ملخص
طلب الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة من سكان "منطقة ميناء غزة والرمال" مغادرتهما، ضمن سلسلة إنذارات يوجهها لإخلاء مناطق في مدينة غزة منذ بدء عمليته الهادفة للسيطرة عليها.
أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً بضربات إسرائيلية في أنحاء مختلفة من القطاع، أمس الجمعة، في يوم توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"إنجاز مهمة" القضاء على حركة "حماس".
وأوضح الدفاع المدني أن 30 على الأقل من هؤلاء قضوا في مدينة غزة الواقعة بشمال القطاع المحاصر والمدمر. وأضاف الجهاز أن المستشفيات أفادت بتنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات ليل الخميس - الجمعة طالت خصوصاً مدينة غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 16 سبتمبر (أيلول) الجاري توسيع هجومه البري على المدينة الأكبر في القطاع، التي يعدها آخر معقل رئيس لحركة "حماس". وأعلن الجيش أنه قصف خلال 24 ساعة "أكثر من 140 هدفاً في أنحاء قطاع غزة، بما فيها إرهابيون ومداخل أنفاق وبنى تحتية عسكرية".
وأظهرت لقطات لوكالة "الصحافة الفرنسية" من مخيم الشاطئ في مدينة غزة، أضراراً كبيرة طالت مباني بعد غارات جوية، بينما كانت فتاة حافية القدمين تبحث بين الركام عن أغراضها.
وأتى ذلك في يوم ألقى نتنياهو كلمته أمام الأمم المتحدة، حيث أكد أن إسرائيل "سحقت الجزء الأكبر من آلة الإرهاب التابعة لـ(حماس)"، وتريد إكمال المهمة "في أسرع وقت ممكن".
وقبل الخطاب، قال مكتب نتنياهو إنه طلب من السلطات المدنية "بالتعاون" مع الجيش "وضع مكبرات صوت على شاحنات" على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة، حتى يمكن سماع هذا الخطاب في الأراضي الفلسطينية.
وأشار المكتب لاحقاً إلى أن الجيش "سيطر على هواتف سكان غزة وعناصر (حماس)"، وأن الخطاب تم بثه عبرها. إلا أن سكاناً في القطاع نفوا ذلك.
وقالت رندة حنون (30 سنة) النازحة إلى دير البلح (وسط)، عن ذلك "كذب، لم يصلنا لا رسائل ولا أي شيء عبر الهاتف، ولم نسمع أي مكبرات صوت". وأضافت "هذا فقط لزيادة بث التوتر في قلوبنا، ومن أجل أن يجعلنا الاحتلال الاسرائيلي نهتم بخطاب نتنياهو... لكننا لا نهتم بخطاباته، ولا نريد سماع أي كلمة منه".
وقال صحافيون في جنوب القطاع وفي مدينة غزة، إنهم لم يسمعوا الخطاب عبر مكبرات للصوت ولم يتلقوا أي شيء على هواتفهم.
وعد منتدى عائلات الرهائن في غزة، أمس الجمعة، أن توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي "إنجاز المهمة" للقضاء على حركة "حماس"، يهدد حياة الرهائن في القطاع الفلسطيني.
وقال المنتدى في بيان عقب كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "كل يوم من الحرب المستمرة يضع الرهائن أمام خطر أكبر، ويهدد استعادة أولئك الذين تم قتلهم"، معتبراً أن نتنياهو "اختار مراراً وتكراراً، تبديد كل فرصة لإعادتهم إلى الديار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إنذارات
إلى ذلك، طلب الجيش الإسرائيلي، أمس، من سكان "منطقة ميناء غزة والرمال" مغادرتهما، ضمن سلسلة إنذارات يوجهها لإخلاء مناطق في مدينة غزة منذ بدء عمليته الهادفة للسيطرة عليها.
وقال الجيش، أول من أمس الخميس، إن 700 ألف شخص نزحوا منذ أواخر أغسطس (آب) الماضي. في المقابل، قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إنه أحصى نزوح 388400 شخص في القطاع منذ منتصف أغسطس، معظمهم من مدينة غزة.
وقبل الهجوم الأخير، كانت الأمم المتحدة تقدر عدد المقيمين في المدينة ومحيطها بزهاء مليون شخص. ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس"، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.
"أطباء بلا حدود" تعلق عملياتها في مدينة غزة
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، أمس الجمعة، تعليق عملياتها في مدينة غزة بسبب تصاعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني. وقال منسق شؤون الطوارئ في المنظمة جاكوب غرانجيه في بيان، "لا خيار أمامنا سوى تعليق نشاطاتنا بعدما طوقت القوات الإسرائيلية عياداتنا".
وأكد، "هذا آخر ما كنا نريده نظراً إلى الحاجات الهائلة في غزة حيث الأشخاص الأكثر هشاشة، من رضع في وحدات رعاية المواليد الجدد وهؤلاء الذين يعانون إصابات بالغة أو أمراضاً تهدد حياتهم، غير قادرين على التنقل وهم في خطر كبير".
إسرائيل تخاطر بفقدان ما تبقى من حلفائها
حذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس الجمعة، من أن إسرائيل تخاطر بفقدان ما تبقى من حلفائها بسبب حربها على غزة.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الزعيم اليوناني من يمين الوسط، إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجمات "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنها لا تستطيع "تبرير مقتل آلاف الأطفال".
أضاف ميتسوتاكيس أن "اليونان تحافظ على شراكة استراتيجية مع إسرائيل، لكن هذا لا يمنعنا من التحدث بوضوح وصراحة". وحذر من "أن مواصلة هذا المسار سيضر في نهاية المطاف بمصالح إسرائيل ويؤدي إلى تآكل الدعم الدولي لها".
وتابع، "أقول لأصدقائي الإسرائيليين إنهم يخاطرون بابتعاد كل حلفائهم المتبقين إذا استمروا في مسار عمل يقضي على إمكانية حل الدولتين". ولم تعترف اليونان بدولة فلسطين أسوة بدول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا.
واضطرت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتهم في كلمته أمام الأمم المتحدة، الجمعة، قادة غربيين بتأجيج "معاداة السامية"، إلى التحليق فوق اليونان أثناء توجهه إلى نيويورك لتفادي المرور في أجواء دول أخرى بسبب مذكرة توقيف صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
ووجدت اليونان مصالح مشتركة مع إسرائيل بسبب التوتر في علاقة الدولتين مع تركيا.
لكن إسرائيل تواجه أيضاً انتقادات شعبية واسعة في اليونان، وقد دعا رئيس الوزراء السابق اليساري أليكسيس تسيبراس، سلف ميتسوتاكيس، إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.
نيوزيلندا لن تعترف بدولة فلسطينية حالياً
قال وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز في نيويورك أمس الجمعة، إن بلاده لن تعترف بدولة فلسطين في الوقت الحالي، لكها لا تزال ملتزمة بحل الدولتين.
وأضاف في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "في ظل الحرب المشتعلة وبقاء (حماس) كحاكم فعلي في غزة وعدم وضوح الخطوات المقبلة، لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول مستقبل دولة فلسطين بحيث لا يكون من الحكمة أن تعلن نيوزيلندا الاعتراف بها في هذا الوقت".
وتابع، "نحن قلقون أيضاً من أن التركيز على الاعتراف في الظروف الحالية يمكن أن يعقد الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار من خلال دفع إسرائيل و(حماس) إلى اتخاذ مواقف أكثر تعنتاً".
ويختلف موقف نيوزيلندا عن موقف شركائها التقليديين، أستراليا وكندا وبريطانيا، الذين اعترفوا جميعاً بدولة فلسطينية الأحد الماضي. وانضموا بهذه الخطوة إلى أكثر من 140 دولة أخرى تدعم أيضاً تطلع الفلسطينيين إلى إقامة وطن مستقل.
وذكرت نشرة صادرة عن الحكومة النيوزيلندية، أمس الجمعة، أنها تأمل في الاعتراف بدولة فلسطينية في وقت يوفر فيه الوضع على الأرض فرصاً أكبر للسلام والتفاوض مما هو عليه الآن.
وانتقد حزب العمال النيوزيلندي المعارض القرار وقال، إنه سيضع البلاد في الجانب الخطأ من التاريخ.
وقال بيني هيناري، المتحدث باسم الشؤون الخارجية في حزب العمال، إن نيوزيلندا ستشعر بالخذلان من قبل الحكومة اليوم. وأضاف، "لا وجود لحل الدولتين أو سلام دائم في الشرق الأوسط من دون الاعتراف بفلسطين كدولة".