"بي بي" البريطانية.
وكانت "إكسون موبيل" من أوائل شركات النفط الغربية التي دخلت العراق لتطوير حقول النفط بعد الغزو الأميركي عام 2003، لكنها انسحبت من مشروع غرب القرنة لاحقاً بسبب ما وصفته مصادر بانخفاض العوائد الاقتصادية.
وحاولت أيضاً تطوير حقول في إقليم كردستان العراق شبه المستقل على رغم استياء بغداد، لكنها انسحبت أيضاً من تلك المشاريع بسبب ما وصفته مصادر بضعف نتائج التنقيب.
وفي سبتمبر الماضي، توصلت الحكومة الاتحادية العراقية إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان وشركات نفط عالمية لاستئناف صادرات النفط الخام عبر تركيا، بعد تعليقها في عام 2023.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في إعادة ضخ نحو 230 ألف برميل يومياً إلى الأسواق العالمية، في وقت تعمل دول تحالف "أوبك+" على تعزيز إنتاجها النفطي بهدف زيادة حصصها السوقية.