Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"وول ستريت" في قبضة 6 شركات تكنولوجية عملاقة

مخاوف من تركز 30 في المئة من "ستاندرد أند بورز" في عدد قليل من الأسهم وصناديق التحوط تقرع جرس الإنذار

التاريخ يذكر أن الهيمنة المفرطة غالباً ما تنتهي إما بفقاعة وإما بانهيار (غيتي)

ملخص

المكاسب المذهلة التي حققتها "إنفيديا" و"ميتا" و"مايكروسوفت" رفعت السوق الأميركية إلى مستويات غير مسبوقة، لكنها في الوقت ذاته قلصت التنويع في المحافظ الاستثمارية وجعلت المستثمرين أكثر عرضة للأخطار.

أثار المستوى غير المسبوق من التركز في عدد محدود من أسهم التكنولوجيا مشاعر متباينة في "وول ستريت"، فبعض المستثمرين يخشون أن يؤدي ثقل هذه الشركات إلى جعل صعود السوق هشاً، بحيث قد ينهار بمجرد تعثر "إنفيديا" أو "مايكروسوفت" اللتين تغذيهما موجة الحماسة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

تلك الهيمنة تفرض أخطار على المحافظ الاستثمارية مع تراجع مستويات التنويع، بينما يرى آخرون أن المخاوف مبالغ فيها، وأن المكاسب تاريخياً كثيراً ما كانت تقودها مجموعة صغيرة من الشركات العملاقة، وما يحدث اليوم ليس إلا جولة جديدة من تألق قطاع التكنولوجيا.

هل تهدد هيمنة شركات التكنولوجيا صعود السوق؟

يزداد الجدل إلحاحاً مع بلوغ حصة "إنفيديا" و"مايكروسوفت" و"أبل" و"ألفابت" و"أمازون" و"ميتا" أكثر من 30 في المئة من المؤشر القياسي "ستاندرد أند بورز 500"، (وهو المؤشر الذي يقيس أداء أكبر 500 مدرجة في البورصة الأميركية)، أي ما يزيد بثلاثة أضعاف وزنها قبل عقد.

وحدها مكاسب "إنفيديا"، إلى جانب مساهمة "مايكروسوفت" و"ميتا"، رفعت المؤشر بنحو 270 نقطة من أصل 579 نقطة صعوداً منذ بداية 2025، أي ما يقارب نصف الارتفاع البالغ 9.8 في المئة لهذا العام.

هل تستحق شركات التكنولوجيا العملاقة تقييماتها الحالية؟

بالنسبة إلى المدير الإداري في "سيتي ريسيرش" سكوت كرونرت فإن هذا التركز بمثابة وسام شرف مستحق لمجموعة تواصل تحقيق نمو غير مسبوق في المبيعات والأرباح.

وزادت أرباح أكبر خمس شركات هي "إنفيديا" و"مايكروسوفت" و"أبل" و"ألفابت" و"أمازون" بنسبة 26 في المئة في الربع الثاني، مقارنة مع توقعات عند 15 في المئة.

في المقابل ارتفعت أرباح الشركات المدرجة في المؤشر ككل بنسبة 11 في المئة على أساس سنوي.

ويؤكد كرونرت أن هذه الشركات "استحقت" أوزانها الحالية بفضل مؤشرات نموها، وأن تقييماتها ليست مبالغاً فيها بالنظر إلى توقعات الأرباح التي ما زالت تحققها باستمرار. وأضاف "على أساس نسبة السعر إلى النمو لا توجد مؤشرات تدعو إلى القلق"، موضحاً أن نسبة السعر إلى الربحية إلى النمو لمجموعة "السبعة الكبار" لا تختلف مادياً عن بقية السوق، لكنه اعترف بأن تجاوز توقعات الأرباح قد يصبح أصعب مع تضخم الأهداف.

هل تستمر الهيمنة بلا عوائق؟

على رغم ذلك هناك أسباب تدعو إلى الاعتقاد بأن هيمنة عمالقة التكنولوجيا ستستمر بلا عوائق، إذ إنهم يولدون تدفقات نقدية ضخمة في فترات الرواج والأزمات على حد سواء، مما يجعلها أسهماً للنمو والدفاع في الوقت نفسه علاوة على أنها المستفيد الأكبر من تغييرات السياسات الأخيرة في إدارة ترمب، بما في ذلك الاستثناءات من بعض الإجراءات التجارية العقابية.

مع ذلك فإن الوزن المفرط لهذه الشركات في المؤشر يترك المستثمرين أمام تركز قد يبدو مقلقاً في محافظهم، إذ تمثل "إنفيديا" وحدها نحو 8 في المئة منه.

وقال كبير الاقتصاديين في "أبوللو" تورستن سلوك "الصفحة الأولى في أي كتاب جامعي للمالية تقول إنه يجب تنويع الاستثمارات. أما الواقع اليوم فأنت غير متنوع إذا استثمرت في (ستاندرد أند بورز)"، مشيراً إلى أن "إنفيديا" أصبحت صاحبة أكبر وزن لأي سهم منفرد منذ بدء جمع البيانات عام 1981.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفق تحليل لـ"مورغان ستانلي" فإن صناديق التحوط سعت إلى تفادي هذا الخطر وبين المستثمرين المؤسسيين، كانت "إنفيديا" أكثر أسهم التكنولوجيا العملاقة تمثيلاً بأقل من وزنها الفعلي في المؤشر بفارق 2.41 نقطة مئوية. وظهر سهم "مايكروسوفت" بأقل من وزنه بـ2.39 نقطة، و"أبل" بـ1.66 نقطة، وشهدت أكبر خمس شركات أكبر فجوة مع وزنها في المؤشر منذ 16 عاماً في الأقل.

هل تمثل أسهم الشركات المتوسطة خياراً بديلاً للتنويع؟

تقول كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "جون هانكوك إنفستمنتس" إميلي رولاند إنها تعيش "علاقة حب - كراهية" مع هذا التركز في السوق، "هذه شركات عالية الجودة، ولا تشبه أبداً وضع عام 2000، فهي تتمتع بنمو قوي في الأرباح وموازنات متينة، لكننا ندرك أن وجود عدد قليل من الأسهم يمثل الفئة الأكبر في محافظ الأسهم الأميركية يعني وضع كثير من البيض في سلة واحدة".

وتنصح رولاند بالنظر إلى الأسهم الأميركية متوسطة القيمة باعتبارها "مكملاً"، لأنها "تقدم تقييمات أرخص وتنوعاً قطاعياً، وتستفيد من طفرة الاستثمارات الصناعية الجارية في أنحاء البلاد".

ماذا يخبرنا التاريخ عن فترات التركز في الأسواق؟

يقدم التاريخ إشارات حول صعوبة تقييم السوق في فترات التركز الشديد، فمثلاً "أبل" التي تربعت على عرش أكبر شركة في العالم معظم العقد الماضي، ارتفعت بأكثر من 1600 في المئة من نهاية 2011 حتى نهاية 2024، وعدم امتلاكها أو تهميش وزنها كان سيجعل المستثمر متخلفاً عن معظم المؤشرات، لكن هناك حالات تحولت فيها الهيمنة إلى انهيار، كما حدث في فقاعة الإنترنت، وأيضاً في الستينيات والسبعينيات، كما يذكر كبير الاستراتيجيين في "إنتراكتيف بروكرز"، ستيف سوسنيك.

ويشير إلى أسهم "نيفتي 50" أو "قرار واحد"، التي كان يعتقد أنها "آمنة للشراء والاحتفاظ إلى الأبد"، مثل "كوداك" و"بولارويد" و"كي مارت" و"جي سي بيني"، وجميعها انتهت لاحقاً في محاكم الإفلاس.

هل نشهد قريباً دوراناً في القيادة؟

وجد تحليل لشركة "فوري ريسيرش بارتنرز" أن بلوغ أوزان أكبر خمس شركات مستويات الذروة كان يرتبط تاريخياً بـ"تغييرات في قيادة السوق"، مما يشير إلى احتمال حدوث دوران نحو أسهم الشركات الصغيرة المتراجعة.

ويضيف سوسنيك، "الدرس هو أن التكنولوجيا لا تتوقف عن التقدم". كانت "آي بي أم" يوماً ما من هذه الأسهم، وعلى رغم أنها لا تزال عند مستويات قريبة من ذراها التاريخي، فإنها تخطتها منذ زمن الشركات الفائزة الحالية، وكانت "إنتل" السهم الأبرز في أشباه الموصلات، بينما اعتبرت أجهزة الكمبيوتر المزودة بشرائح "أي أم دي" خياراً منخفض الكلفة.

شهد مؤشر "ناسداك 100" ارتفاعاً للشهر الخامس على التوالي في أغسطس (آب) الماضي، مسجلاً أطول موجة صعود منذ مارس (آذار) 2024، فيما تستعد السوق الآن لما يعرف بأضعف أشهر الأسهم الأميركية مع إعادة التوازن من قبل المستثمرين المؤسسيين وتباطؤ وتيرة شراء المتداولين الأفراد وارتفاع التقلبات.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة