Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يوسع هجومه الجوي في كردفان ودارفور

مساعد البرهان يعلن أن الوصول إلى الفاشر بات قريباً

مساعدة المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي لعمليات البرامج، فاليري غوارنييري تتحدث خلال مؤتمر صحافي بمقر البرنامج في أم درمان، في 10 سبتمبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

تواصلت المواجهات المحتدمة بين الجيش و"الدعم السريع" في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في محاور عدة من المدينة. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الجيش باغت في الصباح الباكر أمس الأربعاء "الدعم السريع" بقصف مدفعي مكثف على تجمعات عناصره وارتكازاته في الأجزاء الشرقية من المدينة، بينما ردت الأخيرة بقصف مماثل على مواقع الجيش.

وسع الطيران الحربي التابع للجيش السوداني أمس الأربعاء من نطاق هجومه الجوي العنيف والمكثف على مواقع "الدعم السريع" في كل من إقليمي كردفان ودارفور، مما أوقع خسائر فادحة في الأرواح والمركبات والعتاد في صفوف القوات المعادية.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن طيران الجيش شن ضربات جوية مكثفة على تجمعات ومواقع لـ"الدعم السريع" في مناطق عدة في كردفان، شملت بارا ووادي النعيم والقاشطة بولاية شمال كردفان، والنهود والحمادي وكدام والسعاتة الزرقاء وأبو حريرة بولاية غرب كردفان، أسفرت عن تدمير عدد من المركبات القتالية، فضلاً عن عشرات القتلى والجرحى.
وبسط الجيش سيطرته على منطقة الزريبة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، مما يجعله قاب قوسين وأدنى من السيطرة على الأخيرة (بارا)، التي يسعى إلى استعادتها نظراً إلى أهميتها الاستراتيجية، إذ تقع على طريق الصادرات المتجه إلى أم درمان، في وقت بث أفراد من الجيش مقاطع فيديو تظهر احتفالات المواطنين باستعادة بلدة الزريبة من قبضة "الدعم السريع".
وتعد الزريبة من المناطق ذات البعد الروحي والتأثير الصوفي لدى السودانيين، إذ اتخذها الشيخ المتصوف عبدالرحيم البرعي مقراً للخلاوي التي يعلم فيها القرآن لآلاف الطلاب من مختلف بقاع البلاد.
وتمكن الجيش خلال اليومين الماضيين من استعادة مواقع في الولاية، كان آخرها بلدات أم دم حاج أحمد وكازقيل والرياش. ومنذ إعلان الجيش خلو ولاية الخرطوم من قوات "الدعم السريع" في أواخر مايو (أيار) الماضي انتقل القتال إلى إقليم كردفان، إذ شهد قتالاً عنيفاً، وأصبحت السيطرة على ولاياته الثلاث (شمال وجنوب وغرب كردفان) متبادلة بين الطرفين.

انفجارات قوية

في محور دارفور، تواصلت المواجهات المحتدمة بين الجيش و"الدعم السريع" في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في محاور عدة من المدينة. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الجيش باغت في الصباح الباكر أمس الأربعاء "الدعم السريع" بقصف مدفعي مكثف على تجمعات عناصره وارتكازاته في الأجزاء الشرقية من المدينة، بينما ردت الأخيرة بقصف مماثل على مواقع الجيش، خصوصاً مقر الفرقة السادسة مشاة والمطار وسلاح المدرعات الواقعة في الجزء الشمالي من المدينة.
وشن طيران الجيش غارات جوية على مواقع "الدعم السريع" في الفاشر، كما أوقع الطيران نفسه ضربات جوية مكثفة على أمانة حكومة ولاية جنوب دارفور في نيالا، التي تسيطر عليها الأخيرة (الدعم السريع)، مما أحدث انفجارات قوية في محيط الموقع، فضلاً عن تدمير جزئي للمبنى.
وبحسب المصادر، فإن الطيران الحربي للجيش قصف أيضاً مواقع لـ"الدعم السريع" في مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور التي تسيطر عليها الأخيرة.
وتأتي هذه العمليات ضمن سلسلة ضربات استباقية للجيش في مناطق دارفور للقضاء على قدرات وإمكانات "الدعم السريع" وإضعافها، فضلاً عن زعزعة وتشتيت عناصرها في المناطق التي تسيطر عليها، مما يسهل عملية استعادتها.

من جانبها، أكدت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر أن قواتها والقوات المساندة لها حققت خلال هذا الأسبوع ثلاثة انتصارات كاسحة، أدخلت الرعب في نفوس عناصر "الدعم السريع" وزادت من انهيارها. وأشارت الفرقة في بيان لها إلى أن قواتها تتقدم بثبات في جميع المحاور، وأكدت في الوقت نفسه أن الأوضاع تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة والقوات المساندة لها، داعية إلى عدم الالتفات للإشاعات، وأن "الانتصار قادم".
ونوه البيان إلى استمرار الدعم الإنساني لسكان الفاشر المحاصرين، إذ ما زالت التكايا تقدم الوجبات الغذائية لمواطني المدينة في مراكز الإيواء.

تقدم وانتشار

في الأثناء، قال مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا إن الجيش يستعد للوصول إلى مدينة الفاشر خلال الأيام المقبلة، في إطار العمليات العسكرية الجارية. وأكد العطا أمام جمع من العسكريين في ولاية النيل الأبيض، أن التقدم نحو الفاشر يسير وفق الخطط الموضوعة، وأن القوات المسلحة تواصل تحركاتها الميدانية بثبات. وأضاف "لا نخشى على مقاتلينا في الفاشر بقدر ما نبدي قلقنا على أوضاع مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة، في ظل ظروف أمنية وإنسانية متدهورة". ونوه مساعد القائد العام للجيش إلى أن قواته تعتزم التقدم نحو عدد من المدن الاستراتيجية في الفترة القريبة المقبلة، من بينها بابنوسة في ولاية غرب كردفان، والدلنج وكادقلي بولاية جنوب كردفان، وذلك ضمن خطة انتشار تهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق الحيوية وتعزيز الاستقرار في الولايات المتأثرة.

انشقاق جنود

إلى ذلك أوضحت وسائل إعلام محلية أن 40 جندياً يتبعون للفرقة السادسة مشاة بالفاشر وصلوا إلى مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، بعد أن سلموا أنفسهم إلى قوات "الدعم السريع" في وقت سابق. وبحسب وسائل الإعلام، فإن الجنود وصلوا على دفعتين، الأولى عن طريق مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والثانية عن طريق بلدة كلاجو بمحلية شعيرية ومهاجرية بشرق دارفور.
وحصل هؤلاء الجنود على ضمانات مكتوبة من قوات "الدعم السريع" الموجودة في الفاشر شريطة أن يتبعوا لها، أو يكونوا مدنيين ولا يقومون بأي أعمال عدائية ضد "الدعم السريع"، إضافة إلى ضمانات مسبقة من أهلهم بشرق دارفور بألا يجري سجنهم أو محاسبتهم حال وصولهم إلى الولاية لجهة أن معظمهم من الولاية ذاتها. ومنذ مايو (أيار) 2024 تفرض "الدعم السريع" حصاراً على الفاشر، مما خلف أوضاعاً إنسانية في غاية السوء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

احتجاز مدنيين

وأفادت تقارير ميدانية باحتجاز قوات "الدعم السريع" عشرات المدنيين الفارين من الفاشر في بلدة أبوزريقة بشمال دارفور، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، فضلاً عن أفراد يعانون إصابات مميتة، وذلك وسط ظروف قاسية.
وأدى القتال المحتدم في الفاشر، إضافة إلى الحصار المستمر لأكثر من عام، إلى فرار ما تبقى من السكان إلى المناطق الأكثر أمناً، لكن كثيرين منهم يجري اعتقالهم أو تصفيتهم رمياً بالرصاص بواسطة تلك القوات. وفي أحيان أخرى يطلب بعض عناصر "الدعم السريع" من ذوي المعتقلين دفع مبالغ مالية طائلة تراوح بين 1500 و2000 دولار نظير الإفراج عنهم، وفي حال العجز عن دفع المبالغ المالية يتم تعذيب المعتقلين.
وتمتلك هذه القوات سجوناً في محيط الفاشر، من بينها سجن في مقر الإمدادات الطبية الواقع في جنوب شرقي المدينة، ومعسكر "جديد السيل" أقصى شمال شرقي المدينة، علاوة على مقر احتجاز آخر في مخيم زمزم للنازحين، إذ يحتجز في تلك الأماكن، طبقاً لمصادر حقوقية وأمنية، أعداد كبيرة من المواطنين.
وحددت "الدعم السريع" وحلفاؤها في تحالف "تأسيس" منطقة قرني الواقعة في البوابة الغربية لمدينة الفاشر نقطة تجميع للقادمين من عاصمة شمال دارفور، على أن يجري نقلهم لاحقاً إلى مناطق كورما وطويلة، وهي مواقع تسيطر عليها "حركة تحرير السودان" بقيادة عبدالواحد نور و"المجلس الانتقالي" بزعامة الهادي إدريس.
وعلى رغم تعهدات "الدعم السريع" بتوفير الحماية للراغبين في مغادرة خطوط النار، إلا أن آلافاً تعرضوا لانتهاكات جسيمة، من بينها القتل والتعذيب، كما أن عشرات المدنيين ما زالوا في عداد المفقودين.

لا حل عسكرياً

سياسياً، أكد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية "صمود"، أن "لا حل عسكرياً للأزمة التي تمر بالبلاد، لكن من الإمكان توسع الحرب داخلياً وخارجياً، مما يؤثر سلبياً في الأمن الإقليمي". ودعا وفد "صمود" خلال لقائه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة في العاصمة الكينية نيروبي إلى بذل كل الجهود الإقليمية والدولية لحث الأطراف المتقاتلة على قبول آليات تضمن وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين والتوجه نحو تفاوض شامل لإنهاء العنف، وإعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي.
وبحسب بيان باسم المتحدث الرسمي للتحالف بكري الجاك، فإن الوفد شدد على ضرورة فصل مسألة الشرعية عن عملية وقف الحرب، كما حذر من أن منح الشرعية لأي طرف يعمق النزاع ويطيل أمد الحرب.
ولفت البيان إلى أن تدخل الأمم المتحدة يجب أن يقوم على مبدأ الحياد وعدم دعم أي طرف، وبين أن تسييس الأجهزة العدلية في بعض المناطق، مثل بورتسودان، أدى إلى استهداف قادة التحالف ومئات الآلاف من المواطنين بسبب انتماءاتهم الجغرافية أو الإثنية، وعرقلة استخراج أوراقهم الثبوتية.
وطالب البيان بتوحيد جهود الوساطة الدولية وعدم منح أطراف الحرب فرصاً للتفاوض من منابر متعددة، مع ضرورة أن يكون الحل السياسي حزمة واحدة تشمل العمل الإنساني وحماية المدنيين، مع ترتيبات لوقف إطلاق النار ومشاركة واسعة للسودانيين في كل مراحل العملية.

تغييرات في الشرطة

أمنياً، أجرى رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان تغييرات في إدارة الشرطة، تضمنت إعفاء المدير العام ونائبه وتعيين آخرين في ثاني تعديل منذ اندلاع الحرب. وبحسب المتحدث باسم الشرطة، فإن هذه القرارات اتخذت في إطار الترتيبات الإدارية لوزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة للعام الحالي، بيد أنها جاءت بعد أيام من إحالات وتغييرات طاولت قيادة أركان الجيش وكبار الضباط في القوات المسلحة. وتواجه الشرطة السودانية تحديات جسيمة في تنفيذ مهماتها في الخرطوم، لا سيما في ظل الدمار والنهب الذي طاول البنى التحتية الأمنية والإدارية، والانتشار الواسع للعصابات المسلحة التي تروع المدنيين في أجزاء متفرقة من العاصمة.
وتراهن السلطات على دور أكبر للشرطة في تطبيع الحياة المدنية وتهيئة الخرطوم لاستقبال مؤسسات الدولة مجدداً، اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعد أن قررت لجنة سيادية إبعاد كل التشكيلات المسلحة إلى خارج العاصمة، على أن تتولى الشرطة مسؤولية حفظ الأمن.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات