ملخص
تقدم الأسواق العالمية لوحة متباينة، ما بين مكاسب قوية في الأسهم بدعم توقعات خفض الفائدة، مقابل ضغوط تضخمية في تركيا تضع صدقية سياستها النقدية على المحك، بينما يتأهب الذهب لرحلة جديدة نحو مستويات قياسية قد تعيد رسم ملامح التداول خلال الأشهر المقبلة.
تشهد الأسواق العالمية حالاً من الزخم مع نهاية الأسبوع، إذ تتوزع الصورة ما بين انتعاش في مؤشرات الأسهم الأوروبية والأميركية واليابانية، وضغوط متصاعدة داخل تركيا بفعل قفزة التضخم، إلى جانب توقعات قوية بصعود أسعار الذهب لمستويات غير مسبوقة. وهذا المشهد المركب يعكس تفاعل المستثمرين مع مؤشرات السياسة النقدية العالمية، في ظل رهان متزايد على توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) نحو خفض وشيك في أسعار الفائدة، مقابل مخاوف من استمرار تحديات التضخم داخل بعض الاقتصادات الناشئة.
أوروبا: مكاسب تقودها البنوك والتعدين
على صعيد أوروبا، واصل مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي مساره الصاعد بنسبة 0.3 في المئة ليصل إلى 569.6 نقطة، متجهاً نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ أواخر أبريل (نيسان) 2025.
إلى ذلك، قاد قطاعا البنوك والتعدين هذه المكاسب، إذ ارتفع مؤشر البنوك في منطقة اليورو واحداً في المئة مدعوماً بقفزة سهم "رايفايزن" بنسبة 7.7 في المئة بعد تقارير عن احتمال رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات عن أصول مرتبطة برجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا، أيضاً صعد سهم "أي بي أن أمرو" الهولندي 2.6 في المئة بدعم من رفع توصية "غولدمان ساكس" إلى الشراء، بينما في قطاع الموارد الأساس ارتفع المؤشر 1.3 في المئة متأثراً بزيادة أسعار المعادن.
تركيا: قفزة التضخم تعقد المشهد النقدي
في المقابل، جاءت الصورة أكثر قتامة في تركيا، إذ أظهرت بيانات رسمية ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 33.3 في المئة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، متجاوزاً التوقعات ومثيراً المخاوف في شأن قدرة البنك المركزي على الاستمرار في سياسة التيسير النقدي.
وعلى رغم خفض الفائدة 250 نقطة أساس خلال الشهر الماضي إلى 40.5 في المئة، تشير التقديرات إلى أن استمرار تسارع الأسعار قد يجبر السلطات النقدية على إبطاء وتيرة الخفض.
أميركا: "وول ستريت" تدعمها رهانات خفض الفائدة
أما في الولايات المتحدة، فقد أدى استمرار إغلاق الحكومة الفيدرالية إلى تأجيل نشر تقرير الوظائف الشهري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم ذلك، عززت رهانات المستثمرين على خفض قريب للفائدة التفاؤل في "وول ستريت"، بعدما افتتح مؤشر "داو جونز" مرتفعاً 64 نقطة، بينما أضاف "ستاندرد أند بورز 500" نحو 6.8 نقطة، وصعد "ناسداك" 42 نقطة.
الذكاء الاصطناعي يقود "نيكاي" لمستويات تاريخية
في آسيا، خطف مؤشر "نيكاي" الياباني الأضواء بعدما أنهى تعاملات اليوم الجمعة عند مستوى قياسي جديد بلغ 45769.5 نقطة بارتفاع 1.9 في المئة، مدعوماً بموجة صعود لأسهم شركات التكنولوجيا والرقائق الإلكترونية على خلفية الحماسة تجاه الذكاء الاصطناعي.
وسجل سهم "هيتاشي" قفزة كبيرة بلغت 10.3 في المئة بعد تقارير عن شراكة مع شركة "أوبن أي آي"، فيما واصل سهم "أدفانتست" أحد مزودي "إنفيديا" صعوده بنسبة 4.3 في المئة، وتلقى السوق دعماً إضافياً من تراجع الين، مما عزز أرباح الشركات المصدرة.
الذهب: توقعات باختراق مستويات 4000 دولار
وفي أسواق المعادن الثمينة، عزز بنك "أتش أس بي سي" توقعاته في شأن الذهب، مرجحاً أن تتجاوز أسعاره 4000 دولار للأوقية في الأجل القريب، مستنداً إلى عوامل تتعلق بالأخطار الجيوسياسية والمالية، إضافة إلى الطلب المتزايد من البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
في الأخير، تقدم الأسواق العالمية لوحة متباينة، ما بين مكاسب قوية في الأسهم بدعم توقعات خفض الفائدة، مقابل ضغوط تضخمية في تركيا تضع صدقية سياستها النقدية على المحك، بينما يتأهب الذهب لرحلة جديدة نحو مستويات قياسية قد تعيد رسم ملامح التداول خلال الأشهر المقبلة.